المشهد اليمني الأول/
وراء كل أسير من أسرى الجيش واللجان الشعبية حكاية من البطولة والثبات والصمود في وجه الجلاد الأمريكي وأدواته في المنطقة، ومع كل أسير قصة لا تنسى من الممارسات الغير إنسانية التي اصبحت نهجا وسلوكا لكل ما له علاقة بأمريكا وإسرائيل سواء عن طريق عملائهم في المنطقة وفي الداخل اليمني أو عن طريق أدواتهم الإجرامية المسمى القاعدة وداعش والتي هي أذرع مخابراتية صهيوأمريكية.
إن شعبنا وهو يستقبل دفعة من أسراه بعد سنوات قضوها داخل سجون العدوان وأدواته يقاسون ويلات التعذيب الجسدي والنفسي ليعاهد الله أن يبقى وفياً مع كل اسير كما كانوا لوطنهم ولشعبهم أوفياء وقد شهدت صنعاء خلال الأيام الماضية مراسم استقبال غير مسبوقة للأسرى المحررين على المستويين الرسمي والشعبي وكانت تلك الجماهير الوفية التي اصطفت تحيي الأسرى العائدين سوى في صنعاء أوفي المحافظات لدليل على المكانة الكبيرة للأسرى لدى شبعهم وقيادتهم ومهما تعنت العدو
فلا بد أن يأتي اليوم الذي يفرج فيه مرغما عن جميع أسرانا ومهما استمرت ممارساته الإجرامية بحق من تبقى من الأسرى في سجونه فإنه سيدفع الثمن غاليا ولن يفرط الشعب اليمني العظيم في كرامة وحرية أسراه مهما مارس العدو من ضغوطات فما دام وملف الأسرى على اولويات واهتمامات قائد الثورة السيد عبد الملك فلا قلق..
صفقة تبادل هي الأولى من نوعها
على وقع تقدم الـجيش واللجان المتسارع في مختلف جبهات العزة والجهاد المقدس خاصة جبهة مأرب كان العدو يحسب الدقائق والساعات للحظة سماع الخبر المدوي بتحرير مأرب فلا يكاد ينام ولا تبرح هواجس الهزيمة تتخايل أمام خواطره فتهتز لها كل فرائص جسده، إنه لا يستطيع تحمل وجع الهزيمة هذه المرة لأنها ستكون أكبر من حجمه رغم ما حشده ورغم سمعته وجبروته العسكري لكن الهزيمة هذه المرة ستكون ثلاثية الابعاد هزيمة لم يحدث مثلها في التاريخ إذا ما قورنت من زوايا القدرات العسكرية والإمكانيات المادية ،
إذا فلتتحول قضية دخول مأرب إلى قضية دولية وليجمع مجلس الأمن ليفعل ماعجز عنه الحصار والنار ولكن المجلس الذي شرعن العدوان لم يعد بيده إيقافه فإيقاف الحرب أصبح شرطها الوحيد انصاف الشعب اليمني واحترام قراره السيادي.. نعم إن المحاولات هي مفتاح النجاح ولكنها في مثل هكذا قضايا مجرد “سلوى خاطر”
كما في المثل الشعبي فنجد بريطانيا تشتغل على كافة المستويات الإعلامية والدبلوماسية وتطلق تصريحات فيها تهديد مبطن فيرد عليها اليمنيون ساخرون ” من تهددونهم هم من جعلوكم تبحثون عن قشة الغريق” وهكذا تحولت معركة مأرب إلى قضية دولية وأصبحت الرسائل السرية والعلنية تنهال على صنعاء والوساطات الدولية تتزاحم وكلها حول هدف وغاية واحدة نريد إيقاف تقدم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مدينة مأرب ولنعد إلى الصراع على طاولة المفاوضات السياسية وسنجعل من الممكن نجاح الاتفاقيات والانفتاح نحو حل سياسي..
