المشهد اليمني الأول/
كثيرة هي التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية والاستحقاقات التي تنتظرها، عشية الانتخابات الرئاسية.
المخاوف من تهديدات حقيقية للديمقراطية هناك، لم تعد مجرد توقعات وتكهنات بل باتت حديث السياسيين والمواطنين والإعلام.
المرشحان للرئاسة يتبادلان الاتهامات بالكذب والفساد وسرقة الانتخابات وتقسيم المجتمع والمسؤولية عن موت عشرات آلاف الأميركيين.
انقسام حاد عمودياً وأفقياً وحماوة انتخابية تتخللها أعمال عنف واحتقان تترافق مع مشاهد غير مسبوقة لطوابير شراء السلاح.
تهديد ترامب بإعلان الفوز قبل الانتهاء من الفرز، والنقاش المتواصل حول احتمال رفضه مغادرة البيت الأبيض إذا خسر سيناريوهات ستترك آثارها على العملية السياسية برمتها.
في حال فوزه، سيثبت ترامب سلوكاً جديداً في الأعراف الديمقراطية، وإذا خسر سيترك ندوباً عليها.
لم يسبق أن قلق الأمريكيون يوما من غياب هكذا مشهد، رئيس سابق يصافح الرئيس الجديد ويستقبله مهنئاً بفوزه قبل أن يسلمه مقاليد الحكم للسنوات اللاحقة. مشهد معهود في الثقافة السياسية الأميركية منذ عقود بما يوحي بتجذره فيها، أو هذا على الأقل ما اعتقده الجميع.
لقد كسر ترامب منذ وصوله إلى الحكم كل عرف أو تقليد أو لعله كشف حقيقته لكن أياً يكن فإن مجرد القلق مما قد يحدث في حال عدم فوز ترامب، يوحي بأجواء مشحونة بالريبة وقلة الثقة بين الأطراف.
تشكيك ترامب في أكثر من مناسبة بنزاهة الانتخابات وإيحاءه بأنه لن يقبل النتائج أو يسلم السلطة والتخوف من أنه قد يتجه لإعلان فوزه ليلة الانتخابات، على الرغم من ترجيح الدوائر المعنية بالنتائج أن تأخذ عملية الفرز أياماً، كلها مؤشرات رأى فيها خصومه محاولة لسرقة لنتائج الانتخابات.
في الواقع لا تكمن المخاطر التي تواجه أميركا بعد إغلاق صناديق الاقتراع على مستوى المشهد السياسي بمسألة قبول ترامب أو رفضه النتائج في حال لم تكن في مصلحته، لكنها تكمن أيضا في حالة فوزه المستحق بإنه سيدخل أميركا مرحلة جديدة.
ربما ارتسمت بعض ملامحها خلال السنوات الماضية في كثير من الأمور، إلا أنها ستترسخ أكثر لتصبح البصمة الإدارية ترامبية بامتياز، وفق أهواء الرجل وتوجهاته الخاصة لا وفق قواعد سياسية صارمة كانت تتبع سابقا.
هذه “البصمة الترامبية” لن تكتفي بإدارته الرئاسية بل قد تنسحب تأثيراتها الجذرية على الحزب الجمهوري ككل وفق قيم سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة فاتحة حقبة سياسية جديدة.
في هذا الإطار، قال المحلل السابق لدى البنتاغون الأمربكي مايكل معلوف، إنّ “المواطنين في أميركا يتخوفون من موجات عنف بعد الانتخابات”.
وأمل معلوف في حديثه للميادين “بانتقال سلمي للسلطة في أمربكا لكن يبدو أنه أمل صعب المنال”، مضيفاً “ما نشهده في أميركا هو جنوح للتطرف من اليمين واليسار”.
وقال معلوف “يبدو أن الناس باتوا أقل ثقة بالمؤسسات الأمريكية لتأمين الحماية لهم”. ولفت إلى أنه “لم نشهد يوماً على تدهور الأمور كما الآن في البلاد منذ قرن من الزمن”.
كما تطرق إلى أنه ربما “ربما نضطر للانتظار أسبوعاً واسبوعين لمعرفة نتائج الانتخابات”.
الكاتب والناشط السياسي الأمريكي ستيف غولدفيلد، رأى أنه “يحيط بنا مجموعة من المخاطر مثل العنف والتلاعب القانوني”.
وذكر غولدفيلد للميادين أنّ “أعمال العنف يمكن أن تبدأ من قبل المجموعات الداعمة لترامب”، مشيراً إلى أنّ “هذه الانتخابات الرئاسية في أميركا غير مسبوقة”.
كما لفت إلى أنه “لا يعتقد أنّ الأمور في أميركا قد تصل إلى درجة الحرب الأهلية”.
وتابع غولدفيلد: “في كل مرة يشعر الأميركيون بالتهديد يعمدون إلى شراء السلاح”. كما ذكر أنّ “ترامب لا يملك أنصاراً بعدد كبير لهزيمة بايدن”.
بدوره، قال الخبير في الشؤون الأميركية رجائي المصري للميادين إنه من “الممكن تدخل المؤسسات الأميركية ومنها الجيش لإرغام ترامب بقبول النتيجة”، متوقعاً “فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية“.