المشهد اليمني الأول/
بدأت دول غربية مؤخرا تحركات مكثفة في ملف الصراع جنوب وشرق اليمن وفي خطوة تشير إلى مساعيها البحث عن موطئ قدم في كعكة مكاسب الحرب المستمرة على اليمن منذ 6 سنوات، وفي خضم المساعي الدولية لحل الازمة بشكل شامل، فما تداعيات ذلك على الوضع اجتماعيا في ضوء حروب النفط التي تورطت فيها هذه الدول وحولت افريقيا إلى ساحة معارك مفتوحة؟
السفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تستو التقى قبل يومين وفد حضرموت في مفاوضات الرياض، والذي يضم كبرى القوى الاجتماعية، وناقش معه تعزيز الأوضاع الاقتصادية، وفق ما تم تداوله إعلاميا.
وهذا اللقاء يعد الثالث منذ وصول الوفد الذي يشكله مؤتمر حضرموت الجامع وحلف القبائل إلى الرياض، إضافة إلى اخر جمعه بمحافظ حضرموت على هامش غداء أقامها رجل الاعمال السعودي من اصل يمني عبدالله بقشان على شرف السفير الذي منح عشرات الطلاب الحضارم منح دراسية.
لكن مما يبدو فإن السفير الذي اقام له نظيره السعودي في وقت سابق مراسيم توديع وكان يفترض ان يغادر المشهد لم يحقق الهدف المنشود منه بتأمين المصالح الغربية في الهلال النفطي لليمن، والتي أصبحت مهددة مع دخول شركات اجنبية مسرح التنقيب عن النفط بضوء سعودي، وهو ما دفع بالأوروبيين لإرسال فريق من الخبراء لتحريك الانتقالي الذي يطمح للتواجد في هذه المنطقة ولو حارسا وناقلا لتلك الشركات بدلا لهوامير “حكومة المرتزقة”.
في هذا السياق تفيد الانباء الواردة من حضرموت عن وصول فريق خبراء أوروبيين إلى المحافظة النفطية والتي تشكل ثلث مساحة اليمن قبل أيام بشكل سري والتقى بقيادات في المجلس الانتقالي، حيث اسند الفريق للمجلس الموالي للإمارات مهمة جديدة تتعلق بتفكيك المجتمع القبلي عبر اثارة النزاعات المناطقية وبما يفضي إلى تجريد القبائل من سلاحها وطمس هويتها عبر نشر المخدرات والخمور والجنس في أوساط شبابها واستهداف شيوخها ومجتمعها النسوي عبر المنظمات.
قد تبدو الخطة الأوروبية إماراتية بامتياز، نظرا لارتباط الانتقالي بأبوظبي ناهيك عن ارتباط الشركات النفطية الأوروبية خصوصا توتال الفرنسية بأقرباء الرئيس الأسبق وتحديدا يحيى صالح الذي يعد وكيلها في حضرموت عبر شركة ماز التي يملكها وكذا شلمبر جير الألمانية، والتي يعد توفيق صالح وكيلها في حضرموت إلى جانب شركات نمساوية وغيرها.
وقد تكون متعلقة بالصراع بين الامارات والسعودية في الهلال النفطي والتي تسببت بعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض، لكنها في المجمل تحقق اهداف تحالف العدوان السعودي – الاماراتي ومن خلفهم الأوروبيين نظرا لبيان الإدانة الفرنسي الأخير والوحيد في سياق الهجمات الجوية على السعودية.
ولا تتعلق باستهداف المنظومة القبلية والاجتماعية لوادي حضرموت التي تربطها تركية ثقيلة من العلاقة والمصالح بالإخوان وتحديدا المرتزق علي محسن، بل تتعدى ذلك إلى عمق معاقل الانتقالي وتركيبتها التي ساهمت بصعوده إلى المشهد، حيث برز ذلك مؤخرا مع تنامي الصراع بين يافع والضالع في عدن مع أنهما تشكلان أعمدة الانتقالي، ومصدر قوته.
لن تنتهي الحرب على اليمن قريبا!! نظرا لارتباطها بمصالح دولية متشابكة ومتصارعة، وإن تحقق ذلك بمعجزة، فهو مقدمة لاحترب اهلي لن تنجو منه اليمن وتحديدا جزئها الاستراتيجي ومناطق ثروتها القومية في الجنوب والشرق والتي حاول الاحتلال منذ وطئت اقدامه سواحلها مطلع القرن الماضي إعادة تشكيلها على أساس مناطقي يسهل عودته إليها في اية لحظة.