المشهد اليمني الأول/
توقّعت مصادر أمنيّة في تل أبيب، كما نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) اليوم الجمعة، أنْ يستغّل الرئيس الأمريكيّ المُنتهية ولايته، دونالد ترامب، ما تبقّى له في البيت الأبيض، لكي يشُنّ هجومًا عسكريًا ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بهدف ضرب المنشآت النوويّة، علمًا أنّ الدولة العبريّة تعتبر البرنامج النوويّ الإيرانيّ ومشروع الصواريخ طيلة الأمد تهديدًا إستراتيجيًا ووجوديًا عليها.
وقال محلل الشؤون العسكريّة في الصحيفة إنّ ترامب ما زال يعتزم مهاجمة المنشأة النوويّة بـ(نتانز) في بداية العام الميلاديّ الجديد 2021، وأنّ الإدارة في واشنطن تأخذ بعين الاعتبار أنْ يقوم الإيرانيون بعمليةٍ ثأريّةٍ في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق (القدس) في الحرس الثوريّ الإيرانيّ، الجنرال قاسم سليماني، والتي تُصادِف الثالث من كانون الثاني (يناير) 2021، على حدّ قوله.
في السياق عينه، قال وزير الخارجيّة البحرينيّ، عبد اللطيف الزيانّي، في حديثٍ خاصٍّ أدلى به لموقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، قال إنّه يتعيّن على الرئيس الأمريكيّ المُنتخب، جو بايدن، أنْ يُجري استشاراتٍ مع البحرين قبل اتخاذ أيّ قرارٍ حول الاتفاق النوويّ مع إيران، مُعربًا عن أمله في أنْ يتفهّم بايدن المُتغيّرات الجديدة التي تقع في منطقة الشرق الأوسط، عشيّة القلق الخليجيّ من العودة إلى الاتفاق الأصليّ الذي تمّ التوصّل إليه بين إيران ومجموعة دول (خمسة+1 واحدة) في العام 2015،
وأعلن ترامب في العام 2018 عن انسحاب الولايات المتحدّة منه. وكشف الوزير البحرينيّ في سياق حديثه للموقع العبريّ النقاب عن أنّ بلاده ودول خليجيّة أخرى تقوم بالتشاور مع إسرائيل حول الخطوات التي قد تتخذّها إدارة بايدن الجديدة فيما يتعلّق بإيران، مع التشديد على إمكانية تجديد الاتفاق و”تعديله”.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” نقلًا عن مصادر إسرائيلية مطلعة أنّ المؤسسة السياسية في تل أبيب بدأت بعملية بلورة التوقعات الإسرائيلية من اتفاق نووي معدّل بين إيران والدول العظمى، في حال استؤنفت فعلًا المفاوضات بين الطرفيْن.
وبحسب الصحيفة، فإنّ قيادة دولة الاحتلال ترفض في هذه المرحلة إعلان المطالب الإسرائيلية بالتحديد، لكن الخطوط العريضة هي في التوصّل إلى اتفاق “غير مثقوب”، على حدّ تعبيرها. وقدّرت الصحيفة أنْ تطلب إسرائيل تمديدًا جوهريًا لتواريخ إلغاء الاتفاق، فضلًا عن إلغاء برنامج الصواريخ والحيلولة دون شراء إيران مواد ضرورية لعملية الانشطار النووي.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب وفق الصحيفة أن الاستعدادات لاستئناف المحادثات مع إيران جرت دون أي علاقة بنتائج الانتخابات في الولايات المتحدة، لأنّ الرئيس ترامب وجو بايدن أشارا في فترة الانتخابات إلى أنّهما يعتزمان البدء بمحادثات مع إيران، بهدف التوصل إلى اتفاق نووي معدل، على حدّ قولها.
من ناحيتها نشرت (هآرتس) العبريّة تحليلاً اعتمد على مصادر سياسيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، أكّدت فيه أنّ دخول بايدن للبيت الأبيض لن يُغيِّر بتاتًا من الدعم الأمريكيّ لإسرائيل، وشدّدّت المصادر على أنّ مشروع المُستوطنات الإسرائيليّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة لن يختفي، كما أنّ الرئيس الجديد لن يُسرّع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الاتصالات مع إيران للتوصّل معها لصيغةٍ جديدةٍ كانت ستحدث حتى لو بقي ترامب في البيت الأبيض، بحسب أقوالها.
وخلُصت المصادر إلى القول إنّ نتنياهو فقد صديقًا في واشنطن، ولكنّه بقي مع مؤيّدٍ كبيرٍ وواضحٍ لسياسات إسرائيل، طبقًا للمصادر الإسرائيليّة الرفيعة.