المشهد اليمني الأول/
أكد محافظ عدن طارق مصطفى سلام أن الاحتلال البريطاني للجنوب الذي استمر لأكثر من قرن وعقدين من الزمن لم يصل طوال تلك الفترة للمستوى المريب الذي وصل إليه المحتل الجديد في فترة وجيزة رغم المفارقات والاختلافات الشاسعة بين القوتين سواء من الناحية العسكرية أو الدينية.
وأشار امحافظ عدن سلام إلى أن الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس آنذاك طردت من غير رجعة في 30 من نوفمبر المجيد عام 1967م بإرادة وعزيمة يمنية للتخلص من حكم الغزاة والمحتلين.
ولفت سلام في تصريح صحفي بمناسبة ذكرى 30 نوفمبر أن الاحتلال الجديد بصوره المصغرة أثبت للجميع أن تدخله السافر في الشأن اليمني كان عبء ثقيل عليه وورطة لا يستطيع تجاوزها بسهولة بعد أن ارتكب الجرائم المروعة وتسبب في تدمير البنية التحتية ومؤسسات الدولة، بالإضافة إلى دعمه اللامحدود للمليشيات والجماعات الإرهابية التي فاقمت من حدة المعاناة التي يتجرعها المواطنين نتيجة للسلوك الوحشي والإجرامي بحق الأبرياء ومصادرة حقوقهم وممتلكاتهم وفقدانهم لأبسط الحقوق والخدمات.
وقال سلام إن “اليمنيون اليوم يخوضون معترك صعب وحاسم ليحددوا مسار المرحلة القادمة والوصول بوطنهم إلى بر الأمان بعد تخليصها من الغزاة والمعتدين واستعادة الحقوق والمكتسبات الوطنية المنهوبة وبناء دولة قوية تضمن العيش والحياة الكريمة للجميع بعيدا عن سياسة الفيد والنهب الذي كرسها النظام السابق الفاسد وقوى الاحتلال لصالح أشخاص معينين وجعلوا الشعب يقتات على فضلات المتربصين باليمن حتى أوصلوا اليمن إلى ما صارت إليه”.
وتطرق سلام غلى ضرورة أن يكون لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة الدور الرئيسي والبارز في هذه المرحلة الحاسمة في مصير حياتهم كونهم كانوا الأكثر عرضة للتعذيب والتشريد والمعاناة المختلفة التي تسبب بها الاحتلال وأدواته، بالإضافة إلى عمليات الاغتيال المختلفة التي نفذها المحتل ضد قيادات جنوبية مختلفة واقتياد آخرون إلى سجون سرية ناهيك عن حجم الكوارث البيئية والصحية والأمنية التي جلبها المحتل منذ الوهلة الأولى له في تلك المحافظات.