المشهد اليمني الأول/
بعيداً عن مستجدات الساحة الخارجية وبعيداً عن الساحة العسكرية، هناك شيئٌ أخر يستحق بالغ الإهتمام والمتابعة كي يضمن الشعب اليمني هويته الإيمانية وسلامة ثقافة القرآنية، وهـو العمل على تعزيز هـوية الشعب الإيمانية وترسيخ الأصالة اليمانية.
نلاحظ في الأونة الأخيرة أن هناك الكثير من المؤسسات الفنية والإنتاجية تنتج كم هائل من الإصدارات والمسلسلات المايعة والمجردة من الأخلاق والقيم والمبادى القرآنية، كم هائل من الإصدارات التي تتنافى من الهـوية اليمنية والثقافة اليمانية القرآنية، إصدار واحد أو حلقة وحدة من مسلسل كافية لتجريد كل من يشاهدها من قيمه وأخلاقة وثقافتة وهويتة اليمانية، ومع الأسف يأتي منبع هذه الإصدارات من عاصمة الصمود والثبات والتضحية، العاصمة صنعاء، الذي عجزت 20 دولة وأكثر من احتلالها وتدنيس أراضيها.
هذه الإصدارات والمسلسلات من شأنها إحتلال عاصمة الصمود أخلاقياً وثقافياً كما من شأن تحالف العدوان السعودي أمريكي إحتلالها عسكرياً، الإحتلال ذاك هـو، وأنما بطرق وأساليب مختلفة، سواءً بالسلاح والاستهداف بالطائرات أو بالمسلسلات التافهه لاستهداف الأدمغة وتدنيس النفسيات وتبني الثقافات المغلوطة والدخيلة وتدمير الهـوية الإيمانية القرآنية الجامعة لكل أبناء الأمة.
تحقيق الهـوية الإيمانية لا يتأتى إلا بالإيمان الذي ينبغي أن يكون حاضراً في قلوب الناس وحياتهم واستنهاض المجتمع وتوعيته بقيمة دينه وهويته، لذلك كما هـو من واجب الأمة في حماية وطنها ودينها وشعبها من الغزو العسكري وتحقيق الأمن والإستقرار في أوساط المجتمع، كذلك يتطلب من الجميع تعزيز ثقافتة القرآنية وحماية هويتة والحفاظ عليها من الغزو الأخلاقي وتحقيق الأصالة والهـوية الإيمانية في أوساط المجتمع.
الجميع اليوم معني بالحفاظ على أصالة الانتماء والهوية، والالتفاف حول ركائز وأسس الهـوية الإيمانية كمنطلق رئيسي، خاصة في الوقت الذي تواجه فيه الأمة نوعاً من أخطر الحروب تتمثل في الحرب الناعمة.
هذه المؤسسات مخلة بالقيم والمبادئ، ومن الضروري العمل بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بناء المجتمع، من خلال غرس مقاصد القرآن في القيم والعقائد والعادات والتقاليد والأخلاقيات والسلوك والمبادئ العظيمة في نفوس المجتمع التي تكمن ركائزها في الإيمان والقرآن الكريم، والا سيكون المجتمع عرضه للانحراف والتجريف والتغيير والتضليل من قبل الأعداء.
الهوية الإيمانية هي السبيل الوحيد التي من شأنها الحفاظ على الهوية الإيمانية ومنها القرآن الكريم والتعليم واستحضار الإسلام في واقع الحياة والاعتزاز بالدين والإدراك والوعي بوسائل الأعداء في حربهم على الهوية الإسلامية والعمل على مواجهة الصراع الذي تعيشه الأمة نتيجة استهداف الأفكار عبر الحرب الناعمة التي تعتبر وسيلة للتضليل والإفساد والخداع.
أخيراً.. كلمتين لوزارة الإعلام ووزارة الثقافة، أنتم في مقدمة الصفوف لمواجهة الحرب الناعمة وتعزيز الهوية الإيمانية وترسيخ أصالة الشعب اليمني، فالله الله بمتابعة هذه الأمور وضبطها قبل إفساد العباد..؟ وقبل وقوع الفأس على الرأس.!
_________
إبراهيم عطف الله