كشفت صحيفة سويدية النقاب عن جريمة سعودية داخل سفارة المملكة في العاصمة البريطانية لندن، قبل جريمة قتل واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بشهور قليلة.
وأفصحت الناشطة السعودية المعارضة علياء الحويطي لصحيفة “داغبلادت” السويدية، النقاب عن حادثة احتجازها في مقر سفارة المملكة في لندن عام 2018 وتهديدها بالقتل على خلفية نشاطها السلمي.
وتعود الحادثة إلى تموز/يوليو 2018. ووصفت علياء الحويطي تلك الحادثة بـ “الرعب”. وقالت “كان هناك ستة رجال في الغرفة داخل السفارة السعودية بلندن، وبجانبهم السفيرة السعودية في بريطانيا”.
يذكر أن السفارة السعودية كانت مغلقة لمدة ثلاث سنوات، لكن الرجال الستة والسفيرة كانوا هم الوحيدين الذين بقوا في أعمالهم.
وعلياء وصلت لندن عام 2011م، بعدما حققت شهرة ونجومية إذ كانت فارسة وحائزة على جوائز. وفي عام 2005، دربت علياء أول فريق سعودي لسباق الخيل.
وبالعودة إلى التفاصيل، تسرد علياء: حاولت السفيرة السعودية إقناعي بتغيير ما قمت بالتغريد عنه عبر “تويتر”. كنت مرعوبة. أرادوا مني دعم الحرب اليمنية والتوقف عن انتقاد النظام السعودي.
وأضافت: أبقوني هناك من الساعة 14.30 إلى 17.00؛ أغلقت السفارة نفسها الساعة 15.00. لقد سجلوا باستمرار كل ما قلته. لقد سمحوا لي بالخروج عندما وعدت بالاستسلام وحذف رسائلي على “تويتر”.
وبعد حادثة احتجاز علياء الحويطي، وتحديدا في 2 أكتوبر من ذات العام، أقدمت “فرقة النمر” على استدراج الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى داخل السفارة بمدينة إسطنبول وقتله وتقطيعه وإخفاء جثته.
وأشارت الناشطة السعودية المعارضة إلى تلقيها رسائل بالقتل والتقطيع عبر WhatsApp و Twitter، أحد الرجال الذين حاولوا، بحسب الحويطي، إغرائها بالعودة إلى السعودية، تم إدراجه في قائمة “مجلة تايم” لأكثر الأشخاص نفوذاً في العالم.
والرجل هو الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود. كان أغنى رجل في المملكة العربية السعودية. لم يرسل لها أي شيء يشبه التهديدات والرسائل لها نبرة ودودة.
ومع ذلك، وبسبب شبكته الواسعة ونفوذه، تقول الحويطي إنها ترى ذلك كما لو كان يتم إغواؤها للعودة إلى المنزل. كما كان الأمير بن طلال هو من رعاها عندما كانت نشطة في الفروسية.
وبحسب علياء الحويطي، فقد تم إرسال الرسالة من الأمير الوليد بن طلال ذات صباح في حزيران/ يونيو 2018 – في نفس الفترة التي بدأت فيها المشاكل في السفارة.
كتب الملياردير في وقت لاحق من المحادثة التي جرت على خدمة المراسلة WhatsApp: لماذا لا تريد المجيء إلى الرياض والعمل في اسطبل وليد؟ يمكنك أن تأتي للمدة التي تريدها. لدينا اسطبل جميل للخيول.
علياء الحويطي ترد على الأمير بن طلال: إن شاء الله أستطيع الزيارة قريبا. سأتصل بك عندما أصل. آمل أن تسمح لنا [السلطات] داخليًا [في البلاد] بالمشاركة وتحقيق أحلامنا.
ورد الأمير الوليد: يجب أن يحدث قريبا جدا، يتم أخذ الوظيفة بالفعل، وتحتاج الخيول إلى المساعدة والرعاية على الفور. كل شيء جاهز بنسبة 100 بالمائة.
وتقول علياء الحويطي إن أشخاصًا مؤثرين أغروها أيضًا بوظيفة عالية الأجر، وسيارة باهظة الثمن، ومكانة نجمة في بلدها الأم.
ومن ضمن الرسائل التي وردت إلى الناشطة: “هناك رجلان في طريقهما من المملكة العربية السعودية إلى لندن، عليك أن تكون حذرا بشأن ما تأكله وتشربه”.
تلك الرسالة على حد زعم الحويطي، تلقتها في أوائل أغسطس / آب. وتقول إن الرسالة جاءت من اتصال طويل الأمد في المملكة العربية السعودية وتفيد بأن رجلين من السعودية هربا إلى لندن بجرعة من السم.
وتشرح علياء الحويطي أن السم صمم خصيصا بحيث لا تظهر عليه أي أعراض إذا ماتت منه.
وكتبت علياء آنذاك عبر “تويتر” ثم سمعت من المملكة أنهم كانوا يبحثون عن مكانها في المحاكم الملكية، “أرادوا أن يعرفوا كيف حصلت على المعلومات”.
والحويطي تعود إلى قبيلة الحويطات في المملكة، والتي تخوض حاليا صراع مع نظام ولي العهد محمد بن سلمان منذ عدة سنوات.
وتصاعد الصراع بعد أن أطلق ولي العهد “مدينة المستقبل” – نيوم – كمشروع له مكانة كبرى. المدينة الفخمة التي سيتم بناؤها من الصفر ستضم التكنولوجيا الموجهة نحو المستقبل.
ولأجل تحقيق حلم بن سلمان في “نيوم” يسعى لتهجير وطرد سكان الحويطات من القبيلة حتى أن قواته قتلت أحد أفراد القبيلة في إبريل 2020، فيما تعتقل العشرات من أبناء القبيلة داخل سجون المملكة.