المشهد اليمني الأول/
في منهجية المسيرة القرآنية ذات المبادأ النورانية لابد للقرآن الكريم أن يتجسد واقعا عمليا لنهضة المجتمعات المسلمة، ولا بد لـ قانون المساواة إن يجد له متسعا لخدمة شريحة الفقراء والمحتاجين في المجتمع اليمني، وليكن مشروع الهيئة العامة للزكاة ركيزة هامة لتمثيل وتجسيد المبادئ السامية للدين الإسلامي.
ما زالت الأنشطة الفعالة (لـ الهيئة العامة للزكاة) متواصلة في أكثر من محافظة يمنية، لتفرض ما شرعه القرآن الكريم عملا عظيما في واقع المجتمع اليمني بشكل عام، وليكن الجميع متساوون وليكن الحق المعلوم جزء مفروضا يتمتع به السائل والمحروم كـ حق مشروع من حقوقهم، وهذا مايجب على شريحة الأغنياء إدراكه والمسارعة إليه، وليست الزكاة محصورة على هذه الشريحة فقط!! بل أنها فريضة على كل من يستطيع إخراجها في جميع المجالات، سواء الموارد الزراعية أو الأموال الورقية وغيرها..
فـ الدين الإسلامي الحنيف لم يقم بتشريع هكذا فرائض إلا لاهميتها في احياء الألفة بين المجتمعات وإقامة القسط وتزكية النفوس ، فـ سعادة الفقراء تكمن في تطبيق توجيهات الله في واقع الحياة، وهذا ما لاحظناه من رضاء لـ شريحة الفقراء والمحتاجين والغارمين بـ الخطوات الإنسانية التي قامت بها الهيئة العامة للزكاة، منها ماقامت به من توزيع لكسوة العيد، والتنسيق لعمل أعراس جماعية خاصة باحفاد بلال وغيرهم ، والتنفيس عن كرب المعسرين في السجن المركزي وحل قضايا إجتماعية شاملة، وهذا ما كان يحلم به الشعب اليمني منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهذا مايجب أن يكون وكان غائبا بشكل عام إبان حكم متوارث لآل “عفاش” وآل “الأحمر” !!
فثمرة إخراج الزكاة وتفعيل ماشرعة الله ليست محصورة على زرع الود والوئام بين طبقات المجتمعات المسلمة فحسب ،فهذا ليس إلا جانبا واحدا من عدة جوانب ذات أهمية عظيمة بالنسبة للإرتباط بالله سبحانه وتعالى، وهذا مالاحظناه من نزول عظيم لغيث الأمطار بشكل غير مسبوق وكانت ثمرة عظيمة من ثمار إخراج الزكاة والنظر إلى حال المحتاجين، وهاهو اليمن ينعم بخضره دائمة في أراضيه الزراعية الواسعة، كما هو حال السدود والحواجز المائية التي تحولت إلى بحار وانهار ولولا فساد النظام السابق لكانت السدود قد احتوت مياه الأمطار لالف عام قادم!! وهذا جانب من جونب النصر الإلهي في الجانب الاقتصادي الذي اقتضى نجاحه على الإكتفاء الذاتي بشكل عام.
لذلك فاقامة تشريعات الدين هو إقامة لاحياء الأمة وبناء ماهدمته الثقافات المغلوطة الدخيلة على مناهج وفكر الأمة الإسلامية، وليكن الجميع في مقام المسؤلية المناطة عليه والتفاعل مع أنشطة وخطوات الهيئة العامة للزكاة، وليكن القائمين على أعمال الهيئة على قدرٍ عالٍ من المسؤلية والمصداقية وتقوى الله تعالى، فالفقراء والمحتاجين والمتعففين خلف جدران منازلهم، وكل من حق عليه مصرف من مصارف الزكاة بات في ذمة المسؤولين، والعاقبة للمتقين.
________
إكرام المحاقري