المشهد اليمني الأول/
قبل ان تستغربوا وتستعجبوا انصحكم بقراءة ما كتبت سابقا، وكان اغرب مما اكتبه الان وحصل ما كتبت بدقة.
اولا: على اكثر من قناة فضائية، تحدثت عن وصول ترامب الى الرئاسة الامريكية قبل ثلاثة اشهر من انتخابه، وكانت نتائج الاستطلاعات للانتخابات الرئاسية في تلك المرحلة عام 2016 تميل لصالح الحزب الديمقراطي ومرشحته السيدة هيلاري كلنتون، ولم يكن احد يتوقع وصول ترامب.
وقلت بالحرف الواحد ان ترامب هو الذي سينجح وسيدمر العرب ومن بعدها تقسم الولايات المتحدة وستكون هذه اخر انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة تجري بالطريقة المعتمدة منذ استقلال امريكا.
لم اكن ابني كلامي على نبوءات، بل على معرفتي بما يرسم للعالم اقله منذ اربع مائة عام تقريبا، فانا تربيت في وسط السياسة المارونية الموجودة تاريخيا في مفاصل صناعة القرار العالمي، وقد شاء القدر والظروف ان اطلع واسمع واقرأ واناقش كثيرين يعرفون ادق التفاصيل، وما يرسم للمنطقة، والعالم.
وكي ادخل مباشرة بصلب الموضوع، الذي يتحدث عن النظام العالمي الجديد، اي ان هذا النظام الذي نعيش بظله اليوم وضع له تاريخ الانتاج ونهاية الصلاحية، وقد حددت نهاية صلاحيته في عام 2022.
بمعنى اوضح انه عندما اجتمعت القوى التي تريد ان تسيطر على العالم، سالت نفسها عدة اسئلة: كيف يمكن ان نسيطر على الكرة الارضية، فكان الجواب ان نسيطر على عقول وقلوب البشر!! وكيف نسيطر على عقولهم وقلوبهم!! فكان الجواب نحتل “اورشليم” (القدس – فلسطين) فهي روح وقلب الاديان الثلاثة، اليهودية والمسيحية والاسلامية، ولتكن اورشليم هي مركز حكم العالم لأنها في وسط العالم.
(لو قرا علماء المسلمين هذه الآية بتدبر لفهموا الكثير””وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”)، كي يتم احتلال فلسطين، تمهيدا لحكم العالم، حصلت الثورة الفرنسية1789 حتى 1799.
حيث اسقطت الكنيسة بأوروبا مما يعني بان ثاني مركز دفاع عن اورشليم مهد السيد المسيح قد سقط، وبعد سقوط الكنيسة وسلطتها، سقطت اوروبا بيد هذه الفئة التي تريد ان تسيطر على العالم، وطيلة مائة عام كانت هذه القوى تعمل على تشريع نظام اجتماعي جديد وتعد الجيوش وتطور الصناعات.
بينما العرب والمسلمين كانوا مختلفين ان كان دخول المرحاض بالرجل اليمنى او اليسرى، وكانت هناك فئة تبحث هل المرأة التي تحلق شواربها وتهذب حواجبها تدخل النار، وصدقا ستجدون مئات المجلدات حول المرأة النامصة ودخول المرحاض.
وفي عام 1900 بدا الاعداد لإسقاط الخلافة الاسلامية، وجميعكم تعلمون قصة السلطان العثماني عبد الحميد وجوابه للوفد الانجليزي من اصول يهودية من اجل شراء الاراضي بفلسطين، وبعد رفض السلطان العثماني اندلعت الحرب العالمية الاولى 1914-1918 والتي اسقطت الخلافة الاسلامية.
وبعد سقوط الخلافة الاسلامية سقط مركز الدفاع الاول عن الاقصى (اورشليم)، واصبحت الطريق سالكة امام القوى التي تريد ان تشيد النظام العالمي الجديد في عام 2022.
وكما وضع قرار انه خلال مائة عام يجب ان تكون اوروبا والأمريكيتين بيد هذه القوى، ايضا وضع قرار انه خلال مائة عام يجب ان يكون الشرق الاوسط بيد هذه القوى، ولا تنسوا ان انحلال الخلافة الاسلامية اعلنه اتاتورك في عام 1922.
ولترتيب العالم وتهيئة منطقة الشرق الاوسط حصلت الحرب العالمية الثانية، على ان تكون الخطوة الثالثة والنهائية عام 2022.
هذه المقدمة لأخبركم فقط انه الذي يقاتل منذ اربعمائة عام من اجل احتلال المنطقة حيث احتل العالم كله ليحتل فلسطين هو مستعد ان يقوم بحرب عالمية ثالثة ورابعة.
ومن يعتقد ان ترامب بحضوره او غيابه سيتغير شيء فانه واهم، وايضا من يعتقد بان ترامب هو الذي يحكم او يصدر القرارات ايضا واهم.
ولكن بالسياسة هناك اشياء كثيرة كان يمكن تغييرها، لأنه يوجد اختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولو اصغينا للنخبة التي تفهم العالم وما يجري فيه، لان هذه القوى النخبوية، التي تسيطر على العالم، لا يمكن مصارعتها الا بالعقل والقول المقرون بالفعل، فلا العقل لوحده قادر على هزيمتها ولا القوة لوحدها قادرة ان تسقطها.
في الجزء الثاني من المقال اخبركم ماذا يجري، وكيف سيقوم ترامب بحال تـأكد من عدم بقائه بالرئاسة باكمال مشروعه قبل خروجه من البيت الابيض لان هذا دوره والا دفع حياته ثمنا، علما انه وهب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وحاول جاهدا القضاء على كل حركات المقاومة والدول الممانعة من فنزويلا حتى ايران، وبحال اتفقت هذه القوى على بقائه رئيسا، كيف ستدار الامور.
وخاصة ان ترامب نجح في صناعة راي عام امريكي يؤيده بنزعته، والدليل انه حصل على ما يفوق الـ 70 مليون صوتا انتخابيا، وهذا العدد اكبر من طموح هذه القوى بكثير.
في الجزء الثاني ارسم لكم المشهد من اور بالعراق حتى شليم بفلسطين.
ملاحظة اسم “شليم” تم اخفاؤه كي لا يفهم العالم قصة مدينة الإله شليم بفلسطين وتذكروا بعد هذا المقال سيبدأ الجميع بالبحث عن شليم لكن للأسف تأخروا كثيرا, ويمكن العودة لمقالاتي والفيديوهات التي نشرتها قبل سنوات وتحدثت بالتفصيل الممل عما يجري ويحدث بالعالم.
_________
بقلم ناجي امهز