المشهد اليمني الأول/
“السعودية ستحارب اليمــن وستغرق السعودیة في اليمن وينتصر اليمن وان لم يحصل هذا اخرجوا جثتي من القبر واحرقوها واحرقوا مؤلفاتي”، هذا ما تنبأ به الكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل وهو يتحدث عن العدوان الامريكي السعودي الاماراتي الاسرائيلي على الشعب اليمني.
لو صح هذا الكلام المنسوب الى هيكل، فإنه لن يكون نبوءة ، بقدر ما هو استنتاج دقيق مبني على معرفة كاملة بتاريخ وطبيعة الشعب اليمني ابي الضيم ورجاله الاشداء، اكتسبها الكاتب المصري الكبير من تجربة تمتد الى اكثر من نصف قرن.
وهي طبيعة لم يستوعبها عقل ولي العهد السعودي الغِر محمد بن سلمان، فحطمت غروره واذلت كبرياءه ، وقبل هذا وذاك باتت تهدد مستقبله السياسي وطمعه في التربع على عرش مملكة ال سعود.
اليوم وبعد 6 سنوات من العدوان السعودي الغاشم على اليمــن، والذي كان ابن سلمان يتوقع، او كما خدعه اسياده في واشنطن وتل ابيب، ان يرفع اليمنيون له الراية البيضاء خلال اسبوعين لا اكثر. تتوالى اخبار انتصارات الشعب اليمني على المعتدين ومرتزقتهم، ففي خلال اسابيع قليلة فقط كسر رجال اليمن الاشداء الحصار الاجرامي الذي فرضته دول العدوان على مدى سنتين على مدينة الدريهمي في محافظة الحديدة، بعد ان شردت اغلب اهلها وسوتها بالارض على امل احتلالها.
وبعد هذا الانتصار الكبير، زفت القوات المسلحة اليمنية واللجان الشعبية خبر الانتصار الاكبر للشعب اليمني ، والذي تمثل بتحرير معسكر “ماس” في مأرب من قبضة المحتل السعودي ومرتزقته، وباتت مأرب قاب قوسين او ادنى من التحرير الكامل.
بينما كان ابن سلمان يلعق جراح هزائمه، فأذا به يُلطم من حيث لا يدري، عندما دك صاروخ مجنح من طراز “قدس2” دخل الخدمة مؤخرا بعد تجارب عملانية ناجحة، محطة توزيع ارامكو في مدينة جدة، ردا على استمرار الحصار والعدوان المفروض على الشعب اليمني المظلوم.
الاخبار الاولية القادمة من جدة ، اكدت ان الصاروخ اصاب هدفه بدقة، حيث هرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى المكان المستهدف. فيما نصح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع المواطنين والشركات الأجنبية العاملة في السعودية بالابتعاد عن المنشآت الحيوية الهامة كونها مدرجة ضمن بنك الأهداف التي اعلن عنها اليمن، والتي ستصلها عاجلا ام اجلا صواريخ طائرات اليمــن المسيرة.
من غير الواضح ان كانت النبوءة المنسوبة الى هيكل صحيحة، ولكن من الواضح جدا، ان اصل النبوءة صحيحة، فالسعودية غرقت في اليمــن، بل وقد هُزمت شر هزيمة، ولكن هل سيعترف شخص مثل ابن سلمان، يشاطر ترامب بشكل لافت بجوانب عديدة من شخصيته المريضة، بالهزيمة، أم سيحاول الهروب الى الامام ويرفض الحقيقة، كما يرفض ترامب الاعتراف بهزيمته في الانتخابات رغم ان الجميع بات يعلم انه هُزم.