المشهد اليمني الأول/
في الحرب الأهلية الملكية الجمهورية 1962- 1970م كانت السعودية تدعم الملكيين فيما مصر تدعم الجمهوريين واستمرت الحرب عدة سنوات وكانت الولايات المتحدة تقف الى جانب السعودية رغم اعترافها بالجمهورية حتى لا يتجه النظام الجديد الى موسكو او بمعنى اصح احتواء الجمهورية.
لكن عملت واشنطن على الاستفادة القصوى من تلك الحرب من خلال صفقات الأسلحة مع النظام السعودي (تماماً كما يحدث اليوم) وكذلك مشاريع عسكرية إضافية تحت بند (حماية المملكة) وبناء أنظمة دفاعية واستغلت واشنطن ايضاً تلك الحرب على اليمنيين الى الدفع بمزيد من قواتها الى السعودية.
كانت واشنطن تستفيد مالياً من الحرب في اليمن ولهذا لم تعمل على وقفها رغم ما كانت تعلنه عبر وسائل الإعلام وما تتبناه من مبادرات إلا أن الحقيقة خلاف ذلك تماماً فقد ظل الموقف الأمريكي يستثمر ويستغل ما يحدث ولعل خير شاهد على ذلك ما نقله وزير الخارجية اليمني وقتها محسن العيني عن مستشار في البيت الأبيض وذلك في حفل عشاء في إحدى السفارات العربية حيث قال كومر في تعليقه على ما يحدث في اليمن : دعهم ينزفون حتى الموت المصريون تنشغل قواتهم والسعوديون ينفقون واليمنيين يعانون وعندما يتعبون سيصلون الى حل.
اليوم تقف واشنطن خلف العدوان والحصار على اليمنيين ولم تخفي يوماً دعمها لتحالف العدوان على اليمن بل كان سفيرها في مفاوضات الكويت 2016م قد هدد الوفد الوطني باتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية ستؤدي الى فقدان الريال اليمني قيمته حتى تصبح ورقة فئة الالف ريال لا تساوي قيمة الحبر الذي عليها وقال سينقل البنك من صنعاء الى عدن وبالفعل بعد شهر واحد من تهديدات السفير نقل البنك الى عدن فهل ما يحدث اليوم جزء من الإجراءات الامريكية المعادية للشعب اليمني بالتأكيد نعم.