المشهد اليمني الأول/
شنت قوات تحالف العدوان السعودي، منذ أواخر الأسبوع الماضي، عمليات واسعة النطاق من غرب منطقة “الريان” المحور الأوسط بمحافظة الجوف (وسط مديرية خب والشعف) ضد مواقع أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وتمكنت خلال تلك العملية عناصر تابعة للنظام السعودي من احتلال مناطق “القوع وبرقا خليلة ” وواصل المرتزقة السعوديون مهاجمة منطقة “برقا الشرع” والسيطرة عليها.
وتحاول قوات تحالف العدوان السعودي تعويض الخسائر الفادحة في محافظة الجوف خلال الأشهر القليلة الماضية من خلال إبعاد القوات اليمنية عن منطقة وسلسلة جبال “الريان”، واحتلال المناطق الواقعة وسط محافظة الجوف، لأنهم يعرفون أنهم إذا خسروا المعركة، فإنه سينبغي عليهم الانسحاب الكامل من محافظة الجوف.
ووفق مصادر ميدانية، فلقد اندلعت اشتباكات عنيفة في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية لقاعدة “الخنجر” المهمة والاستراتيجية خلال العملية العسكرية التي نفذتها عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي في وسط مديرية “خب والشعف” (المحور الأوسط بمحافظة الجوف).
ووفقا لتلك المصادر، فقد قُتل عدد من كبار قادة وقيادات تحالف العدوان السعودي خلال تلك الاشتباكات، بينهم العقيد “عسكر المهشمي” والعقيد “فايز الضالعي”، قائد اللواء الأول في حرس الحدود، والعقيد “بشير بن صوفة” مسؤول استخبارات العمليات في المناطق الشمالية.
وبعد تقدم عناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي والقتال العنيف في المحور المركزي بمحافظة الجوف، تم إرسال مزيد من التعزيزات إلى الخط الأمامي وشن هجمات مضادة لاستعادة المناطق المفقودة حديثًا.
وهنا تجدر الاشارة إلى أنه بعد وقوع قتال عنيف، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية إلى حد كبير من وقف تقدم العناصر التابعة لتحالف العدوان السعودي والسيطرة كلياً على المناطق المحتلة حديثًا ولا سيما “برقا الشراع، وقيسين، وبليق، وجو القف، وحزمة قريشمان”.
وتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بهذه العمليات السريعة والناجحة من تأمين الأطراف الشرقية لجبل “صابرين”، وعزل المرتزقة السعوديين عن قاعدة “الخنجر” ورفاقهم المتمركزين على محور “بئر المرزوق”، وتخفيف الضغط إلى حد كبير.
ووفق مصادر ميدانية، فلقد استمر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في شن هجمات واسعة النطاق من المحورين الشمالي والجنوبي لقاعدة “الخنجر” العسكرية، ما أجبر قوات تحالف العدوان السعودي على التراجع بعد تكبده خسائر فادحة.
ووفقاً لتلك المصادر الميدانية، فقد انسحبت عناصر تحالف العدوان السعودي في نهاية المطاف من المحور الشرقي لقاعدة “الخنجر” وفروا إلى الصحراء الوسطى ولم يسمح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية للمرتزقة السعوديين بتثبيت مواقعهم في قاعدة “الخنجر” وذلك من خلال تنفيذ الكثير من الهجمات المتواصلة.
ولقد أدت العملية الناجحة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على المحورين الشمالي والجنوبي لقاعدة “الخنجر” إلى مقتل وإصابة عدد كبير من قوات تحالف العدوان السعودي، وأسر آخرين وخلال تلك الاشتباكات قتل العميد “عبد العزيز حنكل” قائد لواء التحالف 110.
وعلى صعيد متصل، كشف مصدر ميداني يتابع التطورات الميدانية في محافظة الجوف عن كثب، أنه بعد الضربات الموجعة التي وجهها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على التحصينات والتباب التي يتمركز فيها منافقي العدوان، بدأت عملية الهروب الجماعي كعادة المرتزقة في ميدان المواجهة، لتحضر عدسة الاعلام الحربي في توثيق لحظات فرار المرتزقة نحو الصحراء بأحذية عارية، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومعدات عسكرية منتشرة على طول وعرض المعسكر.
ولفت ذلك المصدر الميداني أن عملية التطهير امتدت إلى ما بعد معسكر “الخنجر” لتشمل القرى المحيطة ومنها قرية “بير عزيز”، والتي كان يتخذ منها مرتزقة العدوان معقلا لتجمعاتهم وعناصرهم وللتمترس بين المواطنين.
فيما حاولت غارات الطيران السعودي الأمريكي دون جدوى إسناد المرتزقة وتمكينهم من إعادة التموضع والانتشار في المناطق التي فروا إليها والمحاذية لجبهة الخنجر، إلا أن الغارات لم تمنع مواصلة تحرير المنطقة ومحيطها من المرتزقة والعصابات الإجرامية التابعة للعدوان.
وفي وقتنا الحالي، لا تزال مناطق “حيض” وجبال “بني جعاس وقناو وشلة وطاهان” وغيرها من المناطق الواقعة في الضواحي الجنوبية الشرقية والشرقية لقاعدة “الخنجر” (غرب منطقة وجبال الريان) تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ولكن هذه القوات حتى الآن لم تتمكن من تثبيت مواقعهم في هذه المناطق، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة.
وكان قادة تحالف العدوان السعودي يحاولون إعادة الروح المعنوية المفقودة لقواتهم من خلال تنفيذ هذه العملية واحتلال عدة مناطق، منها قاعدة “الخنجر” العسكرية في المحور الأوسط بمحافظة الجوف، ولكنها تلقت مرة أخرى ضربات قاتلة.
ومن ناحية أخرى فإن حجم المعاناة التي تعرضوا لها في الأيام الأخيرة ليست إنجازاً مقارنة باحتلال عدة مناطق، ويبدو أنه مع استمرار أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في تنفيذ هجومات مضادة، ستجبر قوات تحالف العدوان السعودي في نهاية المطاف على الانسحاب من هذه المناطق، وهو ما يمثل هزيمة كاملة لهم.
الجدير بالذكر أن نجاحات أبطال الجيش واللجان الشعبية في محافظة الجوف بدأت مطلع شهر مارس عام 2020 وذلك عقب تحرير مدينة “الحزم” الاستراتيجية (عاصمة المحافظة) وعدة أجزاء أخرى، وفي أواخر أغسطس من هذا العام تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطهير 3200 كيلومتر مربع أخرى من المناطق المحتلة في مديرية “خب والشعف”.
وحتى الآن، سيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية على 45٪ من مساحة محافظة الجوف (11 ناحية ومديرية) والتي تعتبر مناطق مكتظة بالسكان، بينما معظم المناطق الأخرى التي لا تزال قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي صحراوية في مديرية “خب والشعف” وتشكل هذه المديرية حوالي 80٪ من تراب محافظة الجوف.
ومحافظة الجوف هي البوابة الشرقية لمحافظة صعدة والعاصمة صنعاء. وتبلغ مساحة هذه المحافظة، التي تشترك في حدود تصل إلى حوالي 247 كيلومتراً مع السعودية، حوالي 40 ألف كيلومتر مربع وتبعد 170 كيلومتراً عن مدينة صنعاء