المشهد اليمني الأول/
“خاص”
في عام 1473م، بدأ تاريخ إنتساب “بنى قينقاع” للعرب، حين سافر وفد من قبيلة “عنزة” النجدية لجلب الحبوب من العراق وفي البصرة ذهب أفراد الوفد لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي أسمه “مردخاى بن إبراهيم بن موشى”، وأثناء مفاوضات البيع سألهم اليهودي عن أصلهم، فابلغوه بأنهم من قبيلة “عنزة”.
وما كاد يسمع بهذا الاسم حتى أخذ يعانقهم بحرارة و يضمهم إلى صدره، مدعياً بإنه من نفس القبيلة وأنه جاء إلى العراق منذ مدة وإستقر في البصرة، وما أن أنتهى من سرد روايته التي إختلقها، حتى أمر خدمه بتحميل إبل وفد عنزة بالقمح والتمر وغيره، فطارت عقول شيوخ العشيرة لهذا الكرم مصدقين بأنه إبن عمٍ لهم.
وما أن عزم وفد قبيلة “عنزة” على الرحيل حتى طلب منهم التاجر اليهودي “مردخاي” أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة، فرحب به الوفد أحسن ترحيب، وهكذا وصل اليهودي إلى نجد، عملاً لنفسه الكثير من الدعايات على أساس أنه يقرب لهم، ولكنّه وجد مضايقة من أغلب أبناء نجد لمعرفتهم بتاريخ قبائلهم وشكهم في صدق روايته، مما أضطر مغادرة القصيم إلى الاحساء وهناك حرف اسمه إلى “مرخان بن إبراهيم”.
الدونمة اليهودية
الدونمة هي طائفة من اليهود من أتباع سباتاي زيفي الذي ادعى أنه المسيح، وأمر أتبعه من اليهود بالإسلام الذين عُرفوا لاحقاً بالسبتيين أو الدونمة، والدونمة كلمة تركية معنها العائد أو المرتد، وقد اختارها الأتراك وأطلقوها على هؤلاء اليهود المتظاهرين بالإسلام، الذين أضمروا اليهودية في نفوسهم.
المؤسس الأول لهذه الفئة “سباتاي زيفي” من أبوين يهوديين، وقام بتنشيط الفكرة وتأصيلها، وبعد أن توفي عام 1675م ذهب أتباعه على دربه في محاولة للحفاظ على وحدة وتواصل الجماعة، وأفتدوا لإمبراطوريته الوهمية بدخولهم في الإسلام ظاهرًا.
حُمر الطرابيش
كانت ميزة اليهودي مردخاي وأهله أنهم على عادة يهود الدونمة يعتمرون الطرابيش الحمراء ويطلون لحاهم ويحلقون رؤوسهم، فكان البدو يطلقون على آل سعود أحفاد (حُمر الطرابيش).
ثم انتقل اليهودي “مردخاي بن إبراهيم” إلى مكان قرب القطيف، فأطلق عليه اسم الدرعية تيمنا بدرع “علي بن أبي طالب” وبموجب هذا اللقب إغتر وتعاظم نفسة إلى حد إنه نصب نفسه عليها ملكاً، حينها بعض القبائل عرفوا بوادر اليهودية وحاولوا قتله.
لكنه نجا منهم وعاد إلى نجد مرة أخرى حتى وصل إلى أرض “المليبد” منطقة قرب الرياض، فطلب الجيرة من صاحب المنطقة، فأواه وأجاره لكنهُ لم ينتظر أكثر من شهر حتى قتله واستولى على أرض المنطقة “المليبد” وأطلق عليها إسم الدرعية مرة أخرى.
تظاهر اليهودي “مردخاي” بإعتناق الإسلام ودفع الذهب والفضة لتجار الدين وروات الأنساب ليزيفوا التاريخ ويزوروا الأنساب ويزعمون أنه من أصل النبي العربي محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- ويختلقون له نسباً يصله “ببكر بن وائل” من “بني أسد بن ربيعه”.
من يهود مردخاي الى سعود مرخان
“مردخاي بن إبراهيم بن موشي”، الذي أصبح إسمه لاحقاً “مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعه بن مانع بن ربيعه المريدي” وينتهي نسبه إلى “بكر بن وائل” من “بني أسد بن ربيعه”، فعمّر الدرعية وأخذ يتزوج النساء والجواري، فأنجب عدداً من الأولاد وأخذ يسميهم بأسماء عربية محلية.
كذلك ابنه “المقرن” الذي جاء معه من البصرة ولداً أنجب ولداً وأسماه “محمد”، نشأ محمد وترعرع فأنجب “سعود” الذي أنجب بدوره ولداً أسماه “محمد بن سعود”، الذي أصبح في ما بعد إماما للمسلمين وهو الإسم الذي عرفت به عائلة آل سعود.
