المشهد اليمني الأول| تقرير – محمد الباشا
“آل سعود العاجزون عن الدفاع عن أراضيهم سيجرفُهم دمُ اليمنيين، وعلى أصدقائهم انقاذُهم من الزوال”
نصيرُ اليمنيين يفارِقُ الصمتَ الرهيبَ ويُجَسّد حقّاً تضامُناً عربياً إسلامياً وُلد زائفاً
“حربُ الحقد الوهابي السعودي”.. هكذا وصَـفَ الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إيغالَ العدوان الإجرامي في القتل المروّع الذي يطحن البشر والحجر والأطفال والكبار ويُستهدف كُلّ شيء في اليمن، ما يدل على ذلك “أن الحربَ من قِبَل السعودية على الشعب اليمني لا تبدو أنها تخاضُ على قاعدة تحقيق أهداف سياسية وانما تعبر عن مستوى الحقد والضغينة والانتقام.
السيّدُ حسن الذي حَضَرَ شخصياً بين الحشود المشاركة في مسيرة العاشر من محرّم في الساحة العاشورائية المركزية في الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، تجلى في مواقفه أن ثمة بقيةً ما كانت يردد باستمرار التضامن العربي والإسلامي، هناك وربما هناك فقط في لبنان وجد اليمنيون من يشعر بآلامهم في ظل الصمت الرهيب على امتداد العالم العربي والإسلامي، وكان “في مقدّمة المعزين اليوم في لبنان هم عوائل شهدائنا، والجرحى الذين ساروا على طريق العباس (ع)، والمجاهدون الذين يملأون الميادين والساحات ولم يتخلفوا، والعائلات الشريفة في مدننا وقرانا التي تجود بأبنائها في ساحات الجهاد لتحمي السيادة والعرض”.
وفي الخطابِ الثالثِ أمام الحشود الكبرى التي كان ترفع عَلَم اليمن قال نصيرُ اليمنيين “مسيراتنا العشورائية لهذا العام هي لإعْـلَان التضامُن مع الشعب اليمني وقادته وجيشه ولجانه الشعبية”.
وإذ شَدَّدَ نصر الله “الآن على الحدود السعودية، حيث يهرب جنودهم مرّغ الجنود المقاتلون اليمنيون أنوف آل سعود في وحل السعودية”.. جدَّد تأكيدَه بأنه: “في اليمن مئاتُ الآلاف من المقاتلين الشجعان الصابرين الصامدين الذين لا تخيفهم لا الجبال ولا الصحاري وهؤلاء بشجاعتهم وبصيرتهم وايمانهم ودفاعهم عن شعبهم وأعراضهم سيصنعون الانتصار، وكما قال الامام الخامنئي في هذه الحرب سيمرّغ أنفَ آل سعود في الوحل”.
ما بين سوريا واليمن ولبنان وزّع نصر الله كلمتَه بعدَما فاجأ الحشود بحضوره الشخصي بينهم خلال إحياء الليلة العاشرة من عاشوراء في مجمع سيد الشهداء في الرويس، وطالب أمين حزب الله، ولأول مرة الدول الصديقة للسعودية أن ينقذوا آل سعود من الزوال وينصحوهم بالكف عن سفك دم اليمنيين وإلا فإن دَمَ اليمنيين سيجرفهم إلى أبد التأريخ.
وسبقت كلمةٌ أخرى ومباشرة له بضاحية بيروت الجنوبية، ليلة عاشوراء الحسين عليه السلام وفيها قال السيد حسن: إن العدوان السعودي كان يتعمد إيقاع أكبر عدد من الضحايا بالموجودين في صالة صنعاء.
وخلال اطلالته المباشرة اعتبر السيد نصرالله أن مَن كان يسكت بسبب الحرب على اليمن نطق، قائلاً: “يا عمّي اذا الأمين العام للأمم المتحدة نطق عن مجزرة اليمن، انا بدي اسكت؟”، واضاف “اليمنيون صمدوا مع صمت العالم وسكوته وخنوعه، والشعب اليمني المظلوم وقف وصمد وقاتل وثبت في الميدان وصنع الملاحم والانتصارات”.
