المشهد اليمني الأول/
هل سيتمكن محمد بن سلمان من رشوة بايدن لكسبه إلى صفه كما حدث مع ترمب؟!
مصطلح “رشوة”، أو المصطلح الأكثر شيوعا “حلب السعودية”، هما في الحقيقة مصطلحان خاطئان، والمصطلح الصحيح هو “جباية”.
النظام السعودي تم تأسيسه من قبل المخابرات البريطانية، ثم تولت أمريكا رعايته لإدارة مصالحها ولتحقيق أهدافها في الشرق الأوسط وتمهيدا لإنشاء الكيان الصهيوني وحمايته من العرب والمسلمين، لذلك فإن النظام السعودي يعمل على جباية الأموال من شبه الجزيرة العربية، أي ما يسمى حاليا “السعودية” إلى أمريكا وحلفائها، ولا يستطيع أن يدفع رشوة إلى مشغليه الأمريكان.
يجب أن يصاغ السؤال كالتالي: هل سوف يسترضي محمد بن سلمان بايدن لكسبه إلى صفه كما حدث مع ترامب؟!
الإدارة الأمريكية تختار أدواتها في شبه الجزيرة العربية، أي ما يسمى حاليا “السعودية”، حسب الحزب الحاكم، وهما الحزبان الديمقراطي والجمهوري.
الحزب الديمقراطي دائما يختار أدواته في السعودية وفق صفات معينة؛ إذ يجب أن تتسم بالخبث والدهاء والذكاء والقوة. وإذا عدنا إلى عهد أوباما ورأينا أدواته التي اختارها (الملك عبدالله، الأمير نايف، الأمير محمد بن نايف، وجميع أعضاء فرق عملهم) يتسمون بما كان الحزب الديمقراطي يهدف إليه في أدواته، وتشهد لهم أعمالهم في نشر الإرهاب وتدمير الدول العربية بالقوة والدهاء والخبث.
الحزب الجمهوري دائما يختار أدواته في السعودية بصفات معينة أيضاً، وأهمها: التهور، الغباء، الثقة العمياء بالقوة المفرطة وألا أحد يستطيع أن يمنعهم من فعل ما يريدون وفرض ما يريدون. وقد رأينا ذلك في عهد ترامب وأدواته التي اختارها (الملك سلمان، محمد بن سلمان، وأعضاء فرق عملهم) يتسمون بما كان الحزب الجمهوري يهدف إليه.
وقد رأى العالم أجمع الغباء والتهور والقوة المفرطة في اتخاذ القرارات وشن الحروب ودعم التنظيمات الإرهابية، وكيف كانت نتيجتها سلبية في النظام السعودي والإدارة الأمريكية. فهل سيستطيع ابن سلمان استرضاء بايدن؟!
كلا، لن يستطيع أن يسترضي بايدن أو الحزب الديمقراطي، فهو بعيد كل البعد عن منهجهم، بل هم أيضا ضاقت بهم الأربع السنوات الماضية من تصرفات النظام السعودي الهوجاء ودعم إدارة ترامب “الجمهوري” له.
ما هو موقف بايدن من العدوان السعودي على اليمن؟
يعتقد الأغلبية بأن بايدن سيمارس الضغوط على النظام السعودي ويأمر بإيقاف بيع الأسلحة إليه لإيقاف حرب اليمن. لكن، هل حقا النظام السعودي هو من يشن حربا على اليمن؟!
النظام السعودي مجرد أداة لدى الإدارة الأمريكية، ينفذ ما تأمره به. والحرب على اليمن أمرت بها الإدارة الأمريكية في عهد أوباما “الديمقراطي”، والنظام السعودي هو المنفذ.
بايدن سوف يغير فقط سياسة الحرب على اليمن من منطلق سياسي وعسكري، أي سيغير أدواته في الحرب، ويغير طريقة تحقيق أهدافه في اليمن، أي سيحقق الأهداف نفسها ولكن بطرق أخرى. غير أن مساعيه في اليمن ستخيب كما خابت مساعي سابقيه، والسبب أن النظام الأمريكي لا يحارب إحدى أدواته أو أوراقه المحروقة، مثل نظام صدام حسين في العراق أو تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان، بل يحارب شعباً عربياً أبياً يمتلك كل مقومات وعوامل الشجاعة والصمود، وهو ما أثبتته السنوات الست من العدوان السعودي عليه.
_______
علي هاشم – معارض سعودي – الأحساء