المشهد اليمني الأول/
لاقى موقف وزارة الخارجية العراقية – على خلفية العملية النوعية التي نفذتها القوات الصاروخية لبلادنا على هدف في مدينة جدة السعودية – استنكارا وتنديدا ورفضا واسعاً من العراقيون بمختلف مستوياتهم وانتماءاتهم.
وعلى خلاف موقف الخارجية العراقية إزاء العملية النوعية التي نفذتها القوة الصاروخية اليمنية على منشآة نفطية سعودية في جدة ، عبر العراقيون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم تجاه هذا الموقف لخارجية بلادهم ، مؤكدين أن موقفهم يبقى ثابتاً في دعم ومساندة الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه ، وتعالت الأصوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدين وتستنكر بيان الخارجية العراقية الذي عبر عن دعمه للنظام السعودي.
عراقيون اعتذروا للشعب اليمني عن الموقف الذي اتخذته حكومة بلادهم، مؤكدين أنهم إلى جانب الشعب اليمني يدعمون دفاعه المشروع ضد العدوان ويساندونه في حقه ، منددين بالجرائم السعودية المستمرة على الشعب اليمني.
وأعلنت شخصيات وأحزاب عراقية ومغردون عراقيون، رفضهم لموقف وزارة الخارجية العراقية المخجل الداعم للنظام السعودي الذي أعلنت عنه بغداد أمس الاول ،
واعتبر عراقيون أن الموقف الذي أعلنت عنه الخارجية لا يمثل الشعب العراقي الشقيق ، ويعد نقطة سوداء للحكومة العراقية الحالية ، مذكرين بالعلاقات التي تجمع بين الشعبين اليمني والعراقي ، وموقف الشعب العراقي الداعم والمساند للشعب اليمني في موقفه العادل في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
وفور صدور موقف الخارجية العراقية الذي تضامنت فيه مع النظام السعودي ، نشط هاشتاغ «موقف الخارجية لا يمثلني»، و»أنا عراقي بيان عملاء السفارة لا يمثلني» في موقع «تويتر» ، وعبر الناشطون والمغردون العراقيون عن رفضهم وإدانتهم لبيان الخارجية العراقية ،
وأشاروا إلى جرائم النظام السعودي في العراق وفي اليمن وغيرهما ، ولفتوا إلى أن النظام السعودي لم يتوقف عن دعم داعش والجماعات الإرهابية التي قتلت الآلاف وارتكبت المجازر والمذابح في العراق ،
بدورها، نددت أحزاب وجمعيات عراقية بالموقف الحكومي مؤكدة، في بيانات، أنه «لا يشكل انعكاسا للموقف الشعبي الداعم للشعب اليمني البطل ، بل والشريك معه في نضاله ومواجهته للعدوان السعودي الأمريكي المستمر منذ أعوام».
وطالب سياسيون وناشطون عراقيون وأحزاب سياسية الحكومة العراقية بمراجعة موقفها وإدانة الجرائم السعودية الأمريكية التي ترتكب بحق الشعب اليمني ،
وأكدت البيانات أن العدوان السعودي على الشعب اليمني ارتكب جرائم حرب وإبادة ومن حق الشعب اليمني الدفاع عن نفسه ، فيما عبر عدد من القيادات والناشطين عن استيائهم من هذا الموقف.
واتهم أبو علي العسكري المسؤول الامني للمقاومة الاسلامية «كتائب حزب الله العراق» حكومة الكاظمي بالتواطؤ مع النظام السعودي واصفا ذلك بالغدر والخيانة ، وبارك العسكري في بيان له العمليات النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية على العمق السعودي وأكد الدعم اللامحدود لعمليات الجيش واللجان الشعبية.
واعتبر مثقفون واعلاميون عراقيون إنه «لا شرعية لموقف الخارجية العراقية ، وأنه لا يمثل إلا من أصدره ، ولفتوا إلى ما تعرضت له العراق من حروب وجرائم ودمار وتفجيرات ومذابح كان للسعودية الدور الأبرز في دعم الارهاب والاحتلال وفي تمويل المؤامرات على الشعب العراقي.
ودعا الكاتب صائب خليل الأحزاب والمنظمات العراقية إلى الخروج بمظاهرات شعبية في المدن العراقية دعما للشعب اليمني وردا على ما وصفه إساءة خارجية كاظمي للعراقيون ، واعتبر موقف الخارجية العراقية مخزيا يسيء للشعب العراقي داعيا إلى إيقاف من وصفهم بالعملاء عند حدهم.
الكاتبة والناشطة العراقية بيداء حامد كتبت على حسابها بتويتر «أعتذر عن الشعب اليمني أطفالا ونساء ورجالا وأترجاكم أن لا تؤخذونا بما فعل السفهاء منا» ، وقال الصحفي العراقي أحمد السادة إن وزير الخارجية العراقي لم ينطق بكلمة واحدة ضد العدوان السعودي على اليمن والعدوان الصهيوني على سوريا لانه لا يمثل العراق والعراقيون وإنما يمثل سيده مسعود البرزاني ، وقال إنه لا يوجد خزي أخلاقي أكبر من الاصطفاف مع آل سعود المعتدين والإرهابيين ضد الشعب اليمني المظلوم والمدافع عن أرضه ووجوده.
