المشهد اليمني الأول/
مضى أكثر من عام على تصدع تحالف العدوان السعودي الإماراتي بشكل نهائي وتصاعد حدة صراعات أدواته المحلية في المحافظات الجنوبية المحتلة منذ بداية تفجير الوضع العسكري فيما بينها في أواخر أغسطس من العام الماضي.
وخلال العام شهدت مختلف المحافظات الجنوبية المحتلة مواجهات عنيفة ومعارك ضارية بين مرتزقة حكومة العميل هادي ومليشيات إخوان تحالف العدوان المدعومة من الاحتلال السعودي من جهة، ومليشيات ما يسمى الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً من جهة أخرى، أسفر عنها مصرع المئات من عناصر الطرفين المتحاربين في إطار تغذية قوى الاحتلال لأدواتها المحلية المنفذة لمخططات الهيمنة الإقليمية والعالمية لتتقاسم المحافظات الجنوبية المحتلة ومناطق ثرواتها.
ومن خلال استقراء خارطة سيطرة الاحتلال السعودي في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة وتعزيز قواته ودعم أدواته المحلية فيها، بما في ذلك عناصره التكفيرية من القاعدة وداعش وغيرهما من المسميات، تستميت قوات الاحتلال الإماراتي في الحفاظ على مناطق نفوذها عبر أدواتها المحلية ممثلة في مليشيات الانتقالي، ودعمها للسيطرة على محافظات عدن وأبين ولحج والضالع والجزر اليمنية في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، بالإضافة إلى الإبقاء على قواتها العسكرية في المناطق الاستراتيجية والنفطية في محافظتي شبوة وحضرموت، رغم إعلانها المزيف سحب قواتها من اليمن. وبين هذا وذاك تأتي تدخلات أطراف إقليمية أخرى كتركيا و«إسرائيل» في ميدان الصراع.
خلال الأيام الماضية، انفجر الوضع العسكري بين طرفي الصراع من عناصر مرتزقة العميل هادي والإصلاح ومليشيات الانتقالي في مناطق التماس في محافظتي أبين وشبوة، وما زال في تصاعد مستمر، في ظل دعم طرفي الاحتلال لأدواتهما المحلية لمواصلة الصراع بشكل ينسف كل المزاعم السعودية الإماراتية لاحتواء الوضع المتفجر بينهما في الجنوب، تحت لافتة «اتفاق الرياض»، الموقع بين حكومة المرتزقة وما يسمى المجلس الانتقالي في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.
وكشفت مصادر محلية عن تسابق قوات الاحتلال السعودي الإماراتي في الدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المحافظات الجنوبية المحتلة، حيث تلقى مرتزقة العميل هادي وعناصر حزب الإصلاح خلال الأسابيع الماضية تعزيزات كبيرة قادمة من الوديعة على الحدود السعودية، وذلك بعد يوم فقط من إرسال قوات الاحتلال الإماراتي تعزيزات عسكرية مماثلة تتضمن صواريخ حرارية وطائرات مسيرة لمليشياتها في ما يسمى الانتقالي.
ويرى مراقبون أن استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لتحالف الاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية المحتلة ودعم أدواتهما المحلية فيها، يشي بإطالة أمد الصراع بينها، ويعكس في الوقت نفسه تعارض مصالح ومخططات الاحتلال السعودي الإماراتي وأطراف إقليمية ودولية أخرى كمؤشر إلى استمرار صراع النفوذ على المناطق الجنوبية المحتلة.
وأوضح عدد من المراقبين أن تصاعد حدة الصراع بين قوات الاحتلال السعودي الإماراتي وتعزيزها لاتساع رقعته بين أدواتهما المحلية في المحافظات الجنوبية المحتلة، يأتي في إطار مخططاتهما لاستمرار الصراع فيها، وهو ما يؤكده إفشال الرياض لأي وساطات محلية لوقف القتال بعد أن أوعزت لمشايخ وقبائل موالين لها إصدار بيان عبروا فيه عن رفضهم لأي وساطات محلية تتجاوز ما يسمى اتفاق الرياض، واعتبروا أن أي تحرك في هذا الاتجاه يخدم استمرار المواجهات بحسب بيانهم.
ووفقاً لمراقبين، فإن تحركات قوى الاحتلال تلك وتوجهات طرفيها نحو تعزيز دائرة الصراع واتساع رقعة المواجهات العسكرية بين أدواتهما المحلية، وحصرهم في إطار ما يسمى اتفاق الرياض الذي يدركان استحالة تنفيذ بنوده بشقيه السياسي والعسكري، ما هو إلا مخطط ثانوي لإبقاء الأنظار بعيدة عن مخططات الهيمنة الاستعمارية العالمية الحقيقية، وطموح أدواتها الإقليمية السعودية والإمارات لتنفيذها من خلال تحركاتهما الحالية في أقصى الساحل الشرقي لليمن، وتحديداً في المهرة وسقطرى.
صحيفة لاء