النظام الأمريكي.. سياسة مُعدة ورئيس مُنفذ

434
منير إسماعيل الشامي النظام بايدن
منير إسماعيل الشامي النظام بايدن
المشهد اليمني الاول/

ما يميز النظام الأمريكي عن غيره من اﻷنظمة أنه نظام يقوم على منهجية سياسية ثابتة ذات خطوط عريضة يسير عليها رئيس النظام وفقا لما يملى عليه لا على ما يراه هو أو يقدره من واقع رؤيته الشخصية ولذلك فلا تختلف سياسة هذا النظام باختلاف شخصية رئيسه فسواء كان الرئيس س أو ص وسواء كان الرئيس جمهوري او ديمقراطي فلن يكون هناك فارق ملحوظ في سياسة النظام الخارجية او الداخلية

وستبقى ثابتة تسير وفق منهجية ثابتة ومعدة مسبقا تقوم على قاعدتين اساسيتين القاعدة الأولى تركز على تقدير المصالح المعنوية كالمشروع الصهيوني والهيمنة الاستكبارية وكيفية تحقيقهما وتحقيق الانسجام بينهما والماسونية هي من تتولى هذه المهمة وتشرف على تنفيذها

والقاعدة الثانية ترتكز على المصالح المادية والاقتصادية وتقوم على مبدأ الربح والخسارة وعلى عقلية التاجر الرأسمالي وبما لا يتعارض مع القاعدة اﻷولى والقاعدتين السابقتين هما من يصنعا قرار النظام الامريكي ويحددا اتجاهه وطبيعته وهما من يحدثا التغيير في المواقف السياسية الأمريكية ويبلورا مضامينها تجاه الأحداث الدولية وأهداف النـظام الأمريكي منها وكذلك الحال بالنسبة لعلاقات امريكا الخارجية وموقفها وكل احداث الماضي تشهد بذلك

ولهذه الحقائق فشخصية رئيس النظام الأمريكي لا تشكل فارق وليس لها تأثير مباشر في تشكيل سياسة النـظام الأمريكي، ودور رئيس النظام هو تنفيذ السياسة العامة للنظام، إلا أن له مطلق الحرية في اختيار طريقة تنفيذها وله أن يبدع ويبتكر في انتقاء الأساليب التي يراها مناسبة وفعالة في تنفيذ السياسة العامة للنظام.

فسواء كان رئيس النـظام جمهوري او ديمقراطي ابيض أو اسود يميني أو يساري كاثوليكي أم بروتستانتي فليس لكل هذه الصفات أي تأثير مباشر في سياسة هذا النظام الذي اعتاد السير على منهجية سياسة جاهزة ورئيس ينفذ في الماضي والحاضر وسيسير عليها في المستقبل، فلن تتغير مواقف النظام الامريكي تجاه قضية فلسطين مثلا، ولن تتغير نظرته تجاه اطماعه ومصالحة في الشرق الأوسط بسبب تغير رئيسه ولن يحيد عنها أو يعدل عن طغيانه فيها لهذا السبب.

ما يعني ويؤكد أن لا فرق بين بايدن الديمقراطي وترامب الجمهوري، ولن يرى العالم أي جديد في سياسة النظـام الأمريكي المستقبلية، إن فاز بايدن ابدا، كما لم يرى أي جديد فيمن سبقه من الرؤساء، وإن وجد فلن يختلف إلا في طريقة التنفيذ أو في الأساليب المستخدمة فهذه الأمور متروكة لرئيس النظام وله أن يبدع فيها كيفما يشاء، ويعد -دونالد ترامب- أعظم الرؤساء الأمريكيين إبداعا وابتكارا في رفد الخزينة الأمريكية بثروات طائلة خلال فترة ولايته في السنوات الأربع المنصرمة ،

وربما يظل ايضا اشهر حالب لبقرة الجزيرة ونعاجها على مر التاريخ ، والرئيس الامريكي الوحيد الذي مارس عليهم ابشع ابتزاز وحقرهم وجاهرهم صراحة بحقيقتهم وهشاشة قواهم وقالها لهم صراحة -نحن من يحمي بقاءكم وعليكم ان تدفعوا – وهذا أبرز وأهم منجز انجزه ويشهد له بذلك الكثير من الأمريكيين…
______
منير إسماعيل الشامي