المشهد اليمني الأول/
قبل عام تحديداً تحدث الأخ رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري في حديث مطول لصحيفة اليمن وذلك عن الموقف العسكري وعن عدة قضايا متعلقة بالجبهات وكان الملفت تطرق الأخ رئيس هيئة الأركان الى طريقة تعامل قواتنا المسلحة مع المغرر بهم من المرتزقة والعملاء الذين يقاتلون في صفوف العدو أو يدفع بهم العدو الى الخطوط الأمامية لمواجهة قواتنا وكيف أن قواتنا المسلحة عملت على تسهيل فرار المئات من أولئك المرتزقة في عملية نصر من الله بعد أن كان العدو يريد أن يزج بهم في محرقة حقيقية بل إنه استهدفهم بغارات جوية وذلك لمنعهم من الاستسلام لقواتنا.
رئيس هيئة الأركان العامة في ذلك الحوار أكد التوجيهات المتعلقة بعدم إطلاق النار على كل من يفر من المعركة لاسيما إذا كان من المرتزقة اليمنيين.
وبالفعل كان لهذه التوجيهات ثمارها على أرض الميدان وهو ما نشاهده من خلال عدد العائدين الى صف الوطن خلال الأيام الماضية فمنهم من يتحدث عن التسهيلات التي قدمتها قواتنا لهم حتى تمكنوا من ترك القتال في صفوف العدو وتم تأمينهم للوصول الى مناطق الجيش واللجان الشعبية.
وهنا نعيد ما قاله الأخ رئيس هيئة الأركان وكان له صدى واسع في صفوف المرتزقة : وقواتنا بحسب التوجيهات لا تستمر بإطلاق النار على كل من يفر من المعركة لا سيما إذا كان يمني وهذا المبدأ يطبق في مختلف الجبهات فنحن أكثر حرصاً على أرواح اليمنيين الذين يفرون من المعركة ويقررون النجاة بأنفسهم لعلمهم أن موقفهم خطأ وأن قتالهم في صف العدو جريمة وخيانة يُعاقب عليها القانون.
خلال الأسابيع الماضية كان هناك المئات من العائدين الى الصف الوطني من المرتزقة والذين تركوا القتال في صفوف العدو بل إن البعض منهم بعد أن عاد الى صنعاء قرر الالتحاق بالجبهات مؤكداً أن تصريحات الأخ رئيس هيئة الأركان العامة والتي نشرت نهاية العام الماضي كان لها أثر كبير في نفوسهم وأنهم منذ أن استمعوا الى تلك التصريحات وهم يفكرون في كيفية العودة الى الصف الوطني بعد شعروا بمدى حرص القيادة الوطنية على دمائهم وأرواحهم.
وتحدثوا كذلك أن تلك التصريحات والتوجيهات كان بمثابة مصدر قلق وازعاج لقادتهم من المرتزقة والخونة حيث بدأ الشك يدب في صفوف القيادات خشية أن تتجه جماعات منهم نحو التسليم للجيش واللجان الشعبية.
وعن تعامل الجيش واللجان الشعبية مع المرتزقة في عملية نصر الله بمرحلتيها الأولى والثانية يقول رئيس هيئة الأركان العامة : نعم خلال المرحلة الثانية كانت قواتنا قد تقدمت وأصبحت على مشارف الإنتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية بحسب الخطة المرسومة وقد سمحنا لمجاميع من المتورطين بخيانة الوطن بالهروب نحو مدينة نجران وسهلنا لهم ذلك بعد أن كان جيش العدو يحاول الدفع بهم مجدداً الى قتال قواتنا وبشكل إجباري رغم معنوياتهم المنهارة ولهذا فإن تسهيل فرارهم أفشل مخطط جيش العدو الذي لا يضع أي حساب لليمني الذي يقاتل معه ويدافع عنه وكنا نحن أكثر حرصاً على حياتهم رغم أنهم كما أسلفنا متورطون بخيانة وطنهم وبلدهم ونأمل أن يعودوا الى مناطقهم ويتركوا القتال في صفوف العدو كما عاد المئات من قبلهم الى مناطقهم.