النائب العراقي خلف عبدالصمد:
نذكر الخارجية العراقية بأن آلاف الإرهابيين السعوديين ساهموا في قتل العراقيون ولم نسمع لذلك إدانة
من جهته اعتبر عضو مجلس النواب العراقي النائب د: خلف عبدالصمد خلف،موقف الخارجية العراقية مجانبا للواقع ، وأشار إلى أنه تجاهل ولم يأخذ في الاعتبار ما ترتكبه السعودية من جرائم بحق الشعب اليمني ، وما تقوم به من قصف للمدنيين الأبرياء ، لافتا إلى أن النظام السعودي يتدخل في ليبيا أيضا ، ويحاول فرض معادلة سياسية ظالمة ضد الشعب اليمني من خلال قتل اليمنيين وتدمير البنى التحتية.
وقال خلف في بيان صدر عنه ونشره على حسابه في تويتر نذكر الخارجية العراقية بأن الألاف من الإرهابيين السعوديين ساهموا في قتل الشعب العراقي ، ولم نسمع منها ادانة ، وطالب الخارجية العراقية لتصحيح موقفها من خلال إدانة الجرائم السعودية بحق الشعب اليمن ، داعيا إلى إنهاء العدوان على اليمن ومساندة الشعب اليمني في إعادة الإعمار.
متحدث حزب الله العراق:
كان يجب على الحكومة العراقية إدانة الجرائم السعودية بحق الشعب اليمني
الناطق باسم كتائب حزب الله العراقي أكد رفض الكتائب لما اعتبره توجها مشبوها لحكومة الكاظمي ، وقال محمود محيي في تصريح خاص لصحيفة الثورة « نحن العراقيون نرفض رفضا قاطعا هذا التوجه المشبوه الذي تختطه الحكومة العراقية والذي لا يعبر باي شكل من الاشكال عن موقف العراقيون والشعب العراقي ، فشعبنا يميز بكل وضوح بين الضحية والجلاد وبين المعتدي الظالم وبين المظلوم المعتدى عليه .
وأكد محيي للثورة بان العراقيون والشعب العراقي يساند الشعب اليمني ويدعمه في موقفه وكذلك فصائل المقاومة العراقية ، وقال «الشعب العراقي وفصائل المقاومة يقفون الى جانب شعبنا اليمني الابي الصابر المجاهد، ويشدون على عضده ويباركون له هذه الانجازات التسليحية الكبيرة والتي قلبت معادلة الردع في مواجهة المعتدي السعودي الغاشم ومن يقف معه من قوى الشر في العالم والمنطقة وهذا ما تبين من خلال ردود الفعل الهستيرية التي خرج بها الاعلام السعودي وتابعيه».
وأضاف «نحن في كتائب حزب الله نرفض الموقف المهين للحكومة العراقية ونؤكد على حق الشعب اليمني بالرد على العدوان السعودي الغاشم بكل الوسائل والامكانات وكان ينبغي على الحكومة العراقية مطالبة السعودية بالكف عن عدوانها العسكري وايقاف تدخلها في الشأن اليمني والذي خلف اكبر مأساة انسانية بالعالم بدل ان تصطف مع المعتدين».
متحدث عصائب أهل الحق:
البيان انقياد لأجندات مشبوهة
المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة عصائب اهل الحق العراقية محمود الربيعي أكد رفض الحركة لموقف الخارجية العراقية ، وفي تصريح خاص للثورة قال الربيعي «نحن العـراقيون نرفض ونستنكر ما فعلته وزارة الخارجية العراقية ، ونعتقد بأن اصدار بيان الشجب والاستهجان ينبغي ان يوجه للعدوان السعودي على شعب وأرض اليمن الصامدة ، وأن الادانة يجب ان تكون لجرائم العدوان الذي ذهب ضحيته عشرات الالاف من الرجال والنساء والاطفال والكهول». عراقيون
ورأي بأن ما صدر من بيان للحكومة العراقية عبر الخارجية ، يتقاطع تماما مع ارادة العراقيون الشعب العراقي الذي تعرض لمؤامرات آل سعود ، وقال نحن نعتبر البيان يتقاطع تماما مع إرادة الشعب العراقي الصابر المجاهد الذي كابد هو الاخر ولسنوات طوال ومازال من جرائم الارهاب التكفيري المدعوم من حكام ال سعود»
وختم الربيعي تصريحه بقوله «إن اصدار مثل هذا البيان يقدم لنا وللعالم دلالة واضحة على المسار الخاطئ الذي تنتهجه حكومة الكاظمي وهي تنقاد خلف الاجندات المعادية السائرة في ركاب الصهاينة والامريكان والتي تواصل اعتداءاتها السافرة على ابناء الشعب اليمني الصامد الشجاع».
