أيام قلائل وتهّلُ علينا ذكرى مباركة هي الذكرى السنوية للشهيد.. تهّلُ علينا بالكثير من العِبر والدروس والقيم والمبادئ نحتفي بما يليق بها نُحيِيها وتُحيينا بمعانِيها قوة وعزيمة وثباتاً والتزاماً بنهجِ من عشقوا الشهادة في سبيل الله والوطن
ونالوا شرفها بعزة وكرامة وإباء واختاروا لأنفسهم المكانة العالية عند الله القائل سبحانه وتعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 169ـ171).
هي ذكرى شهدائنا الأبرار موقف بهاء إنساني شرف لرجال شجعان أوفياء الذين حفظوا للأمة عزتها وكرامتها فبدمائهم الزكية تحقق لبلدنا وأمتنا العزة والكرامة والاستقرار فمن فيض عطائهم وعبق أرواحهم الطاهرة نتنفس نفس الحرية ونعيش حياة الكرامة فهؤلاء الشهداء الأبرار هم من وهبوا الله أرواحهم رخيصة فداء لهذا البلد وهذا الوطن بذلوا اغلى ما لديهم مع الله وكان عطاؤهم عطاء الرجال الصادقين.
حيث وهبوا أنفسهم رخيصة في سبيل الله فقابلهم الله بعطاء عظيم فقد قابل ذلك العطاء بعطاء اكبر بجنة عرضها السموات والأرض فكانوا بحق أولئك الرجال الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.. وفازوا برضا الله ونالوا الوسام العظيم.. وسام الشهادة والكرامة والسعادة الأبدية.
تُطّلُ علينا ذكرى الشهيد كل عام لنُجّددَ العهد والوفاء لدماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة التي وهبوها طواعية لله ومن أجل وطنٍ أرادت قوى الطغيان والاستكبار إذلاله وإخضاعه فقيض الله لها رجالاً أشداء تصدوا لعدوانها وعشقوا الشهادة, وسقوا بدمائهم الزكية الطاهرة تربة وطنهم حتى ارتوى عزة وشموخاً وكرامة ولا يزال من ينتظرون لحظة اللحاق بهم من المجاهدين الأشداء ماضين على العهد ورافضين للوصاية ومقاومين أشهداء ضد الطغيان بصمودهم وثباتهم في كل جبهات التصدي للعدوان ومرتزقته.
ونحن في ذكرى الشهيد نجدد العهد مع الله ومع تلك الدماء الطاهرة اننا على دربهم سائرون وعلى خطاهم سائرون حتى يكتب الله لنا ولشعبنا النصر او الشهادة ونؤكد لدول العدوان ان دماء الشهداء لم تزدنا الا قوة وعزما وصلابة في مواجهتهم وانه كلما ارتقى منا شهيد ازددنا قوة وصلابة في الميدان وهذا عهد قطعناه للشهداء والله حسبنا ونعم المولى ونعم النصير.
وهي مناسبة نشحذ فيها الهمم ونقوي العزائم لتحقيق مزيد من الانتصارات وكسر جماح قوى الشر والبغي والعدوان السعودي الأمريكي الصهيوني والاستمرار في صنع وتطوير مختلف الأسلحة القادرة على قلب موازين المعركة وتغيير معادلات المواجهة.
اليوم.. ونحن نحتفي بهذه المناسبة العظيمة نجدها فرصة نؤكد فيها على المسؤولية الجسيمة التي يجب علينا النهوض بها كأفراد ومؤسسات وأجهزة دولة وقطاع خاص وميسورين تجاه أسر شهدائنا الاجلاء الميامين لنمد لها يد العون والمساعدة والرعاية والاهتمام ليكون لنا دورنا الداعم والمساند لجهود مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذلك أقل واجب يجب علينا القيام به تقديراً ووفاءً لتضحيات أولئك العظماء الذين تحتضنهم روضات الشهداء في مختلف محافظات الجمهورية.
وختاماً..
نبتهل إلى المولى عز وجل أن يكتب الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار الذين سجلوا بأحرف من نور تاريخاً ناصعاً في مسيرة كفاحنا اليمني ضد المعتدين والغزاة الطامعين.. وبعطاء الشهداء وبتضحياتهم في سبيل الله سيندحر المحتلون والعملاء وسيكتب الله لنا النصر ويتحقق لشعبنا ما يصبو إليه من التقدم والنهوض ليبق أبياً شامخاً مستقلاً بقراره الوطني متحرراً من وصاية وهيمنة المستكبرين من الصهاينة والأمريكان وأعوانهم.
___________
العميد يحيى سريع قاسم