المشهد اليمني الأول/
تبدو الإدارة الأمريكية كمن يسابق الزمن لتحقيق مجموعة من الأمور قبل رحيلها عن البيت الأبيض. الأزمة الخليجية تحضر كأحد العناوين التي قال مستشار الأمن القومي إنها تشكل أولوية وإن إدارة ترامب تسعى لحلها خلال الـ 70 يوماً المقبلة. فلماذا هذا الاهتمام بتحقيق اختراق في الملف بالرغم من عدم النجاح أو ربما عدم الحماسة لذلك خلال السنوات الأربع الماضية.
لم تكن رقصة ترامب في السعودية فألاً جيداً على دول الخليج. أشهر قليلة فصلت زيارته للرياض عن اندلاع الأزمة الخليجية، فيما لم تنجح السنوات الأربع من حكمه في رأب صدع البيت الخليجي.
ملفات عديدة يعمل ترامب على إنجازها قبل تسليمه السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن بداية العام المقبل، ربما أبرزها الأزمة الخليجية.
مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين أكد في منتدى الأمن الدولي إن إدارة ترامب تسعى لحل الأزمة الخليجية خلال سبعين يوماً وترى ذلك أولوية لها.
لا شك في أن إدارة تـرامب تسعى لتحقيق إنجازات دبلوماسية في الأيام الأخيرة من عمرها وضع الأزمة الخليجية في أولوية جدول أعمالها لا يمكن فصله عن سلسلة اتفاقيات التطبيع التي رعتها قبيل الانتخابات، والتي وصفها ترامب بالإنجاز التاريخي لإدارته. إنجازات قد تندرج في سياق محاولات إدارة ترامب الكثيرة لتوحيد حلفائها في الشرق الأوسط في جبهة واحدة ضد إيران.
محاولة تـرامب تحقيق إنجاز دبلوماسي أخير لا يلغي دوره غير الواضح في حل الأزمة الخليجية خلال سنوات حكمه الأكثر قوة. إدارته بدت منحازة للطرف السعودي المعادي لقطر ولم تبد أي مبادرة جدية لحل الأزمة.
الإدارة الأميركية التي فشلت في تحقيق اختراقات ونجاحات على مستوى الأزمات الكبرى في العالم هي تحاول الاستفادة من ضعف بعض الدول من أجل تحقيق إنجازات تُنسب إلى ترامب ليستطيع بعدها القول إنه “جعل أميركا عظيمة من جديد”، وإنه أنهى حكمه بانجازات تخدم “إسرائيل” بشكل أساسي.
سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قال إن الشروط الـ 13 التي فرضت على قطر لا تزال قائمة ولن يكون هناك أي تطبيع مع قطر ورفع للحصار بدون رفع هذه الشروط. إذا تنازلت قطر وقدمت هذه الشروط وأبرزها إقفال قناة الجزيرة وقطع العلاقات التامة مع إيران وطرد القاعدة التركية من قطر فإنها تضعف نفسها كثيرا. لذلك تبدو المهمة صعبة بالمقياس الخليجي بالنسبة لإدارة ترامب