من ضحايا مجزرة سوق الهنود بالحديدة .. أبو بكر سالم فقد جميع أفراد أسرته وترك وحيدا بلا أسرة ولا منزل
3161
المشهد اليمني الأول| متابعات
أبو بكر سالم علي يحيى، تداولت وسائل الاعلام صورته أثناء مجزرة سوق الهنود بمدينة الحديدة، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2016، و هو يصرخ باكيا.
هذا الشاب كان يعيش في منزلهم المتواضع و في كنف أسرته الصغيرة المكونة من والد و والدة و أخوات ثلاث، في منزل شعبي في سوق الهنود.
أصيبت الأسرة بالذعر و الخوف كغيرهم من أبناء الحي عقب الغارة الجوية التي استهدفت القصر الجمهوري القريب من الحي.
غادروا منزلهم إلى منزل أحد أقربائهم في حي مجاور، و حين اختفت أصوات الطائرة التي كانت تحلق في الأجواء، ضن الجميع أنهم صاروا في مأمن، عادوا مرة أخرى إلى منزلهم في حي الهنود.
يقول أبو بكر سالم: عقب الغارة التي استهدفت القصر الجمهوري بالجوار من الحي شعرنا بالرعب و قرر والدي أن يأخذنا جميعا إلى منزل عمتي بحي أخر بعيد من هنا.
و يضيف: مكثنا هناك لساعات، وحين اختفى صوت الطائرة التي كانت تحلق فوقنا ضننا أننا أصبحنا بأمان، فتركنا منزل عمتي و توجهنا عائدين إلى منزلنا.
و تابع: ذهب أبي و أمي برفقة أخواتي الثلاث باتجاه المنزل بينما ذهبت أنا على متن دراجتي نحو الصيدلية لشراء بعض الأدوية التي طلب مني والدي شرائها، و مريت من شارع أخر غير الشارع الذي سارت منه عائلتي.
و قال: عند وصولي إلى الصيدلية سمعت صوت الانفجار ومن قوته تطايرت زجاجات الصيدلية فتحركت مسرعا باتجاه المنزل و حين وصلت كانت الحارة مظلمة و أصوات صراخ الناس مرتفعة البكاء و العويل من كل مكان و كانت المباني محطمة و ركام المنازل متناثر في الشارع حتى منزلنا كان محطم أيضا.
و تابع: دخلت مسرعا و أنا انادي أبي و أمي و كررت النداء أكثر من مرة فقد كنت مرعوبا أن يكون تحت ركام المنزل. لكن لم يجبني أحد و حين خرجت و سألت أحد جيراني هل رأيت أسرتي؟ قال لي: لا لم يعودوا بعد إلى المنزل. هم هناك بجانب الجامع.
و أردف: توجهت مسرعا باتجاه الجامع. و هناك كانت الكارثة التي لم استوعبها، فقد وجدت ابي وامي واخواتي الثلاث وهم جميعا قتلى، كانت حالتهم مأساوية، كان جسد والدي قد انقطع إلى نصفين و بقية الجثث مشوهة و أختي الكبيرة ممزقة و مشوهة أكثر.
حينها أصبت بالصدمة حاولت البكاء لكني لم أستطيع، فقط كنت أصرخ و أنادي أبي أمي أخواتي أحسست ساعتها أني سأموت مما أشعر به تجاه هذه الصدمة حتى أغمي علي و نقلت إلى المستشفى.
لا يعلم أبوبكر ما هو السبب الذي جعل الطائرة تستهدف الحي فكما يقول: ليس هناك حوثيين ولا يوجد أي سلاح فكل أبناء الحي من الفقراء و أناس مسالمين ليس لهم أي علاقة بالحرب و القتال.
أبوبكر اليوم أصبح بلا مأوى و لا أسرة .. يقول إنه تذكر حديث كان يسمعه على لسان أبناء الحي قديما حين كانوا يخبرونه و هو لا زال صغيرا بأنه وحيد أسرة، و كان هذا الحديث مثار استغراب بالنسبة له، و هو ما دفعة لسؤال والده لماذا يقولون عنه وحيد أسرة وهو لديه ثلاث (أخوات)؟ فكان والده يجيبه حينها: يقال عنك ذلك لأنك لا تمتلك اخوان من الذكور فأنت وحيدنا أنا و أمك من الذكور.
و قال لنا: أتمنى أن يسمعني والدي اليوم لأني سأخبره أن ذلك الكلام الذي كنت أسمعه وأنا طفل أصبح حقيقة اليوم، و أنا أصبحت وحيد أسرة وليس لي إي إخوة لا من الذكور ولا من الإناث كما لم يعد لي أب و لا أم و لا منزل أعيش فيه.