المشهد اليمني الأول/
بارك الأمين العام لحزب الله ا̍ڵــڛۜــېْۧــد حسن نصرالله للأمة الإسلامية مناسبة المولد النبوي الشريف.
وفي كلمةً لهُ بمناسبة المولد النبوي وآخر المستجدات السياسية قال ا̍ڵــڛۜــېْۧــد نصرالله “مهما اختلف المسلمون سياسيا وعقائديا، لكن إيمانهم برسول الله ومقامه هو من أهم نقاط الإجماع الإسلامي التي لا يمكن أن تتبدل”، مضيفًا “لا يمكن أن يتحمل المسلمون أي إساءة أو إهانة تتوجه لرسول الله”.
وأدان ا̍ڵــڛۜــېْۧــد نصرالله حادثة الطعن التي حصلت في مدينة نيس الفرنسية، مؤكدًا أن حادثة نيس يرفضها الإسلام ولا يجوز أن يحسبها أحد على المسلمين.
وأشار إلى أن كل حادثة مشابهة لحادثة نيس سابقا أو في المستقبل مرفوضة ومدانة بالنسبة إلينا كمسلمين، لافتًا إلى أنه لا يجوز للسلطات الفرنسية أو غيرها أن تحمل مسؤولية جريمة ارتكبها شخص محدد لدين هذا الشخص أو أتباع هذا الدين.
وتساءل ا̍ڵــڛۜــېْۧــد نصر الله: “لو قام رجل مسيحي بارتكاب جريمة، هل يصح أن يخرج أحد ويحمل النبي عيسى والمسيحيين في العالم مسؤولية هذه الجريمة؟، مشيرًا إلى أن أمريكا ترتكب مجازر في كل أنحاء العالم، وقتلت الملايين من الناس، هل قال أحد أن الإرهاب الأمريكي إرهاب مسيحي أو حمله للسيد المسيح؟.
وتابع بالقول: “لا يجوز عندما يرتكب شخص من أي دين جريمة، أن نحمل الدين أو النبي أو أمة هذا الدين مسؤولية الجريمة”.
وأكد السيد أن على المسؤولين الفرنسيين أن يحترموا الدين الإسلامي، وأن لا يتبعوا ترامب الذي يستخدم المصطلحات المسيئة للإسلام.
وأوضح السيد أن بعض المسلمين يرتكبون أخطاء كبيرة بحق الإسلام، وما شهدناه من أعمال إجرامية خلال السنوات الماضية هو من هذه الأخطاء، لافتًا إلى أن الأنبياء والديانات والرسل يجب أن تُحترم، حتى لو خرج من هذه الديانات من لا يحترمها.
ووجَّه السيد حسن عدة رسائل ونصائح للقادة الفرنسيين قال فيها “بدلا من تحميل الإسلام مسؤولية هذه الأعمال الإرهابية، تعالوا لنبحث عن مسؤوليتكم أنتم عن هذه الأعمال والجماعات”.
وذكر أن هناك فكر تكفيري يتبنى القتل لمجرد الاختلاف العقائدي والفكري والسياسي، وهذا الفكر قامت الأنظمة الأمريكية والفرنسية وغيرها بحمايته.
وقال السيد نصرالله للقادة الفرنسيين “الجماعات التكفيرية أنتم سهلتم مجيئها إلى سوريا والعراق، وأنتم ساعدتم على دعمها وتسليحها”، مبينا لهم أن أول من قام بعمليات الذبح هم التكفيريون الذين دعمتموهم في منطقتنا”.
وأردف بقوله “قلنا للأوروبيين منذ العام 2011 لا تكونوا جزءا من الحرب الكونية على سوريا والعراق ومنطقتنا، ولا تدافعوا عن التكفيريين، لأن هؤلاء سيرتدون عليكم وعليكم أن تحذروا من عودة الجماعات التكفيرية إلى بلدانكم”.
وأوضح السيد للقادة الفرنسيين أن “الذين نفذوا هذه الجرائم هم الذين حضنتموهم ودعمتموهم وسهلتم وصولهم إلى منطقتنا”.
وتساءل ا̍ڵــڛۜــېْۧــد “ما علاقة رسول الله والإسلام والقرآن وأمة الملياري مسلم بالجرائم التي حصلت؟.
وأشار إلى أن السلطات الفرنسية أقحمت نفسها وتريد أن تقحم أوروبا في معركة مع الإسلام لأسباب واهية وغير مفهومة. وقال إن “المسألة بدأت عندما أقدمت المجلة الفرنسية الخبيثة بنشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام، ثم تطور الأمر إلى حادثة أستاذ التاريخ الذي قطع رأسه”.
وأضاف ا̍ڵــڛۜــېْۧــد حسن “بدل أن تعمل السلطة الفرنسية على معالجة الموقف، أعلنت حربا وأخذها العناد تحت شعار “حرية التعبير” والاستمرار في الرسوم الساخرة”.
وأكد أن الادعاء الفرنسي بأن هذا العناد وتبني الإساءة للإسلام هو بسبب حرية التعبير ادعاء كاذب وغير صحيح، موضحًا أن السلطات الفرنسية حاكمت وقررت سجن الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي فقط لطرحه نقاشا علميا حول ما يسمى المحرقة اليهودية.
وبين أن هناك الكثير من الدلائل تؤكد أن الحرية في فرنسا وأوروبا ليست مطلقة، وهي مقيدة دينيا وسياسيا، لافتًا إلى أن كل معركة فرنسا الآن تستند على أساس غير واقعي وهو ما يزعمونه من حرية التعبير المطلقة.
كما تساءل “لماذا تقف حرية التعبير عند معاداة السامية؟”.
وقال ا̍ڵــڛۜــېْۧــد حسن إن “حرية التعبير عندما لا تقف عند كرامة أحد فهي تفتقد إلى القيمة الأخلاقية والإنسانية”.
وأوضح للقادة الفرنسيين أن المسلمون لا يبحثون عن معارك جديدة، بل يعملون على تخفيف العداوات.
وأضاف للقادة الفرنسيين “عليكم أن تفكروا في كيفية معالجة هذه الخطيئة، والإصرار على الخطأ هو انجرار مع مطالب الإرهابيين الذين يريدون تفجير كل الساحات”، مؤكدًا أن الإساءة لكرامتنا وكرامة نبينا لا يمكن أن يقبل بها مسلم في العالم.
واستطرد قائلا “حتى الأنظمة في العالم العربي والإسلامي لا يمكن أن تغطي مسا بنبي الشعوب المقدس عندهم”.
وأكد للقادة الفرنسيين أن المعركة التي تصرون على الذهاب إليها هي معركة خاسرة وبعيدة عن مصالح فرنسا وبدل أن تعالجوا التداعيات وتستنفروا الأجهزة الأمنية، أوقفوا السخرية والعدوان والانتهاك لكرامة المسلمين.
ودعا السيد حسن نصرالله للذهاب إلى تشريع عالمي لتجريم المس بالأنبياء والرسل والديانات السماوية، قائلًا “لا يجوز أن ندفع الأمة الإسلامية والدول الأوروبية إلى مواجهات من أجل ادعاءات سخيفة وتافهة”.