المشهد اليمني الأول/
بعد سقوط مئات القتلى والجرحى من الأسرى من قوات تحالف العدوان على وقع سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية على معسكر ماس في مأرب، اليوم السبت، مصادر تؤكّد أن السيطرة على معسكر ماس الاستراتيجي جاءت بعد معارك طاحنة وغير مسبوقة على مدى أشهر.
أفادت مصادر إن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكّنوا من الوصول إلى المعسكر وإسقاطه كلياً، ما دفع قوات هادي وتحالف العدوان إلى الهروب وترك المعسكر.
وأِشار المصادر إلى أن “هذا المعسكر يقع على بعد 25 كيلومتر من مدينة مأرب، وبالسيطرة عليه يكون أبطال الجيش واللجان الشعبية قد تمكنوا من كسر أهم خطوط دفاع قوات هادي، رغم الغارات الجوية المكثفة بالأمس وخلال الأيام الماضية”.
وأضاف المصدر أن هذه الغارات حاولت منع تقدّم أبطال الجيش واللجان الشعبية، “لكنها فشلت رغم أنها كانت مكثفة خلال الأيام الماضية، وفي النهاية تمت السيطرة على هذا المعسكر وجميع والمناطق والأودية والنقاط والمرتفعات المحيطة”.
وتابع أن “أبطال الجيش واللجان الشعبية ما زالت تخوض معارك عنيفة في محاولة للتقدم باتجاه مدينة الدشوشة المطلة على معسكري صحن الجن وتداويل، وبالسيطرة عليهما نارياً يكون أبطال الجيش واللجان الشعبية حققوا خرقاً كبيراً في عملية السيطرة على مدينة مأرب الاستراتيجية والمهمة”.
وعن الإعلان الرسمي عن السيطرة على معسكر ماس، قالت مصادر إنه “في جميع العمليات الأخيرة أبطال الجيش واللجان الشعبية تركز العملية ولا تعلن، وكذلك لا تترافق هذه العمليات بتغطيات إعلامية من القوات المسلحة اليمنية، وبعد انتهاء المعركة تعلن عنها بشكل كامل”.
من جهته، أكّد وزير السياحة أحمد العليي أن معسكر ماس بات فعلياً بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية، وأضاف في حديث للميادين أنه “وبعد أكثر من 6 سنوات من القتل والإجرام لم يعد أمامنا من خيار سوى استرداد الأرض بقوة السلاح”.
العليي أضاف أن المناطق المحتلة تتعرض لعمليات إجرام وقتل يومياً، وبالتالي أصبح من واجب القيادة والجيش تحريرها.
في السياق، أكّد الخبير العسكري محمد عباس أن استعادة معسكر ماس يمثل ضربة قاصمة للتحالف السعودي في مساعيه لتهديد صنعاء، وأشار في حديثه للميادين أنه “لم يعد هناك بنك أهداف للتحالف العدوان، لذلك هو يحاول الضغط عبر قصف الأهداف المدنية”.
وتوقّع عباس أن تقدّم الولايات المتحدة حلاً سياسياً، و”ستنزل السعودي عن الشجرة”، وفق تعبيره. وأِشار إلى أن المقاومة ستصعّد من عملياتها في اليمن، خصوصاً في مأرب لأهميتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
العقيد مجيب شمسان أشار من جهته إلى أن معسكر ماس من أهم القواعد التي كانت تعتمدها قوات تحالف العدوان منطلقاً لعدوانها على صنعاء.
وكشف في حديثه للميادين أن القبائل اليمنية تنسحب تدريجياً من صف تحالف العدوان وتعود إلى كنف الوطن، معتبراً أنه ومع تقدّم أبطال الجيش واللجان الشعبية نحو مدينة مأرب أصبحت صنعاء آمنة على نحو كامل ومن جميع الجهات.
بدوره، قال الباحث في الشؤون العسكرية العميد الركن عابد الثور للميادين إنّ الجبهة الشرقية بما فيها الجوف ومأرب تمثل جبهة رئيسية، لأن التحالف جعلها مرتكزاً لتحركه. ورأى أن استعادة معسكر ماس تعطي امتداداً جغرافياً يصل إلى المناطق الجنوبية في مأرب. كما ذكر الثور أنه لدى القوات اليمنية وسائط قادرة على كشف حركة طائرات التحالف والتصدي لها.
حيث قتل وجرح، الخميس، العديد من قوات هادي، المسنودة بطائرات تحالف العدوان، إثر مواجهات عنيفة مع أبطال الجيش واللجان الشعبية، في منطقة وادي حَلّحَلان بمديرية رغوان شمالي محافظة مأرب. فيما تتواصل المعارك بين الطرفين في مناطق محيطة بمعسكر ماس الاستراتيجي، على وقع غارات مكثفة لطائرات التحالف السعودي، على مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية في مديرية مَدْغِل الجِدْعان شمالي غرب المحافظة.