المشهد اليمني الأول/
قال مركز الإمـارات للدراسات والإعلام “ايماسك” إن الإمارات تحولت إلى دولة بوليسية تمارس هيمنة كاملة ومتقنة ويتم فيها سحق كافة أشكال الحريات بما في ذلك حرية العبادة تحت شعار كاذب هو التسامح.
وقال المركز إن الإماراتيين والمسلمين في الإمارات اعتادوا أن تكون المساجد لمناقشة همومهم وتطلعاتهم، لحَمّل مطالبهم واحتياجاتهم، وهي كذلك منذ فجر الإسلام، تحرص على توجه المجتمع وحمايته والدفاع عنه، وهي مسؤولية الخطباء والدعاة.
وأضاف “لكن ما يحدث اليوم هو ابتكار جديد تطلق عليه السلطات الإماراتية تسامحاً وهو في الواقع وأد للحرية الباقية للمجتمع في التعبير عن ذاته ومكنوناته”.
وأشار إلى أنه تم في الإمـارات منع خطبة الجمعة خلال الأشهر الماضية، لأسباب تبدو منطقية، لكن المساجد ودورها أنهت السلطات فعاليتها منذ سنوات فلم تعد تناقش هموم المجتمع بل إن دورها أصبح التحذير من مخالفة توجهات السلطة حتى لو كانت إباحة المحرمات والمنهيات.
واعتبر مركز الدراسات أن انهاء دور المساجد وخطبتي الجمعة هو ما تريده السلطة، حتى لو عادت الأوضاع إلى طبيعتها فإن السلطة ستستمر في إلغاء دور المساجد، وإنهاء دور الخطبتين في توعية المجتمع وقيادة مطالبه لاسيما أن قراراتها الأخيرة من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلى إباحة المحرمات.
وآخر قرارات السلطات الإماراتية إباحة “الخمور” و”الزنا”، وجعلته أمراً سهلاً مباحاً رغم رفض المجتمع وإدانته، فصمت الجميع شيوخ وعلماء ومفتين ورجال دين وحتى دائرة الفتوى.
ويتم ذلك في وقت يحظر فيه ويُجرّم إبداء الرأي في الإمارات، ويُدان فيه الحقوقيون والسياسيون والعلماء والدعاة الذين يخرجون عن خط السلطات.
تقول السلطات الإمـاراتية إن هذا توجه المواطنين الإماراتيين، إن كان كذلك فلماذا لا تجعل الجميع يعرف رأي الشعب في كل ذلك؟! لماذا لا تسمح بمجلس وطني اتحادي (برلمان) كامل الصلاحيات منتخب من كل الشعب، تعرض عليه كل القرارات والقوانين وتجعل السلطة التنفيذية تحت رقابة المجلس التشريعي، دون ذلك لا يحق لأحد من يتبعون السلطة الحديث أنهم يتحدثون باسم الإماراتيين!.
مع غياب وجود مجلس وطني كانت المساجد مكاناً لـ”بيّان” صوت الإماراتيين، لكن حتى ذلك صادرته السلطات بعملية منظمة لإحلال الموالين والتابعين لها من علماء السلطات في إدارة المساجد، وتجريم أي شخص يحاول أن يقدم محاضرة أو خطبة من غير الأسماء المسجلة في قوائمها.
كما صادرت السلطات حقهم في التعبير عن الرأي في شبكات التواصل الاجتماعي وجرّمت أي تعبير ينتقد السلطات مهما كان صغيراً.
تنجرف الإمـارات نحو “دولة بوليسية” كاملة تمارس هيمنة كاملة ومتقنة، تستخدم مزاعم أنه صوت الإماراتيين ورغبتهم لتمرير هذه السياسات السلطوية على الشعب وكل ما يهتم به. وهذا ليس بعيداً عن التاريخ ففي النهاية يتقدم الشعب للحصول على ما يريده