المشهد اليمني الأول/
مقارنات ومقاربات في رحاب المولد النبوي الشريف.. مابين يمن الإيمان ودول العدوان، ومابين صنعاء الثورة والصمود وعدن الإحتلال والهوان، فرقاً شاسِعاً وأكوام هائلة من المقارنات والمقاربات المُنصفه هُنا والمُذله هُناك.. بعيداً عن العنصرية والمناطقية، إلا أن الأحداث ألزمتنا بالتفكر وأجبرنا الوضع بالتأمل في كلاهما، لنُدرك حقيقة ذاك وحقانية ذا، والواقع يعبر ويشهد بلا إقصاء وبلا زيادة أو نقصان.
يمن الإيمان بالله مؤمن وواثق وعليه متوكل ومستعين في نصرة الدين والمستضعفين، وبقيادة أعلام الهدى من آل بيت المصطفى يواجه أعتى قوى الكفر والإستكبار.. بينما دول العدوان بترامب ونتنياهو مؤمنون، وعلى النفط متوكلون في إنهاك الدين وإستضعافه وقتل وسفك دماء المستضعفين، وبقيادة ولايات أمريكا وكيان بني صهيون يواجهون دين الرحمة والشعوب المسلمة.
يمن الأنصار.. جنباً الى جنب الشعوب المسلمة والمقاومة، ضد من لعنهم الله في كتابة الكريم، ويداً بيد لحماية مقدسات الأمة الإسلامية من الإحتلال الغاصب.. بينما دول النفط جنباً الى جنب الموساد الإسرائيلي واللوبي الصهيوني ضد الإسلام والمسلمين ونبي الرحمة للعالمين، ويداً بيد في خيانة مسرى ومعراج رسول الله وإهداءه مجاناً لكيان المغضوب عليهم.
يمن الأوس والخزرج ينفق كل مايملك إحتفالاً بمولد الرسول الأعظم، بينما ملوك النفط والصحاري صرفوا ماصرفوا لأستقبال المأزومين “ترامب ونتنياهو”، بمئات المليارات الكافية لاطعام كل جوعى العالم.
يستنكرون خرقة خضراء متلألئة ترفرف في أرجاء صنعاء فرحاً بمولد من نصرة مالك السموات والأرض، ينما ممالك النفط ترفع بيارق الصهيونية إحتفاءً بقدوم ترامب المأزوم ونتنياهو وبتطبيعهم مع الصهاينة وإحتفالاً بخيانتهم لقدس المسرى..
فقالوا عنا جياع واسيادهم يكنزون الذهب الأصفر ويكتنزون الدولار الأخضر.. نعم ياهَؤلاء انتم جياع للفتنة وللدم الأحمر ولسفك الدم اليمني والعربي بالتخندق مع الظالمين.. ونحن جوعىٰ وعطشىٰ للخرقة الخضراء لأستقبال مولد علم الهدى الرمز والقائد العظيم.
نحن قائدنا ورمزنا وقدوتنا محمد بن عبدالله وامتداده اليوم السيد القائد صلوات ربي عليهم.. وانتم رمزكم وقدوتكم محمد عبدالوهاب وامتداده اليوم إبن سلمان وإبن زايد..
ترفعون صورهم في احتفالاتكم وتهتفون شكرا بني سعود وعيال زايد شكرا تركيا وقطر.. ونحن نرفع صور اعلام الهدى من شيعة اهل بيت المصطفى رضى الله عنهم ونهتف شكراً لله الواحد الأحد، كم لنا بالله وبرسوله.. وكم لكم بالأمريكي والصهيوني.
ومحلياً مابين صنعاء الولاء والوفاء، وعدن الاحتلال والهوان، صنعاء الصمود والحرية وبقيادتها الحكيمة، تحتفل بمشاركة واسعة من أحرار المحافظات الجنوبية بمولد الرسول الأعظم، مجسدةً معنى الفداء والتراحم والتألف ونبذ الفرقة ومقارعة الظالمين والطغاة والمستكبرين، بينما جنوب اليمن يحتفل بمشاركة الإماراتي والسعودي بالاحتلال الصهيوني والعثماني.
وبصورة لامثيل لها، تدفقت الجاليات والأفريقية الأجنبية المقيمة في اليمن من 20 دولة إلى ميدان السبعين، تلبيةً لدعوة قائد الثورة -يحفظه الله- في الاحتشاد لأحياء فعاليات المولد النبوي، والمشاركة في الاحتفال والابتهاج والرد على الأعداء، والى ذات الساحة بشغف الشوق للحشد تدفقت قبل ذلك جاليات فلسطين والعراق والجاليات السورية فرحين بمولد الرسول الأعظم.
وبالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بهذه المناسبة، الجالية اليمنية في نيويورك وبلدان الخارج تجسد معنى الولاء والإنتماء لرسول الله وأعلام الهدى من آل بيته بأحتفالها بمولد خير البشرية، مؤكدين رفضهم للعدوان الأمريكي على بلدهم ووقوفهم إلى جانب نبيهم وشعبهم اليمني في مواجهة قوى الاستكبار العالمي، بينما مرتزقة اليمن يجسدون معنى الخيانة والذل والهوان للغرب والإنبطاح للصهيونية في رياض العدوان وإمارات بني قينقاع.
صنعاء كم أنتِ بالوفاء شامخةً لأسر الشهداء وعائلات المرتزقة، لهم فيكِ مكان بأخلاق القرآن الكريم؟ وأسألوا جرحى مرتزقة العدوان في الهند كيف كانت معاملة جرحىٰ الأنصار لهم عند انقطاع المال عنهم في غُربّة الذل والهوان، فكان جرحى المسيرة عونا لهم، وهم كانوا بالسعودي والأمريكي وحوشاً ضارية ضدهم في الميادين.
أسألوا أسرى العدوان وجرحاه كيف كانت معاملة الأنصار لهم في الأسر،، وأسألوا أسرى وجرحى الأنصار كيف كانت معاملة العدوان وأذنابه لهم في المعتقلات.. صنعاء بمولد النور والهداية تحتفي.. وعدن بالإماراتي والسعودي تشتكي.
صنعاء بالريال والاقتصاد في صعود، وعدن هبوط بالريال والاخلاق لاصحاب الفنادق وشقق الرقص والترفيه في جغرافيا العدوان.. صنعاء تحاكم القتله والمفسدين وتلقى المجرمين والإرهابيين صرعى في ساعات من جريمتهم، وتعز وعدن ضحايا القتل والنهب والسحل والصلب والأغتيالات والاغتصاب بالجملة والغرماء احرار بقوات شرعية العدوان.
كم انتِ ياصنعاء مُتميزة وفريدة بين عواصم العرب والأعراب في أحتفالك بمولد النور وحضورك المليوني المنقطع النظير. حماك رب العرش رب العباد..
________
إبراهيم عطف الله