المشهد اليمني الأول| تقارير
الخبر ليس غريبا ولا مستغربا، وهكذا عمل لا يستبعد عن ال سعود الذين كشفوا بشكل فاضح اوراق عمالتهم وتعاملهم وتنسيقهم مع الكيان الاسرائيلي بحيث انتقل التعاون والتنسيق بينهما على المسار والمصير من تحت الطاولة الى فوقها، وبدأت اللقاءات تعقد علانية ( وعلى عينك يا فلسطين والقدس وعلى عينك يا امة عربية واسلامية).
لذا ليس الهدف من المقال ان نقدم الدلائل على عمالة ال سعود، فهم عملاء اباً عن الجد المؤسس، ومهمتهم وتاسيس مملكتهم انما بني بهدف تدمير العالم الاسلامي والعربي وتشويه الاسلام لمصلحة المشروع البريطاني بداية ومن ثم الاسرائيلي الامريكي تاليا، ولكن الهدف من المقال هو اجراء مقارنة بين تمويل الملك سلمان لحملة نتياهو وتمويل معمر القذافي لحملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للانتخابات الرئاسية…
وكشف البغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، أن الاخير مول حملة ساركوزي عام 2007،بمبلغ 50 مليون يورو” ، وهو مبلغ يقارب تماما في ذلك الوقت الثمانين مليون دولار مبلغ سلمان لحملة نتنياهو.
وبالعودة الى ذلك التاريخ فان محامي البغدادي نقل عنه حيث كان في السجن في تونس.. ان “هذه الصفقة فيها وثيقة رسمية من المحفظة الإفريقية للاستثمار (صندوق سيادي ليبي يستثمر في إفريقيا من عائدات النفط الليبية) وقعها موسى كوسا (رئيس الاستخبارات الليبي السابق) بتعليمات من القذافي”.
مكمن الموضوع هو ما قاله البغدادي( بعد سقوط ليبيا والقذافي على يد الحلف الاطلسي، حيث كان ساركوزي من اشد المحرضين والداعمين لاسقاط ليبيا والقذافي)، فتساءل البغدادي حينها “لماذا تغير ساركوزي بعد أن عقدنا معه هذه الصفقة؟
لماذا هذا الحقد الذي صبه على ليبيا؟
لماذا كان أول المبادرين بالهجوم على ليبيا (مع حلف الاطلسي)؟”.
الان تكشف اوراق بنما عن تمويل الملك سلمان حملة نتياهو الانتخابية عام 2015 فهل سيخرج بعد فترة زمنية قد تكون اربع سنوات (وهي تماما الفترة بين تمويل القذافي لحملة ساركوزي واسقاط لبيبا والقذافي)، او اقل او اكثر حتى يخرج بغدادي سعودي ويقول لماذا هذا الحقد الذي يصبه نتنياهو على السعودية؟
او نرى مشهدا للملك سلمان_ اطال الله بعمره_ مشابها لمشهد القذافي وهو يجر من قبل ثوار الناتو والاطلسي ليودوا به الى مصيره الاخير؟
للاسف العرب لا يزالون مقتنعين بان المال هو كل شيء في الحياة وبه يمكن فعل كل شيء.. حتى الا لم يقتنعوا بان مصالح الدولة لا تقف عند عطايا وهدايا ومشاعر وعوطف وصداقات، تقدم لزعماء الدول ، لا يعملون بان مصالح الدول وخاصة الكبرى عندما تقتضي امرا، فان مفعول الملايين والنفط وبيع القرار والسيادة ، لا ينفع معها شيء.
ينبغي ال سعود وغيرهم ان يعوا ان حب الشعب هو اساس الحكم بعد العدل، والا فان اول هبة ريح دولية ستدفع الشعب الى الالقاء بهم في مهب الريح ليواريهم التراب في مزابل التاريخ..
فلا يستعجب ال سعود ان ، يبادر الكيان الصهيوني يوما وربما على يد نتنياهو ذاته الى ازالة حكم ال سعود اذا اقتضت مصلحته ذلك..
البعض قد يستبعد ذلك نظرا لوثاقة العلاقة بين الطرفين ، لكن احدا لا يعلم ما تأتي به الايام خاصة اذا كان نظام ال سعود عقبة امام مشروع امريكي اسرائيلي كبير في المنطقة ويجعلون منه كبش محرقة وياتون بقوم اخرين يحبوهم ويحبونهم ايضا ويتابعوا الطريق…….. فبالامس كان صدام حسين اكبر خادم للامريكيين وكذلك القذافي والرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك ومن بعدها وخلفه المعزول محمد مرسي… اين هؤلاء اليوم… ؟ الا تستعبرون..؟
الايام دول … والدول ايام