المشهد اليمني الأول/
تصاعد تهريب المشتقات النفطية في شواطئ محافظة شبوة إلى أعلى المستويات مؤخراً ، وبعدما أمنت مليشيات حزب الإصلاح كافة الطرق واستكملت سيطرتها على محافظة شبوة ، تحول ميناء بئر علي في محافظة شبوة إلى ممر أمن لتهريب المشتقات النفطية من قبل تجار وشخصيات موالية لحزب الإصلاح، الميناء يستقيل اسبوعياً سفينة إلى سفينتين بترول وديزل تابعة لرجال اعمال مرتبطين بالحزب متواجدين بالخارج وتصل السفن بضوء اخضر من قيادات عسكرية كبيرة في حكومة الفار هادي وتباع في الأسواق السوداء دون ان تخضع لأي إجراءات فنية للتأكد من سلامة تلك الشحنات للاستخدام .
من خلال المعلومات التي حصل عليها ” المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية ” مؤخراً ، زاد نشاط تهريب النفط عبر ميناء بئر على الواقع تحت سيطرة مليشيات حزب الإصلاح والذي يعد احد أبرز عوامل تمسكها بشبوة، فعائداتها الشهرية تتجاوز 10 إلى 20 مليون دولار من عمليات التهريب النشطة التي تجري في الميناء، ويستهلك النفط القادم عبر الميناء في أسواق المحافظات الجنوبية وبأسعار السوق السوداء وتهرب منه كميات إلى المحافظات الشمالية التي تعاني من ازمة خانقة بالوقود جراء حجز التحالف اكثر من 20 سفينة نفط مستوردة في ميناء جيزان ومنعها من المرور الى ميناء الحديدة .
ويأتي التهريب النشط من ميناء بئر علي بسواحل شبوة بالتزامن مع تهريب كميات كبيرة من النفط الخام المنتج من حقول شبوة النفطية من ميناء النشيمية في سواحل ذات المديرية، وبمعدل سفينة إلى سفينتين وبكميات تتراوح ما بين 800 الف برميل ومليون برميل شهرياً يتم تهريب نفط شبوة الخام من ميناء النشيمية الذي اعد لتصدير النفط الخام قبل عامين وتم انشاء أنبوب نفطي من غرب عياد الى الميناء لإيصال النفط الخام بطول اكثر من 330 كم وفق التقديرات ،
وحرصا على مصالح الإصلاح رفضت سلطات مارب منح شركة( او ام في) النمساوية انشاء أنبوب بطول 45 كلم لنقل النفط من قطاع العقلة النفطي إلى غرب عياذ مكان تجميع النفط الخام للتصدير عبر الانبوب وفرضت على الشركة النمساوية نقل انتاجها عبر ناقلات خاصة بالتاجر المقرب من علي محسن الأحمر، الحثيلي ، بينما يستخدم ميناء بئر علي منذ سنوات لإستقبال المشتقات النفطية المهربة الجاهزة للاستخدام.
وخلال تقصيه عن طرق التهريب تبين له ان مهربو المشتقات النفطية المحسوبين على حزب الإصلاح يستخدمون عدة طرق للتهريب من ميناء بئر علي ونقل المشتقات النفطية عبر عشرات القاطرات البعض منها تابعة للتاجر الحثيلي المقرب من الجنرال علي محسن الأحمر، ووفقا للمعلومات فان مليشيات الإصلاح أمنت عدة طرق ترابية هامة لتهريب المشتقات النفطية عبر قواطر وشاحنات مختلفة الاحجام ، فمن الميناء نحو مارب أمنت صحراء الضويبي وطرق محاذية لها لتهريب المشتقات النفطية وايصالها الى مأرب دون أي إعتراض او مخاطر،
ومن ميناء بئر علي أمنت مليشيات الإصلاح طريق تهريب اخر يبدا في ميناء بئر علي ويمر عبر عن طريق خشم رميد وصولاً إلى الطريق الدولي الذي يصل العبر بصافر ومنه تتجه شحنات النفط المهرب نحو محافظات حضرموت الوادي والجوف ،ومن رضوم ايضاً في ظل سيطرة الإصلاح على المحافظة بشكل كامل يتم تهريب المشتقات النفطية من رضوم وعبر الخطوط الرسمية دون أي اعتراض وصولا الى ابين ومن ابين تصل الشحنات المهربة عبر شاحنات صغيرة نحو مناطق لحج والبيضاء وعدن.
تفيد المصادر ” للمركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية “، إن حزب الإصلاح سخر ميناء بئر علي لعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر وأحمد العيسي وقيادات أخرى في الحزب ، منذ سنوات طوال ، ونظراً للمصالح النفطية الكبيرة التي يحصل عليها الحزب مستعد ان يفجر حرب ضروس دفاعاً عن بقاء تلك المصالح ، ففي مطلع العام 2015 سيطر لواء جنوبي على منافذ التهريب التي كان تجار الحروب ومافيا النفط يستخدمونها كممرات امنه لتهريب المشتقات النفطية والسلاح الذي يصل عبر الميناء،
وفي سبيل استعادة طرق تهريب النفط الأمنه ، استخدم الإصلاح كل نفوذه العسكري لتدمير اللواء 19 مشاة الذي اسسه العميد مسفر الحارثي في مايو 2015، وتمكن اللواء الذي أسس من أبناء قبيلة بلحارث الشبوانية ومن منتسبي الحراك الجنوبي من السيطرة على مواقع الاستراتيجية في مديريتي عسيلان وبيحان والتي يستخدمها مهربوا النفط الموالين لحزب الإصلاح في عمليات التهريب المنظمة كصحراء الضويبي ، وجبل ولد شميس الاستراتيجي الذي يُعدّ من أهم المواقع المطلة على الطرقات المؤدية إلى بعض المواقع النفطية المهمة، بالإضافة إلى تمركزه في مناطق الخيضر، وجميع المواقع النفطية في المديرية، ومركزها، والطرقات الرئيسية التي تربط مديرية بيحان بمحافظة مأرب ، ومواقع حيد بن عقيل جنوباً، حتى طوال السادة ومشارف منطقة النقوب والخيضر وبيت منقوش.
مصادرنا أفادت انه وخلال العام 2015 ـ 2016 ، حاول علي محسن الأحمر استمالة القائد العسكري الجنوبي مسفر الحارثي قائد اللواء 19 مشاة إلى صفة ، عبر المرتزق هاشم الأحمر المسيطر على منطقة العقلة النفطية في شبوة ، لكنه رفض ، فتعرض اللواء للتهميش ورفض استيعابه من قبل حكومة الفار هادي وتهرب المنطقتين العسكرية الثالثة بعدن والرابعة بمارب من ضمه الى قوامها ، واشترط علي محسن الأحمر الولاء له مقابل دعم اللواء وضمه الى قوات المنطقة العسكرية بمارب،
لكنه رفض فتم استدعائه للرياض واثناء وصول قائد اللواء مسفر الحارثي تم احتجازه بأمر من علي محسن الأحمر وعقب تهديد قبيله باحارث بتفجير الأوضاع تم الافراج عنه واعادته الى شبوة وانتهى الصراع بإفشال اللواء وتفكيكه وسيطرة مليشيات الإصلاح على كافة خطوط التهريب التي سيطر عليها ، ليعود نشاط ميناء بئر علي بشكل اكبر، واليوم اصبح ابرز أبواب الثراء التي تغدي حزب الإصلاح .