المشهد اليمني الأول/
اشتعلت بالأيام الأخيرة ثورة المستضعفين والمسمّاه بثورة الجياع، والتي نبعت من رحم جوع وقهر المستضعفين بالمناطق القابعة تحت إحتلال تحالف العدوان وهيمنته.
وكان هدف المستضعفين، ثورة ضد سياسية التجويع والهيمنة، التي ينتهجها تحالف العدوان في اليمن منذ أكثر من خمسة اعوام.
وبدأت الثورة تصعيدها، بعد تجاهل حكومة المرتزقة ودول العدوان، دون الإلتفات لها، أو الوقوف لمطالبها، وذلك بعد استمرارها لأكثر من اربعة ايام على التوالي، بمحافظة تعز وشبوة وغيرها.
وقد خاضت مدينة تعز، اليوم الأربعاء، غمار التحدي المباشر لدول العدوان، عبر مسيرات جماهيرية حاشدة طالبت برحيل تحالف العدوان عن اليمن، باعتباره المسئول الأول عن تردي الوضع الاقتصادي، وتدهور الأحوال المعيشية في البلاد.
وقال عدد من الناشطين، أن الأحزاب السياسية، وعلى رأسها حزب الإصلاح، لم تعد تظهر الدعم المباشر لثورة الجياع، وأن الثورة تحولت بالنسبة لتلك الأحزاب إلى مناورة سياسية، يمكن من خلالها ممارسة الضغوط على دول العدوان، بعيداً عن مصالح وكرامة شعب اليمن.
وشهدت مدينة تعز، اليوم، مسيرات حاشدة، شارك فيها الآلاف من أبناء مدينة تعز، ردد خلاها المتظاهرون شعارات تطالب برحيل تحالف العدوان، ورفعوا لافتات تندد بصمت حكومة المرتزقة، إزاء انهيار العملة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وتأتي مظاهرات اليوم استجابة لدعوة حركة ثورة الجياع، التي أعلنت أمس عن التصعيد الثوري السلمي، ورفع سقف المطالب الثورية، لليمنيين في المناطق المحتلة، رداً على تجاهل الرياض وأبو ظبي لمطالب الشارع اليمني، ومصادرة قرار اليمن السياسي والاقتصادي، واحتجاز حكومة المرتزقة في أقبية الفنادق.
وأوضح عدد من القيادات في حركة ثورة الجياع، أن الجماهير تتمتع بالوعي الكافي لمواصلة الثورة، بعيداً عن محاولات التجيير السياسي، مضيفين أن دول تحالف العدوان تراهن على قتل الثورة من خلال التجاهل، مؤكدين أن لدى أبناء تعز الكثير من المفاجئات التي ستجبر دول العدوان على احترام أبناء محافظة تعز واليمن بشكل عام.
الجدير بالذكر أن أبناء محافظة تعز لعبوا أدوار محورية في التاريخ السياسي الحديث لليمن، وعادة ما كانت تعز منطلقاً للثورات السياسية والاجتماعية في البلاد.
حضرموت ودعوات لخروج حاشد
على ذات السياق، دعا اتحاد نقابات العمال في حضرموت الوادي والصحراء، المواطنين والناشطين والإعلاميين إلى الاحتشاد -يوم غدا الخميس، في مدينة سيئون، للتنديد بالأوضاع المعيشية الصعبة التي تعصف بالمحافظات الجنوبية المحتلة في إطار ثورة الجياع التي انطلقت شرارتها في تعز ولحج وعدن وعدد من المحافظات المحتلة.
وأشار الاتحاد -في بيان له- إلى أن على الجميع التحرك بجِدّية من أجل إيصال صوت المواطنين الذين يعيشون أوضاعاً متردية بسبب ارتفاع الأسعار وانهيار العملية وأزمة المشتقات النفطية وغيرها من المشاكل الاقتصادية والأمنية.
وهدّد الاتحاد باتخاذ خطوات تصعيدية جديدة في حال عدم الاستجابة لمطالب المواطنين المشروعة، داعياً السلطات المحلية والمؤسسات الحكومية إلى سرعة التحرك من أجل إصلاح الوضع، وتوفير الخدمات وإيقاف انهيار العملة.
يأتي ذلك بعد وقفة احتجاجية نظّمها أبناء المكلا في 10 ديسمبر الجاري أمام مبنى السلطة المحلية، للمطالبة بفتح مطار الريان ووضع حدّ لتهاوي قيمة الريال اليمني، وتوفير الخدمات الأساسية.
وسبق أن خرجت عدة تظاهرات في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت احتلال تحالف العدوان منها لحج وشبوة وتعز، حيث اتخذ المتظاهرون من عبارة “ثورة الخبر” وثورة الجياع ولا تحالف بعد اليوم شعارات لاحتجاجاتهم.