المشهد اليمني الاول/
قرع مؤيدو الديمقراطي جو بايدن الأواني وأطلقوا العنان لأبواق سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية في مختلف أنحاء المدن الأمريكية بعد أن اقتنص مرشحهم الرئاسة في فوز صعب على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وبعد دقائق من إعلان كبرى المحطات التلفزيونية فوز بايدن بعد أربعة أيام حبس فيها الأمريكيون أنفاسهم ترقبا لما ستسفر عنه انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، تدفق المئات على البيت الأبيض وقد ارتدى معظمهم كمامات منعا لانتشار كوفيد-19 وذلك للاحتفال خارج سياج أمني وتردد دوي الألعاب النارية من بعيد.
وقالت دونا توماس، وهي من سكان واشنطن “كنت في الحافلة وقفزت منها للمجيء إلى هنا مباشرة، إلى البيت ألأبيض”. وأضافت “هذا شيء يستحق الاحتفال. شيء انتظرناه طويلا”.
وتم إغلاق الشوارع أمام حركة المرور في الوقت الذي نظم فيه مؤيدو بايدن مسيرات رفعوا خلالها مجموعة متنوعة من شعارات المثليين وحركة (حياة السود مهمة) والأعلام الأمريكية. وحمل البعض بالونا عملاقا لترامب على هيئة فأر.
وفي حي دوبونت سيركل القريب خرج بضع مئات في موكب باتجاه البيت الأبيض وهم يعزفون الموسيقى ويغنون ويرقصون على وقع أبواق السيارات والأجراس.
يستحق كل دقيقة
انفجرت الصيحات الصاخبة في ردهات الفندق الذي يقيم فيه مساعدو بايدن في ديلاوير. وبينما تبادل أعضاء الحملة المصافحات بالكوع والعناق في الهواء في الفندق، قال مساعد لبايدن إن الأمر كان “يستحق كل دقيقة” من الانتظار.
وكانت الشمس ساطعة في فيلادلفيا حيث جعلت النسبة التي حصل عليها بايدن وهي 80.8 في المئة مقابل 18.3 لترامب الدفة تميل لصالح المرشح الديمقراطي.
وعبر مؤيدو بايدن عن بهجتهم ورقصوا وتعانقوا في الشوارع. وغنت شقيقتان ضد ترامب في مواجهة مؤيدين له عبر الشارع.
وفي نيو أورليانز، عبرت دانا كلارك وهي أمريكية من أصل أفريقي عن سعادة غامرة. وكانت قد وقفت في الطابور أكثر من ثماني ساعات للإدلاء بصوتها لصالح بايدن، وهي تحمل طفلها ميسون (18 شهرا) بين ذراعيها.
وقالت “أنا الآن في مباراة كرة القدم التي يلعب فيها ابني الأكبر، وبدأت فورا الجري حول الملعب عندما رأيت الأنباء” .
وترددت الصيحات والهتافات وأنطلقت الألعاب النارية في حي ايست اتلانتا فيلدج وهو معقل ديمقراطي في أتلانتا مع إعلان أنباء فوز بايدن.
وقالت الممرضة إيميلي ديتل (36 عاما) المؤيدة للحزب الديمقراطي إنها تشعر بالراحة، لكنها تتوق لرؤية ما سيكون عليه رد ترامب. وقالت “لن يكون لطيفا، أؤكد لكم ذلك”.
وسارع ترامب، الذي كرر الزعم بأن الانتخابات شابها تلاعب دون أن يقدم دليلا، إلى اتهام بايدن “بالتعجل لإعلان فوزه زيفا”.
وأضاف “الانتخابات لم تحسم بعد”.
وفي نفس الوقت، لم يبد مؤيدون لترامب الاستعداد للاعتراف بالهزيمة.
وفي هاريسبرج في بنسلفانيا التي جعلت بايدن يحصل على أكثر من أصوات المجمع الانتخابي اللازمة للفوز وعددها 270 صوتا، تظاهر نحو مئة من مؤيدي ترامب المشاركين في احتجاجات تحت شعار “أوقفوا السرقة” أمام مبنى كونجرس الولاية في مواجهة عدد مماثل تقريبا من مؤيدي بايدن.
وتجمع مئات من مؤيدي ترامب على درج مبنى كونجرس ولاية ميشيجان في لانسينج ملوحين برايات عليها صور ترامب ونائبه بنس، وهتفوا “لم ينته الأمر” و”سنبقى هنا للأبد”.
وعند مبنى كونجرس ولاية أريزونا، في فينيكس، ساد جو من التوتر الشديد في الوقت الذي تجمع فيه مؤيدو ترامب بالمئات، يحمل بعضهم أسلحة نارية ويهتفون “فاز ترامب” و”سنكسب في المحكمة”. وووجهوا اللوم لوسائل الإعلام في إعلان فوز بايدن. وهتف محتج “وسائل الإعلام جزء من الانفلاب”.
وفي ضاحية بروكلين في نيويورك انطلقت أبواق السيارات ولوح الناس بقبضات أيديهم في الهواء ابتهاجا وهتفوا فرحا في الشوارع.
وقال اندرو ريفين (45 عاما) “انتهى الكابوس”. بينما قال جاره جينيث هنري (51 عاما) “بوسعنا الآن أن نتنفس مرة اخرى”.
وقالت إيمي بريسلتون (37 عاما) وهي مصصمة جرافيك حرة في أتلانتا إنها كانت تمشي مع ابنتها سيلفي البالغة من العمر عامين والتي سألتها “ما الذي يحدث يا أمي؟”
وأضافت “قلت لها إن الشخص الصالح فاز. كما أن أمرأة ستصبح الآن نائبة للرئيس. فقالت لي ‘أريد أن أكون رئيسة‘”.