المشهد اليمني الأول/
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن هناك مخاوف من إمكانية أن يقدم الرئيس الأمريكي الخاسر دونالد ترامب على إفشاء أسرار خطيرة اطلع عليها خلال فترة حكمه للولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن مسؤولين سابقين وحاليين عبروا عن مخاوفهم العميقة من هذا الأمر.
وأوضحت الصحيفة، أن جميع الرؤساء يغادرون وفي جعبتهم أسرار خطيرة، منها ما يتعلق بإجراءات إطلاق الأسلحة النووية، وقدرات جمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك هوية عملاء أمريكا في عمق أنظمة الدول الأخرى، فضلا عن برامج تطوير أسلحة جديدة ومتقدمة.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون إنه لم يخش أي رئيس جديد على الإطلاق من أن سلفه قد يكشف أسرار البلاد كما يجب على الرئيس المنتخب جو بايدن أن يفعل.
واعتبر التقرير أن ترامب لديه تاريخ من الإفصاح عن أسرار، لكن الأخطر من ذلك أنه سيخرج من البيت الأبيض وهو حانق على النظام الأمريكي، لا سيما مع اعتقاده بأن “دولة عميقة” تآمرت ضده.
وفي السياق، أكد “ديفيس برييس”، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”، في حديث للصحيفة، أن وجود شخص ساخط أو متضرر يشكل أكبر خطر على الأسرار، سواء أكان في منصب حاليا أو سابقا.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب للتعليق على تلك المخاوف، بحسب “واشنطن بوست”.
وكرئيس، يتمتع ترامب بإمكانية الوصول إلى جميع المعلومات السرية في الحكومة، وصلاحية رفع السرية عن أي منها ومشاركتها، لأي سبب من الأسباب، وبعد أن يترك منصبه، سيكون بإمكانه الوصول إلى السجلات السرية لإدارته، لكن القدرة القانونية على الكشف عنها تختفي بمجرد أداء بايدن اليمين في كانون الثاني/ يناير.
لكن التقرير أشار من جانب آخر إلى أن ترامب لم يكن يولي الكثير من الاهتمام للإحاطات الاستخبارية إبان حكمه، وهو ما يعني أنه غير مطلع على الكثير من التفاصيل.
وبذلك، فإن احتمالات أن يعرف ترامب التفاصيل الدقيقة للاستخبارات، مثل اسم هذا الجاسوس أو ذاك أو المكان الذي ربما تكون الاستخبارات قد زرعت فيه جهاز مراقبة، محدودة، لكنه من شبه المؤكد أنه يعرف حقائق مهمة حول عملية جمع المعلومات، وهو ما يشكل قيمة كبيرة بالنسبة للخصوم، لا سيما في الجوانب التي تتطلب موافقة من مباشرة من الرئيس.
وفي اجتماع سيئ السمعة في المكتب البيضاوي في عام 2017، أخبر ترامب وزير الخارجية الروسي وسفير موسكو لدى واشنطن بمعلومات سرية للغاية تلقتها الولايات المتحدة من حليف بشأن تهديدات تنظيم الدولة للطيران، الأمر الذي عرض المصدر للخطر، وفقا لأشخاص مطلعين، آنذاك، وهو خطأ تكرر خلال فترة حكمه، بدافع “التبجح” بقدرات بلاده، أو في إطار معركة سياسية داخلية لإحراج الخصوم.
واتفق الخبراء على أن الخطر الأكبر الذي يمثله ترامب خارج منصبه هو النشر “الأخرق” للمعلومات، لكنهم لم يستبعدوا أنه قد يتبادل الأسرار، ربما مقابل خدمات، أو للتقرب من العملاء المحتملين في البلدان الأجنبية، أو للرد على خصومه السياسيين.
وحذر “لاري فايفر”، وهو ضابط مخابرات مخضرم، من تعرض ترامب، بشكل خاص، لضائقة مادية بعد خروجه من البيت الأبيض، أو لمواقف عصيبة تجعله يبيع أسرار أو تسقطه في فخ الابتزاز.
ومن الناحية العملية، هنالك القليل الذي يمكن لإدارة بايدن فعله لمنع ترامب من كشف الأسرار، ولا يوقع الرؤساء السابقون اتفاقيات عدم إفشاء عند تركهم مناصبهم، باستثناء التلويح بورقة الملاحقة الجنائية، وهو ما سيكون أمرا غير مسبوق بتاريخ البلاد.