المشهد اليمني الأول/
صعدت دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي جرائمها بحق الصيادين اليمنيين والثروة السمكية الوطنية في السواحل اليمنية الغربية والشرقية مؤخراً، وتجاوزت تلك الأعمال الإجرامية التي تندرج في إطار السرقة المنظمة لثروات الشعب اليمني عملية الاستنزاف للمخزون السمكي إلى التدمير الممنهج للبيئة البحرية والشعب المرجانية بقصد الإضرار بمستقبل الثروة السمكية الوطنية التي تحتل المرتبة الثانية من حيث الأهمية الاقتصادية بعد الثروة النفطية في الجمهورية اليمنية.
واكد المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية، انه وفي إطار مهامه الأساسية بالكشف عن جرائم العدوان في مختلف القطاعات، قام بعملية رصد وتتبع لعبث دول الاحتلال بالثروة السمكية في البحر العربي وخليج عدن خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، وتبين قيام دول العدوان بإغلاق مناطق صيد واسعة ومنع الاصطياد فيها في عدد من السواحل اليمنية تحت ذريعة اعتمادها كمناطق عسكرية بحرية، والسماح لإعداد كبيرة سفن صيد إماراتية آلية وحديثة بجرف الآلاف من الأطنان من الأسماك والأحياء البحرية ويتكرر ذلك بشكل دوري في سواحل باب المندب وحضرموت وسقطرى ،
وقيام دول العدوان بمنع الصيادين اليمنيين من ممارسة أعمالهم في سواحل المهرة وسقطرى وعدن وباب المندب تحت ذرائع مختلفة وتحديداً صيادي ( حضرموت منع الصيد قبالة مطار الريان والشحر ومنطقة شحير واستفزاز الصيادين في منطقة البوئة بساحل حضرموت ، وفي سواحل نشطون وضبوة ومناطق أخرى ، ومنع الصيادين في سقطرى واجبار البعض منهم بالعمل لصالح مصنع بريم التابع للإمارات في الجزيرة بالقوة ،
واكد المركز في تقرير قيام بوارج وسفن تابعة لدول تحالف العدوان بتفريع مواد صلبة ونفايات سامة في البحرين العربي وخليج عدن مما تسبب بنقوق كميات كبيرة من الأسماك والاحياء البحرية في كلاً من سواحل شبوة وحضرموت وسقطرى ، وتعمد سفن إماراتية تجارية تفجير مواطن الأسماك ” الشعب المرجانية في المياه الإقليمية اليمنية في سواحل المخا وذوباب والمهرة وسقطرى وحضرموت، وقيام سفن العدوان بدهس مبايض الأسماك وجرف الاحياء الكريمة والصدف المرجانية بشكل كارثي ، مما أدى إلى نفوق بعض الأنواع من الأسماك ويتسبب بهجرة الأسماك الى سواحل دول أخرى .
ولفت التقرير إلى ان الصيادين اليمنيين يواجهون انتهاكات متعددة من قبل دول العدوان أعلاها القتل والاعتقال بذرائع مختلفة مصادرة قوارب الصيد واقلها الابتزاز المادي وتضييف خيارات العيش الكريم امامهم على طول السواحل اليمنية الشرقية والغربية وصولاً إلى سقطرى ،ولفت إلى ان دول العدوان ومليشياته تتعمد منع عشرات الآلاف من الصيادين اليمنيين ممارسة أعمالهم في المياه المحلية والإقليمية فتح المجال للصيد، وتشترط دفع اتاوات مالية كبيرة مقابل السماح لهم في ممارسة الصيد التقليدي في مناطق محدودة لا تتوفر فيها الأسماك .
واعتبر المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية مايتعرض له الصيادين اليمنيين من جرائم وانتهاكات من قبل دول تحالف العدوان وادواتها في السواحل المحلية والمياة الإقليمية اليمنية ترقى إلى جريمة إبادة جماعية لما لها من اضرار فادحة طالت الصيادين واسرهم وحولت حياتهم إلى جحيم في ظل صمت دولي مخزى ، معتبراً قيام مليشيات موالية للإمارات باعتقال صيادين في الساحل الغربي اثناء ممارستهم أعمالهم وبيعهم للسعودية احدى ابشع الانتهاكات التي يتعرض لها الصيادين اليمنيين من قبل دول العدوان.
وقال التقرير أن كل تلك العوامل، يضاف إليها العوامل الطبيعية التي أدت إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك والاحياء البحرية في سواحل عدن وابين من الاسماك الصغيرة خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، أدت إلى تناقص في الإنتاج السمكي في السواحل اليمنية بنسبة تقدر بـ70% عما كان علية الوضع قبل العدوان والحصار ، مقابل استنزاف كارثي كبير يقدر وفق مسئولي جمعيات سمكية في الساحل الغربي وفي سواحل حضرموت بأكثر من 200% عن الإنتاج السنوي قبل العدوان ،
مؤكداً ان الاستهداف الممنهج للثروة السمكية اليمنية من قبل دول العدوان يعكس الحقد الدفين للإمارات والسعودية على اليمن ارضاً وانساناً، ويأتي في إطار استهداف الأمن الغذائي الوطني.
واتهم المركز حكومة الفار هادي بالتواطئو والتستر عن تلك الجريمة المنظمة العابر للحدود التي تمارسها دول تحالف العدوان بحق ثروتنا السمكية، مشيراً إلى أن تلك الحكومة تغاضت عن 27 سفينة صيد تجاري إماراتية منها سفينتين تحتوي على مصنع تغليف وتعليب للأسماك تتواجد احداها في شواطئ سقطرى وأخرى في شواطئ المياه الإقليمية اليمنية في الساحل الغربي.
وأكد التقرير قيام دول العدوان السعودي الإماراتي توفر الحماية لعدد من السفن المصرية العاملة في جرف الثروة السمكية في البحر الأحمر، يضاف إلى أن الإمارات أغلقت 80% من سواحل سقطرى ومنعت الصيادين من الاصطياد فيها وخصصتها لسفن الاصطياد الألي التابعة لمصنع بريم الإماراتي الذي تم انشائه أواخر العام 2018، لتجميع وتغليف الأسماك وتصديرها بكميات تجارية الى الامارات .
وأوضح التقرير إلى أن الاستنزاف الجائر للثروة السمكية اليمنية من قبل دول العدوان خلال الأعوام الماضية، والممارسات الانتهازية التي طالت الصيادين التقليدين في مختلف السواحل اليمنية وتحديداً في سواحل خليج عدن والبحر العربي التي لم تشهد أي صراع عسكري، أدت إلى فقدان أكثر من 40 الف صياد فرص عملهم ودمرت المئات من قوارب الصيد والعشرات من مراكز الإنزال، وحولتهم إلى فقراء يواجهون ظروف إنسانية قاسية .