كانت الإجابة الحاسمة دوماً سنحرر كل شبر من أرضنا ولكن لا مانع لدينا من إنجاح أي اتفاقية ونحن منفتحون على الحل السياسي العادل هذه المفردات هي ما استقرت في مسامع الوسطاء والمفاوضون.. فلم يعد هناك من أوراق يمتلكها العدو سوى ورقة الأسرى ليحاول من خلالها عمل الممكن لتلافي فضيحة كبرى أو على الأقل تأجيلها..
ملف الأسرى يعود إلى الواجهة ورئيس لجنة الأسرى والوفد المرافق له يصل جنيف
المبعوث الأممي مارتن غريفث ـ كالمعتاد ـ هو بطل المهمات الصعبة بالنسبة للتحالف الإجرامي وكوز الاحتياط عند وقوع أي كارثة بهم فمجرد ما تحدث أمامهم أي هزيمة سرعان ما يطير إلى صنعاء لممارسة الخداع وتنفيذ أجندات العدوان ولكن بعد أن نفد صبر صنعاء أقفلت أمامه الباب وأصبح موظف بلا عمل حتى طفت قضية مأرب ليتم استدعائه من قبل دول العدوان ولكن هذه المرة مع التعهد له بالالتزام بإطلاق مجموعة من الأسرى وليكن أغلبهم ممن تم اعتقالهم في الطرقات أو خارج الجبهات القتالية ..
وهو ما تم فعلا إذ تم الاتفاق على إطلاق قرابة …………… اسيرا من الطرفين بينهم 671 أسيراً محسوبين على الجيش واللجان الشعبية وهذا الاتفاق يعتبر الأول من نوعه وبعد سنوات من مماطلة العدوان وتهربه.
صنعاء تستقبل أسراها بالسجاد
وفي صورة تجسد الاهتمام والتقدير العظيم للأسرى الأبطال وتقديرا لتضحياتهم وصبرهم كان استقبالهم بصورة لائقة مشرفة وبسط لهم السجاد الأحمر في مطار صنعاء الدولي واستقبلهم الشعب اليمني بالسلام العسكري والوقفة الشعبية الكبرى وامتدت صفوف المواطنين من ساحة المطار حتى ما بعد جولة الجمنة
كما أقامت الهيئة العامة للزكاة احتفالا رسمياً تكريمياً للأسرى ومنحهم هدايا تكريميه وايضاً تعهدت بإقامة حفل زواج جماعي لمن لم يتزوجوا بالتزامن مع احتفال شعبنا اليمني بالمولد النبوي الشريف
الإفراج عن الأسرى ترجمة عملية لاهتمام قائد الثورة
لا يكاد يمر خطاب من خطابات السيد القائد دون أن يدعوا دول العدوان للإفراج عن الأسرى واحترام الوضع الإنساني لهم ومراعاة ظروف أسرهم وفي كل خطاب يبتهل إلى الله أن يفك أسرهم ما يؤكد على أن السيد القائد يعطي الأسراء أولوية قصوى بل أنه أطلق مبادرة الكل مقابل الكل ورفض العدوان وقبل ذلك أطلق مجموعة من الأسرى في فترات مختلفة ومن جانب واحد أبرزهم الجندي السعودي موسى بن شوعي عواجي الذي كان مصابا بفيروس الكبد، كما تمكنت لجنة الأسرى من إجراء تبادل أسرى بجهود قبيلة ومحلية، وهذا كان باهتمام ورعاية وتوجيه من السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)..
الأسرى .. يرفعون أسمى آيات الشكر للسيد القائد
وكمبادلة الوفاء بالوفاء رفع الاسرى المحررين آيات الشكر والامتنان والعرفان للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على ما أولاه من اهتمام ومتابعة لهم حتى كللت جهوده بالنجاح وتم الافراج عنهم مؤكدين أنهم على العهد أوفياء لتضحيات الشهداء العظماء وفي مواجهة العدوان الإجرامي داعين إلى التوجه إلى جبهات القتال لمواجهة المعتدين المجرمين.