ومن هنا بدأ تاريخ العائلة اليهودية التي أصبح أسمها في مابعد “آل سعود”،
المردخاي والدونمة الوهابية
مابين عامي (1744 – 1765)، التقى “محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان” بإمام آخر أسمه “محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن شلومان قرقوزي” ( 1703 – 1792) صاحب الدعوة الوهابية،
فأنحدر هو الآخر من أسرة يهودية من يهود الدونمة الذين فروا مع المسلمين من إسبانيا إلى تركيا، وبأمر من زعيمهم اليهودي السابق “سباتاي زيفي” إندسوا على الإسلام بقصد الإساءة إليه ولتخريب الخلافة العثمانية وتفكيكها والتغلغل في المجتمع العربي وانشاء دولة يهودية بعد تفكك دولة الخلافة وخلخلتها.
ففي تقرير سري في سبتمبر 2002م لمدير المخابرات العسكرية العراقية، والذي أفرج عنه في مارس 2008 من قبل وكالة المخابرات في الدفاع الأمريكية والمترجم الى الأنجليزية، بعنوان (ظهور الوهابية وجذورها التاريخية)، ويشير التقرير الذي استقى الكثير من المعلومات السرية، الى جذور الدونمة لمؤسس المذهب الوهابي السعودي محمد بن عبدالوهاب.
جاسوس بريطاني أستخدم أسم محمد وادعى أنه من الأذرية الذين تكلموا التركية والفارسية والعربية، والذي اشار التقرير إلى اتصالاته مع محمد بن عبدالوهاب، وذلك بهدف خلق فئه من الإسلام التي من شأنها أن تجلب في نهاية المطاف الثورة العربية ضد العثمانيين، والتي سوف تمهد الطريق لإدخال دولة يهودية في فلسطين.
مذكرات “همفر Humfer” وردت قبل ذلك في كاتب الدولة العثمانية للمؤرخ التركي الأدميرال “أيوب صبري باشا” في 1888م، تحدثت المذكرة عن “بداية الوهابية وانتشارها” في كتاب “مرآة الحرمين”، وكذلك في كتاب “يهود الدومنة” للدكتور “مصطفى طوران” الذي كتب عن جد عبدالوهاب سليمان وأظهر حقيقته، وهو “شولمان” عضو من الجالية اليهودية في البصرة العراقية.
حيث كشف “رفعت سالم كابار” بأن شولمان في النهاية ذهب للحجاز ثم أستقر في قرية “العيينه” حيث أسس حفيدة “عبدالوهاب” المذهب الوهابي في الإسلام، مضيفاً أنه قد تم نفي شولمان من دمشق والقاهره ومكه نظراً لممارستة الشعوذه, وأن شولمان أنجب عبدالوهاب الذي انجب محمد مؤسس الوهابية التكفيرية الحديثة.
الإتحاد الوهابي
تأكيداً لمعلومات التقرير العراقي بشان عائة آل سعود، ذكر المؤلف عبدالوهاب ابراهيم الشمري في كتابه بعنوان “الحركة الوهابية الحقيقة والجذور”, والتي ينص على أن الملك عبدالعزيز بن سعود العاهل السعودي الأول ينحدر من “مردخاي بن موشي” التاجر اليهودي البصراوي الذي التحق بقبيلة عنزة في نجد وغير اسمه الى مرخان بن أبراهيم، وفي نهاية المطاف مردخاي زوج أبنه “جاك دان” الذي أصبح لاحقا اسمه (مقرن) بامرأة من قبيلة عنزة في نجد.. ومن هذا الأتحاد ولد مستقبل العائلة السعودية “الوهابية”.
وثيقة المخابرات العراقية كشفت ايضاً أن الباحث محمد صخر كان موضوع لعقد القتل السعودي نظراً لدراستة في جذور آل سعود اليهودية، وفي كتاب ناصر السعيد بعنوان “تاريخ أسرة آل سعود ” اشار بأن سفير السعودية في القاهرة عبد الله بن إبراهيم مفضل في عام 1943م، دفع مبلغ لمحمد التميمي احد رواة الانساب لتزوير شجرة او نسب لأسرة آل سعود وآل عبدالوهاب ودمجها في عائلة واحده، (العائلة الوهابية)
شرعنة اليهود لاحتلال فلسطين
في بداية الحرب العالمية الأولى التقى ضابط يهودي بريطاني من الهند يسمى “ديفيد شبير” مع أبن سعود في الرياض، والذي فيما بعد كان قائد جيش ابن سعود وهزم بواسطته القبائل المعارضة لآبن سعود.
