صحيفة “وول ستريت” تكشف تفاصيل واقعة كانت سببا رئيسيا في التطبيع

719
صحيفة “وول ستريت” تكشف تفاصيل واقعة كانت سببا رئيسيا في التطبيع
صحيفة “وول ستريت” تكشف تفاصيل واقعة كانت سببا رئيسيا في التطبيع
المشهد اليمني الأول/

فجرت صحيفة أمريكية مفاجأة من العيار الثقيل بكشفها تفاصيل واقعة حدثت في اليمن، قالت إنها كانت السبب والحدث الذي عبد الطريق لاتفاقية التطبيع التي وقعتها الإمارات مع الكيان المحتل مؤخرا.

وفي هذا السياق كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن فرقة مهام أمريكية خاصة في اليمن قد تكون لعبت دورا في اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

التقرير الذي أعده “ديون نيسباوم” جاء فيه أن مروحية إماراتية كانت تحمل جنودا في عملية ضد القاعدة باليمن تحطمت في 11 أغسطس 2017 حيث قتل في العملية 3 جنود إلى جانب جرح سبعة آخرين منهم عضو في العائلة الحاكمة في أبو ظبي.

وحاول الإماراتيون البحث عن طرق لمساعدة الجنود ولم يجدوا إلا الولايات المتحدة التي طلبوا منها تنظيم عملية إنقاذ لهم، وخلال ساعات سارعت قوات العمليات الخاصة من أجل إنقاذ عضو العائلة الحاكمة وبقية الجنود.

وتعلق الصحيفة أن العملية أدت بطرق غير متوقعة لتعبيد الطريق أمام عملية التطبيع بعد ثلاث سنوات بين أبو ظبي وتل أبيب، وحتى هذا اليوم لم تعترف لا الإمارات أو الولايات المتحدة بدور القوات الخاصة في إنقاذ عضو العائلة الحاكمة.

وكان الأمريكي في مركز المهمة هو الجنرال ميغويل كوريرا الذي يعمل الآن مستشارا خاصا للبيت الأبيض وعضوا بارزا في مجلس الأمن القومي متخصصا بملف السياسة الأمريكية في الخليج.

“كوريرا” كان في هذا التوقيت ملحقا عسكريا في سفارة الولايات المتحدة في الإمارات وأشرف على عملية الإنقاذ في 2017 وقاد عملية الاحتفال بعودة الأمير الشاب بعد ستة أشهر، وأصبح كوريرا شخصية مهمة بين الإماراتيين خاصة الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد الذي كان عم وصهر الأمير الجريح.

وكانت علاقة كوريرا القريبة مع قادة الإمارات رصيدا لم يكن متوقعا في المحادثات السرية التي رعتها إدارة دونالد ترامب بين إسرائيل والإمارات والتي قادت إلى اتفاق التطبيع أو ما عرف باتفاق إبراهيم، ويعتبر هذا إنجازا كبيرا لترامب الذي قام بإقناع البلدين على التعاون في مجال المصالح المشتركة ومواجهة إيران.

واعترف المسؤولون الإماراتيون والأمريكيون بالدور الذي لعبه الجنرال كوريرا في المحادثات التي قادت إلى توقيع الاتفاقية في 15 أيلول/سبتمبر وحضرها وزير الخارجية، شقيق بن زايد وعم الجندي الذي أنقذته أمريكا.

وقال عبد الله بن زايد لترامب إن الجنرال “هو جزء من عائلتي” و”لم يكن هذا ليحدث بدونه”،وهو نفس الشعور لدى جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الذي لعب إلى جانب نائبه آفي بركوفيتز دورا كبيرا في تحقيق الصفقة إلا أنهما اعترفا بما قام به الجنرال.