وشدد السيد نصرالله على أن “مجزرة صنعاء فضيحة كبرى للنظام السعودي”، مشيراً إلى أن “لا حل للسعودية في اليمن الا ان تقبل بالحل السياسي”. وتابع “العدوان السعودي مصر على استكمال مفاعيل مجزرة صنعاء بأن يقتل الجرحى ويمنع عنهم العلاج، ويجب أن يقنع العالم وأن تقتنع السعودية ان لا افق لديها في معركة اليمن”، مؤكدًا أن “الذي سينتصر في اليمن هو هذا الدم اليمني المسفوك ظلمًا”.
وفيما نصحهم بعدم الاستمرار في عدوانهم على الشعب اليمني بالقول: “يجب أن يعلموا أن لا مستقبل للحرب في اليمن وانه بالإصرار السعودي على المضي بالحرب على اليمن لن تخسر اليمن فقط انما ستخسر نفسها”، أشار إلى أن “القيادة السعودية تدفع بالمملكة السعودية إلى الهاوية”، ولافتًا في الوقت ذاته إلى أن “العالم كله بدأ يستيقظ ويعي جيدًا أن كُلّ ارهاب في أي زاوية من زوايا العالم يرجع مرجعه بالفكر والمال إلى السعودية”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى مجزرة صنعاء قائلاً: “هناك عدوان سافر في وضح النهار على صالة كبيرة والناس محتشدون والعدوان كان يعرف ما يجري هناك”.
وشدَّدَ على أنه لا ينبغي الربط بين الانتخابات الرئاسية اللبنانية وبين المجزرة التي وقعت في صنعاء، قال إن: النظام السعودي قد ارتكب خطأ تأريخياً عندما تصوَّر أنه يستطيع حسم معركة اليمن ويسجل نصراً تأريخياً خلال أسابيع.
وأشار السيدُ حسن إلى أن على مدى أكثر من سنة ونصف السنة شنت السعودية حرباً ضروساً ضد اليمن، مشدداً على أن اليمنيون قد صمدوا أمام العدوان السعودي رغم الصمت العالمي تجاه ما يجري.
ولفت إلى أنه ورغم مظلومية اليمنيين لكنهم وافقوا على التفاوض لكنهم وجدوا من يطلب منهم في الكويت الاستسلام، موضحا أن عدد الجرحى الذين أوضاعهم صعبة نتيجة مجزرة صنعاء بلغ 600 مصاب بينما ترفض السعودية معالجتهم.
وحذر من أن على السعودية أن تدرك أن معركة اليمن ليس فيها أفق ولن تحقق انتصاراً فيها.
وشدّد على أن إصرار السعودية على استمرار الحرب في اليمن لن يؤدي إلى خسران اليمن وحسب وقال إنما السعودية ستخسر نفسها أيضا، فالعالم كله بدأ يعي أن كُلّ إرهاب يقع في العالم يرجع إلى السعودية.
وفيما أشار إلى أن السعودية باتت عاجزة عن الدفاع عن حدودها أمام اليمنيين، قال “يتعين على الحكام السعوديين العودة إلى رشدهم”.
وكانت المجزرة النكراء التي ارتكبها نظام آل سعود لحق المعزين في الصالة الكبرى بصنعاء حاضرةً في خطاب له ليلة التاسع من محرم، واعتبر الأمينُ العام لحزب الله أن المجزرة المروعة التي ارتكبها النظام السعودي في صنعاء، والتي هزّت العالَمَ وحتى مَن اعتدنا منه السكوت بدا مُحرَجاً، تأتي في سياق الحرب العدوانية الوحشية على اليمن وشعب اليمن من أكثر من عام ونصف العام، ولفت إلى أن هذه المجزرة “تحتاج منا جميعاً التضامن والتعبير عن المواساة والوقوف إلى جانب هذا الشعب المظلوم”.