المشهد اليمني الأول/
عامان على اتفاق السويد، عامان وما تزال مضامين هذا الاتفاق تراوح مكانها، لا جديد في الموضوع، سوى استمرار الخروقات والانتهاكات من قبل قوى العدوان ومرتزقتهم، وتواصل احتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية، واستمرار عمليات التحشيد من قبل مرتزقة الإمارات، وسط دعوات علنية من قبل المرتزق العميل طارق عفاش لحشد المزيد من المرتزقة إلى الساحل الغربي، بهدف تفجير الأوضاع هناك خدمة لأهداف وأجندة العدوان، ومخططاته الشيطانية الشريرة.
بالتزامن مع تحركات لقوى العدوان تهدف إلى توحيد فصائل ومكونات العمالة والخيانة والارتزاق والتوصل إلى صيغة توافقية فيما بينها، في محاولة منها لإحياء ما يسمى باتفاق الرياض، هذه التحركات التي تصطدم بواقع ميداني ملتهب، في ظل الصراعات والمواجهات المسلحة المشتعلة بين مرتزقة الرياض ومرتزقة أبو ظبي، التي تعكس صراع النفوذ السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية خاصة وفي عموم محافظات الجمهورية عامة.
عامان وما تزال الأمم المتحدة تتحدث عن جهودها المبذولة لتحقيق السلام في اليمن، وحل الأزمة اليمنية، ولا نعلم عن أي جهود تتحدث وهي تقف عاجزة عن تنفيذ اتفاق السويد الذي اسبشرنا بالتوقيع عليه خيرا، وظننا بأنه سيكون الخطوة الأولى على طريق حلحلة ملف الأزمة اليمنية، الخطوة التي تقود إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار.
عامان وما يزال التعنت هو سيد الموقف بالنسبة لقوى العدوان ومرتزقتهم فيما يتعلق باتفاق السويد، الفريق الوطني في لجنة التنسيق وبتوجيهات حكيمة من القيادة الثورية والسياسية قامت بتنفيذ تعهداتها ذات الصلة بالانسحاب من موانئ الحديدة وإعادة الانتشار، وتم تسليم مهام حماية الموانئ لقوات خفر السواحل اليمنية المنتسبة لهذا القطاع قبل العام 2014، لتفنيد ادعاءات المرتزقة وإظهار حسن النوايا والرغبة في المضي قدما في عملية التنفيذ للاتفاق.
ورغم كل ذلك ظل العدوان على غيه وغطرسته وغروره وتعنته، رافضا القيام بتنفيذ ما يخصه في اتفاق السويد، على مرأى ومسمع البعثة الأممية ورئيسها الجنرال الهندي أبهيجت جوها، وعلى مرأى ومسمع المبعوث الأممي مارتن غريفيث والأمم المتحدة.
رفض المرتزقة السماح لرئيس البعثة الأممية بزيارة مدينة الدريهمي للاطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين فيها ، والوقوف على حجم الخراب والدمار الذي لحق بها ، والوقوف أمام الادعاءات والأكاذيب التي كان يروج لها المرتزقة بشأن مدينة الدريهمي، كما سبق لهم رفض إدخال المساعدات للمدينة خلال فترة الحصار التي تعرضت له والذي استمر لقرابة عامين ونصف.
ومع ذلك لم نسمع أي موقف أممي يدين هذا التصرف الأرعن وغير المسؤول ، حتى في ظل قيام الطيران الحربي والتجسسي بانتهاك اتفاق السويد الخاص بوقف إطلاق النار، تظل الأمم المتحدة على صمتها ومواقفها المفرطة في السلبية حيال ذلك وكأن مهمة تنفيذ اتفاق السويد لا تعنيها، وليست ملزمة بها على الإطلاق ؟!!!
بالمختصر المفيد، بعد عامين على اتفاق السويد يجب أن تعي الأمم المتحدة وتدرك جيدا بأن مواقفها الرخوة، وسلبيتها المفرطة تجاه خروقات المرتزقة وانتهاكاتهم اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار ذات الصلة، وتنصلهم عن تنفيذ ما هو مطلوب منهم، يدفع بالوضع في الحديدة نحو الانفجار، وخصوصا في ظل إصرار العدوان ومرتزقته على التحشيد والمضي في خيار التصعيد والتأزيم.
الاتفاق واضح البنود والمضامين ولا يوجد فيه أي غموض يدفع قوى العدوان والمرتزقة إلى التلكؤ والمماطلة في تنفيذه، والمطلوب فقط قيامها بواجباتها ومسؤولياتها وتعهداتها والتزاماتها، ومكاشفة الرأي العام بكل شفافية عن الطرف المعرقل والمعيق لتنفيذه، قبل أن ينفرط عقد الاتفاق نهائيا.
حينها فقط لن يكون بمقدورها لعب أي دور في ملف الأزمة اليمنية، لأن الثقة فيها ستكون منعدمة تماما، كونها أثبتت عدم أهليتها للقيام بهذه المهمة، وستكون هي من ستتحمل تبعات أي انفجار للأوضاع في الحديدة، فلا هي التي ألزمت المرتزقة بتنفيذ الاتفاق، ولا هي التي أعلنت فشلها في مهمتها، ووفرت الأموال التي تتقاضاها مقابل قيامها بما تسميه بجهود إحلال السلام في اليمن وطي ملف الأزمة اليمنية.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
___________
عبدالفتاح علي البنوس