من جانبه قال السفير الإماراتي في واشنطن، يوسف العتيبة، إن نجاح كوشنر وبروكوفيتز جاء بسبب الثقة التي بناها الجنرال كوريرا مع الإماراتيين، وتابع: “الحقيقة أن اتفاق إبراهيم احتاج لكي يتحقق عنصر الثقة والتي كانت لدينا مع ميغول كوريرا والبيت الأبيض”.

وجاءت مهمة الإنقاذ في 2017 بعد أيام من محاولة القوات اليمنية التي دعمتها الولايات المتحدة والإمارات لطرد مقاتلي القاعدة من واحد من معاقلهم القوية.

وقامت القوات الأمريكية بملاحقة القاعدة في اليمن التي اعتبرتها واشنطن من أكثر الجماعات المتطرفة من فروع القاعدة، وكان الجنرال كوريرا في بيته بأبو ظبي عندما جاءته المكالمة وفيها الخبر عن تحطم المروحية في اليمن.

ورغم بيان الإماراتيين الرسمي أن الطائرة تحطمت نتيجة عطل فني إلا أن المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن السبب غير واضح، مما يترك الباب مفتوحا لتعرضها إلى صاروخ أو أنها أسقطت بسبب هجوم مضاد.

وبالإضافة للجنود الثلاثة الذين قتلوا جرح سبعة كان من بينهم زايد بن حمدان آل نهيان، 27 عاما، وهو ابن أخ ولي العهد وزوج ابنته الذي أصيب بجروح بالغة، وعلم المسؤولون الأمريكيون لاحقا أن الشيخ زايد بن حمدان كان من بين الذين تم إنقاذهم.

ونقلت طائرتان أمريكيتان من طراز أوسبري قوات العمليات الخاصة وفريقا طبيا إلى موقع تحطم المروحية، ونقل الجرحى إلى البارجة الأمريكية باتان المرابطة في خليج عدن.

وقال بيل أربان، المتحدث باسم القيادة المركزية في الشرق الأوسط، إن جنديا مات في الطريق إلى البارجة فيما استطاع الأطباء إنعاش جندي توقف قلبه في الطريق. وأضاف أربان أن الفريق الطبي عمل 48 ساعة على الجنود الجرحى فيما اصطف الجنود الأمريكيون للتبرع بالدم.

وطلب قادة الإمارات من الولايات المتحدة السماح بنقل جنودهم إلى لاندستول في ألمانيا حيث يحتفظ الجيش الأمريكي بمستشفى عسكري هناك، واتصل قائد القيادة المركزية الجنرال جوزيف فوتيل بوزير الدفاع جيمس ماتيس الذي أصدر موافقته على عملية النقل.

ونقلت الولايات المتحدة الجنود الجرحى إلى مطار في اليمن حيث كانت تنتظرهم مقاتلة سي-17 لأخذهم إلى ألمانيا. وكان هبوط الطائرة في اليمن خطرا ولهذا هبطت في الليل وأقلعت قبل شروق الشمس.

وفي العام الماضي توقفت مسيرة كوريرا بشكاوى أنه أقام علاقات مع القادة الإماراتيين عندما كان ملحقا عسكريا في أبو ظبي دون إبلاغ مسؤوله المدني، وعزل من منصبه في نيسان/إبريل 2019.

وتوصل المفتش العام في البنتاغون إلى أنه لم يرتكب خطأ ومن ثم حصل على وظيفة في البيت الأبيض كمدير لشؤون الخليج في مجلس الأمن القومي.

وأشارت الصحيفة إلى المحادثات السرية بين العتيبة وسفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر التي جرت من خلال البيت الأبيض، وذلك بعد كتابة العتيبة مقالا في صحيفة إسرائيلية.

وفي تموز/يوليو سافر كوريرا الذي يطلق عليه زملاؤه بالهامس العربي إلى أبو ظبي واجتمع مع ولي العهد الشيخ محمد وناقشا تفاصيل الصفقة حيث أكد المسؤول الأمريكي لمحمد بن زايد أن أمريكا ستلتزم ببنود الاتفاق.