المشهد اليمني الأول/
نفى مسؤولون في الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة ما روّج من تقارير وأنباء عن التوصل إلى اتفاق (أردني، إسرائيلي، فلسطيني) بخصوص السماح لرعايا الدول المطبّعة مع العدو الإسرائيلي بدخول المسجد الأقصى لزيارته والصلاة فيه، من خلال جميع بوابات المسجد، وبإشراف من قبل قوات العدو الإسرائيلي.
وأكد عضو مجلس الأوقاف الإسلامية حاتم عبد القادر، في حديث خاص لـ”العربي الجديد”، نفيه لتلك الأنباء جملة وتفصيلاً، مشيرا إلى أنه لم تجرِ أي اتصالات بهذا الخصوص، لا مع الاحتلال، ولا مع الدول العربية المطبّعة معه.
وقال عبد القادر: “لقد قرر مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس بجلسته الأخيرة التي عقدت مطلع هذا الأسبوع أن المسجد الأقصى متاح لجميع العرب والمسلمين لزيارته والصلاة فيه، شريطة أن يكون ذلك من خلال الأوقاف الإسلامية، وبالتنسيق معها، باعتبارها صاحب الولاية الوحيدة على إدارة شؤون المسجد الأقصى، وبمواكبة من قبل حراس الأقصى، وأكدنا رفضنا لأي زيارة تتم خارج هذا الإطار من خلال القوة القائمة على الاحتلال”.
وفيما إذا تم إجراء اتصالات مع الدول العربية المطبّعة مع العدو الإسرائيلي بهذا الشأن، أوضح عبد القادر أن مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس أرسل عقب جلسته الأخيرة، والتي ناقشت هذا الموضوع، مذكرة للسلطات الأردنية لتقوم بدورها، وعبر الوسائل الدبلوماسية، بإبلاغ هذه الدول بقرار مجلس الأوقاف هذا.
وبما يتعلق بموافقة العدو الإسرائيلي على إشراف سعودي على الأقصى، قال عبد القادر: “الوصاية الأردنية على الأٌقصى غير قابلة للتقسيم أو الشراكة، وهي خط أحمر، وهذه الوصاية نتمسك بها كفلسطينيين باعتبارها وصاية دينية وتاريخية لا يشاركهم فيها أحد، بل مرفوض أي تجزئة لهذه الوصاية انطلاقاً من الاتفاق الذي وقعه الرئيس محمود عباس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والذي وافقنا بموجبه كفلسطينيين على دعمنا للوصاية الأردنية على الأقصى”.
يأتي ذلك في وقت كانت بعض المصادر الصحافية الإسرائيلية ذكرت، مطلع هذا الأسبوع، أنه تم التوصل إلى تفاهم بين السعودية ودولة الاحتلال على منح الأخيرة موافقتها على منح الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس مكانة خاصة تحت إشراف وإدارة سعودية، مقابل الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
مع ذلك، يؤكد الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، رفضه لأي تغيير في إجراءات الأوقاف المتعلقة ببرنامج زيارة الأقصى والصلاة فيه.
وفي حديث لـ”العربي الجديد”، قال صبري: “المسجد الأٌقصى للمسلمين وحدهم، ومن حق المسلمين زيارته والصلاة فيه عبر البوابة الشرعية، وهي إدارة الأوقاف، وأي زيارة عبر الاحتلال ومن خلال مرافقته مرفوضة من قبلنا”.
وتابع صبري: “نتمنى على إخوتنا العرب والمسلمين الذين يرغبون بزيارة الأقصى أن ينسقوا ذلك مع الأوقاف الإسلامية وحدها، وليس مع الاحتلال الذي ينتهك الحريات الدينية ويمنع أبناء شعبنا الفلسطيني من الصلاة فيه”.