الرئيس المشاط وخطاب “الفرصة الأخيرة”

436
الرئيس المشاط
منحة أممية لقوى العدوان ... لتحقيق مكاسب ميدانية
المشهد اليمني الأول/

كلمة “الفرصة الأخيرة” للرئيس مهدي المشاط بالأمس في غاية الأهمية، رغم أنها كلمة مقتضبة إلا أنها حملت في طياتها أمل وطموح شعبنا، وأسست لمسار جديد في معركة التصحيح لبناء مؤسسات الدولة وتحويل التحديات إلى فرص في ظل مرحلة استثنائية صعبة، ففي كلمته حث الوزراء والمسؤولين على تقييم الأداء ومعالجة جوانب القصور وتحويل التهديدات الى فرص، من خلال استشعار المسؤولية “فلاخير في مسؤول لايحمل هموم المواطن ولايعمل من أجل المواطن”.

في كلمة الربع ساعة قرع الرئيس المشاط جرس الإنذار للوزراء والمسؤولين ذوي “التقييمات الصفرية” ومنحهم فرصة شهرين لتصحيح الاختلالات ومعالجة الأخطاء، وإنهاء كل مظاهر الفساد على أن يكون العام القادم عاما تصحيحا شاملا، متعهدا بالمضي “في مكافحة الفساد .. باعتباره معركة قيم ومبادئ وقانون ووفاء لتضحيات الشعب، وليست معركة سياسية”

ومعركة تصفية حسابات، كما يتوهم البعض، وبلغة شديدة اللهجة وجه الرئيس المشاط تحذيرا لكل المخلين بمسؤولياتهم بأن يكونوا في المقام الأول رجال مسؤولية ورجال دولة بعيدا عن الانتماءات الحزبية الضيقة، لأن “أحزابهم وانتماءاتهم السياسية لن توفر لهم أي حماية أو حصانة من العقوبات” وأن العمل والأداء والتصحيح هو الحصانة والضمانة الوحيدة لأي مسؤول من أي عقوبات قانونية وقضائية قادمة.

في خطاب الفرصة الأخيرة للفاسدين، قدم الرئيس المشاط اعتذاره وأبدى أسفه بكل خجل لموظفي الدولة من عدم القدرة على الوفاء بتعهده في صرف نصف راتب كان قد تعهد به في وقت سابق وحال دون ذلك تحديات أبرزها جائحة كورونا، وإقفال ميناء الحديدة، ومنع دخول سفن المشتقات النفطية والسلع الضرورية باعتبارها المصدر الايرادي اليتيم إلى جانب الاتصالات وغيرها، في ظل هيمنة الطرف الآخر على ايرادات البلد النفطية والضريبية التي تغطي ٧٠% من الموازنة العامة للدولة ، على أن ذلك لايعفي الرئيس نفسه ولا وزارة المالية والبنك المركزي والوزارات والمؤسسات الايرادية من اجتراح الحلول لمعالجة هذه المشكلة المؤرقة لمعظم موظفي الدولة، خصوصا أن الرئيس نفسه أوصى جميع المسؤولين بتحويل التهديدات الى فرص وعدم التوقف عند العوائق والتحديات دون تقديم الحلول واجتراحها.

وعلى هامش الخطاب وجه الرئيس المشاط رسالة لاتخلو من التهديد للتحالف المقابل بأن “عليكم ان لاتتفاءلوا ولا تطمئنوا كثيرا ما دام ا ل ع د و ا ن والحصار مستمراً على شعبنا … ومن يرمي بيوت الناس بالحجارة لن يسلم بيته الزجاجي” وجاءت تلك الرسالة في معرض التعليق على كلمة المندوب السعودي في مجلس الأمن وليد المعلمي الذي عبر عن تفاؤله بحلحلة الوضع في اليمن و”القرب من الاعلان المشترك لوقف اطلاق النار” مع إبقاء الحصار اليمن وفرض “منطقة عازلة” بين البلدين.
____
علي ظافر