المشهد اليمني الأول/
الأعمال العظيمة تحتاج إلى رجال مثابرون ومخلصون فصناع الإنجازات ليسوا كصناع الأعذار وهو ما تحقق في الهيئة العامة للزكاة رغم قصر عمرها فقد كانت مبادرتها الكريمة بتيسير زواج 3300 عريس وعروس من شباب اليمن ومن مختلف المناطق انتصارا كبيراً في مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء بالتزامن مع الحرب العسكرية والاقتصادية..
وبعد ليلة دامية وغارات عنيفة شنتها طائرات العدوان على محافظة صعدة وعمران والجوف ومأرب ونهم وغيرها من المناطق وبشروق شمس اليوم الأربعاء كانت عاصمة الصمود اليمني صنعاء تزف 3300 عريس في حفل جماهيري مبهج في ميدان السعبين
هذه المبادرة الكريمة تكتسب أهميتها من كونها أتت في مرحلة استثنائية يمر بها الشعب اليمني فالعدوان الإجرامي الذي تقوده أمريكا والنظام السعودي ومن معهم من الخونة والمنافقين يتواصل منذ ست سنوات والحصار الخانق والشامل مستمر ولكن يثبت الشعب اليمني بمثل هذه المبادرات أن أي قوة مهما كانت إمكانياتها لا يمكنها أن تركعه أو تفرض عليه سياجات حديدية حتى يقبل بشروط الخنوع والاستسلام.
بحضور رسمي وشعبي.. ميدان السبعين يحتضن الفعالية
شهد ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء مهرجان العرس الجماعي لزفاف 3300 عريس وعروس من مختلف محافظات الجمهورية تحت شعار ” معاً لتحقيق التكافل الاجتماعي ومواجهة الحرب الناعمة “.
المهرجان كان بحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي وسلطان السامعي وأحمد الرهوي ، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور ونائب رئيس مجلس الوزراء ونواب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي والرؤية الوطنية محمود الجنيد ومفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين وأعضاء من مجالس الوزراء والنواب والشورى وأمين العاصمة وعدد من محافظي المحافظات وشخصيات سياسية ووطنية واجتماعية
رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان ألقى كلمة أوضح فيها حرص الهيئة على تجسيد معنى التكافل والتراحم الاجتماعي من خلال مهرجان العرس الجماعي الذي أطلقته الهيئة لعدد 3300 عريسا وعروسا ليصل عدد الذين استهدفتهم هيئة الزكاة خلال العامين الماضين إلى ستة آلاف و 500 عريس وعروس.
وأشار إلى ما يمثله مهرجان العرس الجماعي من أهمية كونه يأتي ضمن مشروع العفاف وضمن قائمة أولويات هيئة الزكاة في المصارف الشرعية الذي يستهدف الشباب من الفقراء والمساكين والمجاهدين والأسرى وأبناء الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة والمكفوفين وأحفاد بلال، وفي إطار مواجهة الحرب الناعمة التي يحاول الأعداء أن يغزوا الشباب وأبناء المجتمع.
وثمن الشيخ أبو نشطان، دور رجال المال والتجار والمزكين التي حققت زكاتهم التكافل الاجتماعي ووصلت إلى مستحقيها كونهم شركاء الهيئة العامة للزكاة في إقامة مثل هذه الأعمال والمشاريع المختلفة التي نفذتها الهيئة في جميع المصارف الثمانية.
ولفت إلى عزم الهيئة العامة للزكاة خلال الأيام القادمة إقامة عدداً من المشاريع العملاقة في كل محافظات الجمهورية.
قائد الثورة يبارك للعرسان ويؤكد أهمية تخفيض المهور
وخلال الفعالية ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بارك من ، لكل العرسان في العرس الجماعي ، مشيرا إلى أنه منذ بدء العدوان وإلى اليوم والشعب اليمني باعتماده وتوكله على الله، صمد في ميادين وجبهات القتال كما صمد أيضا في كل مجالات وميادين الحياة.
ولفت إلى أن الشعب اليمني يواجه في كل مجال جبهة يقارع فيها العدوان ويتصدى له على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني في كل مجال من مجالات الحياة.. مضيفا ” الأعراس تقام منذ بداية العدوان وإلى اليوم وتستمر عجلة الحياة وتتحرك وتمشي في هذا الشعب الصامد الثابت لأنه استمد ثباته وصموده واعتماده من الله سبحانه وتعالى وبمعونة الله جل شأنه”.
واعتبر قائد الثورة، هذا العرس الجماعي رسالة لتحالف العدوان مفادها” مهما كان عدوانكم ومهما كانت جرائمكم وطغيانكم نحن مستمرون في مسيرة حياتنا في كل مجال من مجالات الحياة لأننا نتعمد على الله نعم المولى ونعم النصير”.