بندقية الجيش واللجان الشعبية
لطالما كانت بندقية الجيش واللجان هي الوازنة التي تعيد تحجيم سعار العدوان الإجرامي ليتناسب وحجمه الحقيقي ولقد كان لبندقية الجيش بعد الله وجهود القائد الإسهام الأكبر في الإفراج عن الأسرى وإرغام العدوان على الإذعان لشروط الوفد الوطني، كما كان الضغط الكبير على العدو في الجبهات هو عامل حاسم في إطلاق سراح الأسرى فلولا بندقية الجيش وحكمة قائد الثورة لمارس العدوان كالمعتاد التعنت والهروب والاستغلال الرخيص لورقة الأسرى..
ممارسات إجرامية .. وثبات منقطع النظير
لم تخلوا فرحة خروج الأسرى من دهاليز المعتقلات السرية وغياهب سجون الغزاة ومرتزقتهم من منغصات فقصص الأسرى عن حجم إجرام العدوان وأدواتهم وممارساتهم الإجرامية بحقهم يشيب لهولها الوالدان، فتلك المشاهد الإجرامية والانتهاكات الصارخة التي شاهدناها سابقاً بحق أسرى تم قتلهم وهم جرحى وآخرين قطعت أطرافهم وصولاً إلى الأسير عبد القوي الجبري الذي دفنوه وهو ما يزال حيا لم تكن الا غيضا من فيض الإجرام بحق الأسرى داخل معتقلات يديرها أشخاص بنفسيات يهودية حاقدة وقلوب تحجرت فروايات الأسرى عن ما رأوه ولاقوه تحتاج إلى مجلدات لتوثيقها على أن ما نشر حتى الآن شيء لا يذكر
فوفقاً لتقرير صحفية يروي مجموعة من الأسرى صنوف من أنواع العذاب الذي واجهوه داخل سجون ومعتقلات العدوان فمنهم من تركوا جراحه تتعفن ومنهم من عذبوه حتى الموت أما اساليب التعذيب التي مارسها العدو بحقهم فالصعق الكهربائي وصب الماء البارد وقطع الطعام وتلويثه ومنعهم من دورات المياه وحشرهم داخل زنازين ضيقة إضافة إلى التعذيب النفسي والمعنوي ولكن كل ذلك لم توهن من عزائم الأسرى فكانوا أكبر من جبروت السجان وأعظم ثباتا من طغيانهم وحقارتهم وأقوى صمودا أمام خستهم ونذالتهم..
في المقابل كان تعامل الجيش واللجان مع أسري العدو تعامل إنساني لدرجة أن العدو حاول سرقة الكثير من المقاطع التي تظهر إنسانية الجيش واللجان الشعبية مع أسراه ونسبة تلك المشاهد على أنها من جنوده وفي هذا ما يكفي لدلالة على التعامل الراقي والأخلاقي مع أسرى العدو الذي قابله بكل جحود ومارس ما لا يخطر للإنسان على بال من اقذر الأساليب بحق أسرانا والتي لا يمارسها إلا أقوام تجردوا من كل ما يمت للإنسانية بصلة.
العدو يستقبل أسراه بمضخات المبيدات الحشرية
في صورة تدلل على الامتهان والاحتقار الذي يمارسه العدو حتى مع من قاتل معه وضحى في سبيل أهدافه استقبل العدو مرتزقته الأسرى بمضخات المبيدات الحشرية في صورة مذلة ومهينة وما كأن أولئك قدموا الكثير من التضحيات لدرجة أن يفقد بعضهم أعضاء من جسده في سبيل أن يصل العدو إلى هدفه من احتلال البلاد ونهب ثرواتها وانتهاك كرامة أبنائها فإذا كان العدو بهذه الصورة المذلة التي يمارسها مع مرتزقته فكيف سيكون سلوكه مع الشعب اليمني الرافض لتواجده في حال لو تمكن ـ لا سمح الله ـ عندها يصبح أي يمني بلا كرامة ومجرد عبد ينفذ أوامر أسياده..