المشهد اليمني الأول/
لم يعد سرا ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصية تتحكم بها عقلية بدائية غارقة في ظلمة الانتقام وعدم التسامح، ومتلذذة بمآسي الضحايا، ورافضة للتعاطف مع الضعفاء.
وفي المقابل منبطحة اسوا ما يكون الانبطاح امام القوي، ومتخلية عن اي مستوى من الكرامة الانسانية حتى في حدودها الدنيا.
وقد ظهر هذا الوجهان بشكل جلي لإبن سلـمان، الاول في تعامله مع قضية الناشطة السعودية لجين الهذلول، والثاني في تعامل الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب معه.
طبيعة هذه الشخصية برزت بشكل اكثر وضوحا خلال العدوان الذي شنه ابن سلمان منذ 6 سنوات على الشعب اليمني، خدمة لمصالح السيدين الامريكي والاسرائيلي، انطلاقا من تقييم خاطىء للشخصية اليمنية، وكذلك انطلاقا من تقييم خاطىء بالمقابل للشخصية السعودية، فرغم كل الفظائع التي ارتكبها ويرتكبها في اليمن
ورغم فشله في تحقيق اي هدف من اهداف عدوانه على اليمن، الا انه مازال، بسبب شخصيته التي اشرنا اليها، يصر على مواصلة العدوان ويرفض الاعتراف بالهزيمة امام الشعب اليمني الاعزل، وكذلك لا يملك الجرأة على تحميل السيدين الامريكي والاسرائيلي، مسؤولية توريطه في المستنقع اليمني.
اليوم وبعد مرور نحو 6 سنوات على العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي على اليمن، تشير كل القرائن الى ان اليد الطولى في الحرب الدائرة على اليمن هي للجيش واللجان الشعبية، لاسيما بعد كسر الحصار عن مدينة الدريهمي بمحافظة الحديدة، وتحرير معسكر ماس بمحافظة مأرب، والذي يعتبر بوابة تحرير مأرب.
الذي بات مسألة وقت فقط، وهروب القوات السعودية من مأرب وهي تجر وراءها عتادها الثقيل، واخيرا دك القوة الصاروخية التابعة للقوات المسلحة اليمنية منشأة نفطية لشركة ارامكو العملاقة في جدة بصاروخ مجنح من طراز “قدس2” فاصاب هدفه بدقة
باعتراف الناطق باسم تحالف العدوان، وهو اعترف بعجز جميع المنظومات الصاروخية الامريكية التي اشترتها السعودية بمليارات الدولارات، في التصدي للصواريخ اليمنية.
هذه الانتصارات المذهلة للجيش واللجان الشعبية، وبعد مرور ست سنوات على العدوان والحصار والتجويع، وبدلا من تحفيز ابن سلمان على تفعيل ملكة العقل، للتفكير بشكل منطقي من اجل الخروج من المستنقع اليمني، نراه، انطلاقا من تركيبة شخصيته، يلجأ الى الاعيب باتت مكشوفة، ستدفعه للغرق اكثر في المستنقع اليمني
وذلك عندما بدأ بمحاولة استثارة عطف المجتمع الدولي والظهور بمظهر الضحية، عبر الترويج لكذبة الخطر الذي تمثله حركة انصارالله على الملاحة والامدادات النفطية الى السوق العالمية، وترافقت هذه الكذبة، مع تداول اخبار عن قيام السعودية بـ “إزالة وتدمير 5 ألغام” بحرية في البحر الاحمر، زاعمة ان حركة انصار الله هي التي زرعتها، وفي اليوم التالي الذي عقب هذا الاعلان، ينفجر لغم بحري بناقلة نفط يونانية في مرفأ سعودي على البحر الاحمر!!.
العارفون بشخصية ابن سلمان، يربطون بين هذه الحوادث المشبوهة والمشكوك فيها، وبين محاولة الامير للتغطية على هزائمه، عبر حث ادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، للتعجيل في قرارها بادراج حركة انصارالله كمنظمة ارهابية، من اجل حرمان الشعب اليمني من المساعدات الدولية، وبالتالي تجويعه، وصولا الى الضغط من خلال ذلك على حركة انصارالله.
يبدو ان ابن سلمان لم يستوعب الدرس اليمني القاسي، ومازال اسير شخصيته البدائية. ولكن الشعب اليمني الذي انزل الهزيمة خلال تاريخه الطويل بكل الجيوش الاجنبية التي تجرأت وحاولت غزو بلاده، سيهزم ابن سلمان لا محالة
وتطورات الميدان خلال الايام القليلة الماضية اثبتت هذه الحقيقة، ولن تنفعه سياسات التجويع وهدم البنى التحتية لشعبنا اليمني، ولا الاعيب الالغام البحرية ، وتفجير الناقلات النفطية ، لاستجداء عطف امريكا، فالخروج من مستنقع اليمن له طريق واحد ، وهو الاعتراف بالهزيمة.