جاسم الجزائري:
الموقف مؤسف ومخجل
من جهته قال الدكتور السيد جاسم الجزائري القيادي في المقاومة العراقية لصحيفة الثورة إن من المؤسف تصريح الخارجية العراقية الأخير فيما يتعلق بقصف مصافي النفط ، وقال في تصريحه للثورة «من المؤسف بل من المخجل تصريح وزير الخارجية العراقي الأخير فيما يتعلق بقصف مصافي النفط في المملكة السعودية وهذه حقيقة التصريحات ، تصريحات فاقدة إلى الضمير والوجدان وهي تنظر بعين واحدة ، أو هو عبارة عن لهاث وراء المشروع الأمريكي الذي يراد له أن يتحقق في المنطقة والتي عملت السعودية والإمارات تحديداً على وجوده وفرضه بعدة طرق منها عملية الحروب ومنها عملية إدخال المنطقة في أتون حرب طائفية واضحة المعالم والدلالة ،
ومنها ضخ الأموال وشراء الذمم والضمائر والأنفس الرخيصة، كان المفروض كدبلوماسي يتحدث بلغة الدبلوماسية وينظر بعينين وأن ما صدر من السعودية تجاه اليمن وشعب اليمن وأبناء اليمن الأحرار الأباة الكرام الذين عرفوا عبر تاريخهم الطويل بمواقفهم البطولية والشجاعة والذين – الآن – يشكلون في حقيقة الأمر ثغراً من ثغور الإسلام والثغور العربية العروبة التي مع شديد الأسف حاول الكثير من الحكام إخراج هذا الحيز العربي والغيرة العربية والكرم العربي من واقعه نتيجة الذل والاستعباد والخنوع التي عاشتها الأنظمة العربية والركوع والاستسلام مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة»
وأضاف الجزائري «كان المفروض أن يرجع خطوات إلى الوراء وينظر بنظرة الإنسان المنصف صاحب الضمير صاحب الوجدان بغض النظر عن الوضع الدبلوماسي أو الوضع السياسي أو ما شابه ذلك ويرى حجم المأساة والجرائم التي ارتكبها النظام السعودي أمام مع أبنائنا في اليمن من قصف عشوائي ومن إزهاق للأرواح والنفوس ومن حصار مقيت ومن مجاعة كبيرة ومن حصار أسود وكل ذلك لم يفت في عظد اخواننا في اليمن، أنا في اعتقادي أن اليمن اليوم باتت تمثل في حقيقة الأمر مقياس لاختبار قوة عزة وكرامة الإنسان وشرفه، اليوم لا يقبل القسمة على اثنين، اليوم لا يمكن لنا أن ننظر بنظرة حول اليوم علينا أن نصل مرحلة أن الإنسان الذي لا يدرك طبيعة المأساة التي تحدث اليوم تجاه اليمن الكريم اليمن السعيد اليمن الموغل بالتاريخ والحضارة،
الإنسان الذي لا يستطيع أن يميز ذلك أنا على يقين أنه في خانة الذل والاستعباد في ركب المشروع الصهيوأمريكي اليوم اليمن في حقيقة الأمر نقطة تمايز واضحة جداً يتمايز فيها الخبيث من الطيب، كما ربما جاء في آيات قرآنية تشير إلى هذا المعنى: ﴿ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلى ما أَنتُم عَلَيهِ حَتّى يَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾
كما جاء في بعض الروايات المروية عن أهل البيت عليهم السلام: (والله لتمحّصَوا ولتغَرَبَلوا حتى يكون المؤمن على صعيد والمنافق على صعيد) اليمن اليوم تمثل هذه الحقيقة القرآنية اليمن اليوم هو تمثل يوم التمايز الواقعي والحقيقي بين من يُعرف بالإيمان والتقوى والورع ويحمل الهم الإسلامي والهم القومي العربي وبين من هو داخل في المشروع الصهيوأمريكي،
حقيقة تثير استغرابنا مثل هذه التصريحات بقدر ما أنها باتت تشكل وضوح أكثر بالنسبة إلينا ولكل الخيرين إنها باتت تفصل بين الإنسان الشريف والنزيه والحريص على أمن أمته وبلده وبين الإنسان الرخيص صاحب النفس الذليلة التي تلهث وراء الردهم والدينار وتصرح من أجل إرضاء ذاك وذاك وتغمض العين عن طبيعة حجم المأساة التي يعيشها أبناء اليمن..
نحن العراقيون متفائلون جداً بانتصار إخوتنا في اليمن ونحن نتطلع إلى ذلك اليوم الذي – بات قريباً – (فإن مع العسر يسرى إن مع العسر يسرى) وأن الفرج قريب، وكلما اشتدت الأمور جاء فرج الله عز وجل بشكل – في حقيقة الأمر – ينسيك كل الآلام والهموم، ويفضح الله عز وجل كل قوى الاستكبار والطغيان التي شاهدناها اليوم مع أنظمة رخيصة لهثت وركظت بشكل كبير أمام المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، وفي آخره التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب»
وختم تصريحه بقوله «نصر الله اليمن وشعب اليمن وقيادة اليمن والحمد لله رب العالمين».