وفي عام 1915م، التقى أبن سعود “سليل الدومنة” مع المبعوث البريطاني لمنطقة الخليج “بريزي كوكاز” قائلاً لإبن سعود : ” أعتقد ان هذا ضمان لقوة ثباتك، وكما هو من مصلحة بريطانيا أن يكون لليهود وطن ووجود, وهذا لاستمرار مصالح بريطانيا ومصالحك، فكن عند حسن الظن”.. وكان رد أبن سعود “سليل الدومنة ” نعم , أذا كان أعتراف بلادي يعني الكثير بالنسبة لك, أنا اعترف الف مرة بمنح وطن لليهود في فلسطين أو غير فلسطين”
وعد بلفور
وبعد اللقاء ذلك بعامين، وزير الخارجية البريطاني “اللورد بلفور”، في رسالة وجهها إلى البارون “روتشيلد والتر” أحد قادة الصهاينة البريطانية يقول : حكومة صاحب الجلالة “بمعنى السعودي” ترى بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية”
الحلم بإسرائيل الكبرى
وكان الاتفاق على دعم ضمني من اثنين من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، على حد سواء من نسل يهود الدومنة الذين دعموا قضية الصهيونية، “كمال أتاتورك – وابن سعود” وينبغي النظر إلى الوضع الراهن في الشرق الأوسط في ضوء ذلك، ولكنه قد تم تطهير التاريخ من المنطقة من خلال بعض المصالح الدينية والسياسية لأسباب واضحة.
وبعد الحرب العالمية الأولى، سهل البريطانيون وصول الدومنة الى السلطة بنظام آل سعود في الحجاز ومحافظات نجد بعد الامبراطورية العثمانية، وانشأت الدولة دين الوهابية الجديد لآل سعود.. وكما الدومنة الكمالية في تركيا، قد بدأت الوهابية بالتحرك ضد المعتقدات والمذاهب الإسلامية الأخرى، بما في ذلك الشيعة، وقد إنجزت الوهابية وآل سعود وكمالية الدومنة في تركيا بتحقق شرق أوسط مكسور معد وجاهز لتصامييم الأمبريالية الغربية ووضع حجر الأساس لإنشاء الدولة الصهيونية “إسرائيل الكبرى”.
حقيقة الوهابية
عندما ألف ناصر السعيد كتاب “تاريخ آل سعود” والعلامة الشيخ محسن الأمين كتاب “كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب” وفضحوا حقيقة آل سعود ثم قتلوهم وحاولوا إخفاء وإحراق كتاباتهم كي لاتنكشف حقيقة آل سعود.
وتأكيداً على ذلك نتسائل.. لماذا يكفّر السعوديون المسلمين عامة والشيعة خاصة ويستحلون دماءهم وأعراضهم وأموالهم ؟، لماذا لم يحارب السعوديون إلا العرب ولم يخربوا إلا ديارهم ولم ينتهكوا إلا حرماتهم؟، لماذا وقف السعوديون هذا الموقف المخزي من كارثة فلسطين فكانوا حربا على أهلها؟،
لماذا أبى ملكهم عبد العزيز بن سعود أن يهدد بقطع النفط يوم كان التهديد حاسماً في منع تقسيم فلسطين؟، لماذا رفض أن يساهم بدينار واحد في انقاذ الأرض المقدّسة؟، لماذا رفض أن يبعث جيشاً سعودياً مع جيوش العرب الداخلة إلى فلسطين؟
لماذا كان هذا الجندي السعودي جاهزا للهجوم على أي بلد عربي يقف موقفا حازماً ضد الاستعمار؟، لماذا أنشأ الإستعمار آل سعود في بلاد الحجاز؟، كيف يفتون مشايخ الوهابية بالقتل والتحريض على المسلمين ولم نر لهم فتوى واحدة ضد إسرائيل؟!
الاجابة.. لقد كانوا في الحقيقة يدافعون عن أبناء دينهم اليهود، وهاهو الدليل القطعي على لسان الرئيس السابق للدولة اليهودية “إسحاق بن زفي” في كتاب “الدونمة” بالعبرية صفحة 232 قائلاً: ((هناك طوائف دينية لا تزال تعتبر نفسها جزءاً من بني إسرائيل.
رغم اختلاف أسلوبهم عن الشعب اليهودي، لكنهم استمروا على إقامة شعائر الدين اليهودي، ومن هؤلاء طائفة السامريين وطائفة هامّة أخرى هي الوهابية وهي مسلمة في الظاهر إلا أنها تقيم الشعائر اليهودية سرّا))
وبهذا نكون قد عرفنا الجواب عن التساؤلات السابقة.. فهل عرفتم أيها العرب والمسلمون لماذا لم تتحرر فلسطين ؟.. وهل عرفتم لماذا الوهابية كان هدفها القضاء على الإسلام والعروبة؟
لأنها ببساطة هي يهودية هدفها حماية إخوانهم اليهود.. فهل بعد هذا شك في الوهابية أنها ليست على الإسلام بشيء.؟
___________
المشهد اليمني الأول
11 نوفمبر 2020م