المشهد اليمني الأول/
قالت إحدى منشورات السياسة الخارجية الأمريكية في تقـرير إن أمريكا ستشهد قريباً زيادة في نفوذ إيران غرب آسيا وتراجعاً إضافياً في نفوذ جيرانها.
كتبت مجلة فارنافارز: من المعروف منذ زمن طويل أن أمريكا يجب أن يكون لها وجود وصراع أقل في الشرق الأوسط بسبب التكاليف والمخاطر القائمة، وتؤكد التطورات المثيرة للجدل في الأشهر الأخيرة حاجة أمريكا إلى التركيز بدرجة أقل على المنطقة، وقد سلطت هذه التطورات الضوء على تكاليف المشاركة وكذلك المخاطر الغريبة لنهج ترامب، بالطبع، في منطقة هيمنت فيها أمريكا لفترة طويلة، من المؤلم للعديد من صانعي السياسة والمحللين الأمريكيين قبول حقائق تدهور المصالح وبالتالي الحد من النفوذ الأمريكي.
وأضاف الـ تقـرير: التحدي الذي تواجهه أمريكا هو حماية بقايا المصالح المهمة في وقت الاستعجال والمنافسة، وبدلاً من الإصرار على النهج الفاشل يجب التركيز على الحد من المنافسة الجيوسياسية مع المنطقة، ومواجهة سلوك إيران بشكل أكثر فعالية، وحل النزاعات بالوكالة قدر الإمكان، وهذا قد يساعد في تمكن واشنطن من الحفاظ على نفوذها المهيمن وأن يكون لها صراع أقل في الشرق الأوسط دون الانسحاب الكامل.
إنخفاض أموال حلفاء أمريكا
وتابع الـ تقـرير: ووفق الدبلوماسية الإيرانية، يذهب التحليل إلى القول: “إن الأداة الأكثر فاعلية لدول الخليج الفارسي في المنافسة الجيوسياسية الإقليمية هي المال وخصوصاً أموال النفط الخليجي، التي انخفضت الآن مع انخفاض أسعار النفط”، حيث أنفقت السعودية والإمارات 30 مليار دولار لدعم حكومة الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر.
والآن اقتصاداتهم في ورطة وتواجه جميع دول الخليج الفارسي حصاراً مالياً، الآن عليهم إلقاء نظرة على المبلغ الذي يمكنهم إنفاقه في مصر والأردن، والمبلغ الذي يمكنهم إنفاقه لصدّ النفوذ الإيراني في العراق ولبنان، وكيف يمكنهم الحفاظ على مصالحهم الرئيسة أثناء السعي لتحقيق السلام في اليمن، يجب عليهم الآن التخلي عن حلم تعطيل الأعداء الأيديولوجيين وتشكيل المنطقة وفق رغبتهم.
نهج إيران الفعال
كما أردف الـ تقـرير: لقد تعلمت إيران منذ فترة طويلة العيش دون عائدات النفط ومارست نفوذًاً منخفض التكلفة في المنطقة عن طريق التحايل على العقوبات، وعندما تنتهي أزمة فيروس كورونا، سيزداد النفوذ النسبي لإيران في أماكن مثل العراق ولبنان وسوريا وسيقلّ تأثير الدول العربية، ويجعل هذا التغيير من الضروري إعادة النظر في نهج ترامب غير المثمر تجاه إيران.
وأشار الـ تقـرير إلى أن ترامب زاد من الضغط الاقتصادي والعسكري على إيران إلى مستويات عقابية، لكنه لم يطرح قط مطالب واقعية أو أوضح أيها له الأولوية، وكان الإنجاز الرئيس لحملة الضغط القصوى التي شنها ترامب هو العزلة الدولية الأمريكية أمام طموحات إيران النووية، وضغوط جديدة على الحكومة العراقية لسحب القوات الأمريكية من المنطقة.
وختم الـ تقـرير بالقول: يجب على أمريكا أيضاً إخماد نيران النزاعات الإقليمية الأخرى التي تمنح إيران وروسيا فرصتين لتوسيع نفوذهما، وقد يؤدي العجز المالي لدول الخليج الفارسي أيضاً إلى تقليل اهتمامها بالطموحات الإقليمية، الحرب اليمنية هي أفضل فرصة لأمريكا لتمهيد الطريق للتسوية، حيث تدرك كل من الإمارات والسعودية ببطء أن تكلفة مشاركتهما في الحرب اليمنية لا تطاق، فهما لم تفشلا فقط في تحقيق هدفهما المتمثل في إعادة حكومة منصور هادي، ولكنهما أيضاً قوضتا بشكل كبير استقرار اليمن والمنطقة، وهو ما يصب في مصلحة إيران.