المشهد اليمني الأول/
كشفت وسائل اعلام إسرائيلية اليوم الاثنين عن عقد لقاء غير معلن بين رئيس كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية وذلك بحضور وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو .
من منظار الرؤية الاعلامية الاسرائيلية لهذا الخبر ، ورغم المحاولات المبذولة للتحلي بالحيطة والحذر حيال نشره ومحاولة الايحاء للقاريء بأنه مجرد خبر كسائر الاخبار الاخرى من خلال تطعيمه بالشواهد والتحليلات والتكهنات ، إلّا ان التغطية الواسعة لهذا الخبر لعبت دورا كبيرا في تاكيد صحته .
صمت الاوساط الرسمية الصهيونية حيال هذا الخبر ، تكشف عن ان مسؤولي هذا الكيان يشعرون بسعادة غامرة وارتياح كبير حيال تسربه اعلاميا . بناءا على ما قيل آنفا فان اقل ما يمكن للمسؤولون الصهاينة ان يستفيدوا من تسرب هذا الخبر هو تمهيد الارضية لتطبيع العلاقات بين آل سعود والصهاينة على صعيد الراي العام.
في المقابل فان وسائل اعلام سلمانكو التي اصيبت بالذهول والحيرة حيال نشر هذا الخبر بلعت لسانها على مضض. من الواضح ان وسائل اعلام سلمانكو تفاجات بشكل كبير من نشر هذا الخبر ولا تعرف كيف يجب عليها ان تتعامل مع هذه المفاجأة . وما يزيد من تخبط وسائل الاعلام السعودية في التعامل مع هذا الخبر هو انها تعرف حق المعرفة مدى شوق ورغبة ابن سلمان في اقامة علاقات مع الكيان الصهوني وتعرف جيدا ايضا بان التطبيع مع الكيان الصهيوني امر لا مفر منه ولكنها لا تعرف كيف تعكس هذه الرغبة ولا موعدها ولا مكانها .
ان كان قد تم عقد مثل هذا اللقاء فيعني ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو حاول من خلال هذا اللقاء التقليل من هواجس ابن سلمن حيال التداعيات السلبية الناتجة عن التطبيع بين الكيان الصهيوني والسعودية . ومن هنا يتضح سر صمت وسائل اعلام سلمانكو واخذ زمام المبادرة من قبل وسائل الاعلام الاسرائيلية لنشر هذا الخبر .
مواقف ابن سلمان فيما يخص كيان الاحتلال وتصريحاته القاضية بحق الاسرائيليين في ان يكون لهم وطن من جهة ، وترحيبه بالتطبيع بين الامارات والبحرين والسودان مع الكيان الصهيوني ، بل وحتى رعايتها من جانب آخر ، واخيرا وليس آخرا التصريحات التي ادلى بها وزير الخارجية السعودي قبل يومين والقاضية بان المملكة مستعدة للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي ولكن بشروط ، جميع هذه الامور تشير وتؤكد عقد مثل هذا اللقاء .
النقطة الاخرى التي تعزز عقد اللقاء بين نتنياهو وابن سلمان في نيوم ، هي هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية . ففي الوقت الذي ترى السعودية نفسها محرومة من دعوم ترامب ، هي بامس الحاجة في هذه الايام الى ايجاد بعض التغييرات في المنطقة . ويمكن وضع الاتصال الاخير الذي اجراه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بهدف تلطيف الاجواء الثنائية في خانة المؤشرات الاخرى التي تؤكد عقد اللقاء الذي تم بالامس في نيوم .
بمنأى عن صحة وسقم هذا الخبر ، فأقل ما يمكن الاستفادة من هذا الخبر هو انه سيشكل خطوة تمهيدية باتجاه تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية في قابل الايام .