وقعت مجزرة القاعة الكبرى و كنت أنتظر أن يحدث أمراً جللاً ممن تعودنا منهم المفاجآت في مثل هكذا مواقف يقلب قواعد اللعبة رأساً على عقب، لكنه لم يحدث.
فقلت في نفسي لعل الصورة لم تتضح لهم بعد، فعدسة (الجزيرة) لم تكن هناك و ألتمست لهم العذر و قعدت أنتظر حتى أعترفت السعودية بأنها من إرتكب المجزرة بحق الأبرياء، فصحت : الله أكبر ..الآن حصحص الحق . أبشروا أيها المظلومون المستضعفون و ترقبوا البيان في ثلاث ، ترقبوا تلاوة الجنرال للبيان رقم ( 1).
قعدت في لهفةٍ و شوقٍ أترقب سماع صوت ذلك الرجل العجوز الذي لم يتحمل يوم (جمعة الكرامة) أن يرى الدماء فأعلن الإنشقاق ماذا سيفعل أمام مجزرةٍ تساوي ألف جمعة كرامةٍ و جمعة .
لاشك سيظهر من على شاشة (الجزيرة ) أو (سهيل) فبدأت أبحث من جديد عن هاتين المهجورتين منذ هبت العاصفة حتى وجدهما بعد عناءٍ طويل و جلست أنتظر البيان .
مرت الساعات و الأيام، لكن محسن لم يطل و لم يعلن البيان، و لم أرَ جباري و لا الغباري و لا جميح و لا أحداً ممن لهم سوابقٌ في هذا المجال قدّم إستقالةً أو أبدى تعاطفاً أو حتى أظهر نقمةً على المجرم السفاح !! يا للهول ماذا جرى ؟!!
أيعقل أنهم لم يعلموا أو يسمعوا بعد بأم المجازر هذه ؟!! أم أنهم يا تُرى من طول ما أغتبقوا الدماء لم يعودوا يشاهدون الدماء ؟!!
أطل كيري و بان كي مون على إستحياء مستنكرين، لكن ركب جمعة الكرامة قد آثر البقاء في حظيرة السفاح !!
عرفت عندها كم نحن كنا أغبياء و كم هم إنتهازيون أولئك العائشون على جراح و آلام البسطاء في عالمٍ لم يعد مكانٌ فيه للكرامة !! #معركة_القواصم