ولفت إلى أن العرس الجماعي تعبيرا عن الصمود والثبات في هذا البلد، ومن أهم ما يجسده هذا العرس والاحتفال المبارك هو القيمة العالية والأهمية الكبيرة للتكافل الاجتماعي في الإسلام والذي على رأسه الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام وفريضة مهمة من الفرائض الدينية.
وبين السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن إخراج الزكاة يساهم في حل المشاكل وتعزيز الأخوة والاستقرار والترابط الاجتماعي.. مؤكدًا أهمية العناية بالتكافل الاجتماعي كشعب يمني مسلم وإعطاء أهمية كبيرة لإخراج الزكاة.. مشيرا إلى أن الهيئة العامة للزكاة تقوم بجهد كبير في العناية بهذا الركن المهم وتصريفه في مصارفه الشرعية.. داعيا إلى مساندة هيئة الزكاة من الجهات المعنية في الدولة على مستوى القضاء والأجهزة الأمنية وكل الجهات ذات العلاقة، أن يكون الجميع في الدولة والشعب سنداً لهذه الهيئة لتقوم بواجبها على أكمل وجه .
وشدد قائد الثورة، على أهمية أن يقف الجميع موقفا موحدا من كل الذين يماطلون ويتهربون ويتنصلون من إخراج هذا الواجب المهم الذي يعتبر ركنا من أركان الإسلام.. منوها بجهود كل العاملين في هيئة الزكاة وعلى رأسهم رئيس الهيئة الشيخ شمسان أبو نشطان.. مضيفا ” إخراج الزكاة هو البديل عن الحاجة للمنظمات الأجنبية التي تعمل وفق أجندات خاضعة لتأثير سياسي وأمني والابتزاز الدولي”.
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن هذه الفريضة العظيمة ستؤمن التكافل الاجتماعي في كل مجالات الحياة.
ودعا إلى تيسير أمور الزواج .. مشيرا إلى أن هناك مبادرات بدأت في بعض المحافظات منها محافظة حجة، من أجل تيسير تكاليف الزواج بدءا من تحديد مستوى المهر والتكاليف الأخرى بسقف معقول وممكن وحل الكثير من التعقيدات التي دخلت إطار عادات جديدة وشروط ومتطلبات إضافية لا ضرورة لها ولا تراعي الظروف الصعبة للناس.
كما أكد أهمية التخلص من بعض السلبيات التي تترافق مع الاحتفالات والأعراس ومنها إطلاق النار الذي يشكل خطرا وتهديدا على حياة الناس.. مشيرا إلى أن الأعيرة النارية ليس مكانها الأعراس بل في الجبهات للتصدي للأعداء.
وشدد قائد الثورة، على أهمية العمل على المستوى التوعوي والأمني والاجتماعي للحد من هذه الظاهرة التي لها نتائج سلبية وضحايا من المواطنين.. لافتًا إلى أن إزعاج المجتمع ليلا في الأعراس والأفراح من العادات السيئة التي يجب التخلص منها والتي لا تجوز.
الشعب يتغلب على عوائق العدوان
إن مشهد البهجة الذي رسمه 3300 عريس لبرهان مبين على أن العوائق التي حاول الأعداء وضعها أمام الشعب اليمني تحولت إلى إنجازات تكتب في دفتر الأمجاد والعطاء والبذل والإحسان..
إن مثل هذه المبادرة هي التي تصون شبابنا وتحافظ على زكائهم كما تعزز ارتباط الشعب اليمني بهويته وتحافظ على روحيته الجهادية ومعنوياته خصوصاً وأنها تأتي في ظل المغالاة في المهور وفي وقت تتعرض الهوية اليمنية لاستهداف حقيقي وإلى انتشار المفاسد التي تغذيها شبكات التواصل الاجتماعي وبالتالي كانت خطوة موفقة أن تتبنى هيئة الزكاة كمثل هذه المبادرات..
وبالتأكيد أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها بل إن هيئة الزكاة تكفلت بزواج أكثر من 6500 عيس وعروس خلال العامين الماضيين ، وآخرها قبل أيام قليلة من خلال تكفل الهيئة بتكاليف زواج 22 من أبناء مديرية حيدان بمحافظة صعدة وقبلها تيسير زواج 60 من جرحى الجيش واللجان في نفس المحافظة أما في المجال الإنساني فأصبحت أنشطتها تغطي نسبة كبيرة من المساحة التي كانت تشغلها المنظمات الأجنبية التي لم تكن تعطي أي شيء إلا بعد أن تنتهك كرامة الإنسان..