المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    التعافي الإقتصادي يسهم في “صرف المرتبات” وصنعاء تطمأن الموظفين بشأن “الرواتب السابقة”

    طمأنت حكومة التغيير والبناء، اليوم الأربعاء، كافة موظفي الدولة...

    “تل أبيب” أمام ضيق الخيارات.. قدرات اليمن العسكرية تعقد المشهد

    يدرس كيان الاحتلال توجيه ضربة اضافية لليمن وسط استمرار...

    طائرات “أمريكا” وحاملاتها: وهم القوة.. وقوة الصدمة

    لم يفطن نظام الشيطان الأكبر إلى كل النصائح والتحذيرات...

    التحدي اليمني: بين تأثير الضربات ورد الفعل الاسرائيلي

    بعد توقيع الكيان الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع...

    بندر بن سلطان.. أمير سوداء اليمامة أمير السلاح والإرهاب المفضل لدى بن سلمان

    المشهد اليمنية الأول/

    ما بين صفقة اليمامة ودعم تنظيم القاعدة والترويج للتطبيع يتأرجح الأمير بندر بن سلطان، الذي يملك تاريخا حافلا بالفساد ورشى السلاح والإرهاب، إضافة إلى مشاركته بفاعلية في الحملات الأمريكية ضد العديد من البلدان.

    لا تُذكر صفقات الفساد في العالم إلا وتُذكر معها “صفقة اليمامة” التي كان السفير السعودي الأسبق لدى واشنطن، الأمير بندر بن سلطان آل سعود، أحد أبطالها، والتي حظيت بغطاء وحماية من دوائر النفوذ في العائلة الحاكمة بالرياض.

    كما تتهم جهات أمريكية الأمير بندر وزوجته بالقيام بتحويلات مالية إلى أحد خاطفي الطائرات في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 الدامية، وأصدرت “سارة نيتبورن” القاضية الفدرالية في نيويورك حكما يطالب السعودية بتقديم 24 مسؤولا حاليا وسابقا للاستجواب بشأن معرفتهم المحتملة بتلك الأحداث، بضمنهم بندر بن سلطان.

    هذه الممارسات الشاذة لم يحتكرها بندر لنفسه فقط، بل ورّثها لأبنائه من بعده، لاسيما الأمير خالد سفير السعودية لدى لندن، والأميرة ريما سفيرة المملكة لدى واشنطن، واللذان لعبا دورا كبيرا في حملات تلميع ولي العهد محمد بن سلمان.. فما قصة بندر وعائلته؟

    صفقة اليمامة

    نجح الأمير بندر إلى حد كبير في استثمار وجود والده الأمير سلطان بن عبدالعزيز على رأس وزارة الدفاع لفترة طويلة، حيث أصبح عراب صفقات الأسلحة الغربية السعودية على مدى 20 عاما.

    وتُعتبر “صفقة اليمامة” أبرز شواهد الفساد في حياة الأمير بندر، والتي تحولت من أكبر وأضخم صفقة في تاريخ السلاح في العالم إلى أكبر فضيحة سياسية دولية، بعد أن تطاير دخان الصفقة وفضائح فسادها ما بين الرياض ولندن وعدة عواصم غربية.

    والصفقة باختصار هي سلسلة ضخمة من مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية، أُبرمت في سبتمبر/أيلول 1985″، بين الرياض وشركة “بي أيه إي سيستمز”، وتجاوزت قيمتها 43 مليار جنيه إسترليني (حوالي 56 مليار دولار أمريكي).

    ونصت الصفقة على تزويد السعودية بـ 102 طائرة حربية (72 من طراز تورنيدو و30 من طراز هوك)، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من الأسلحة وأجهزة الرادار وقطع الغيار، وبرنامج تدريب للطيارين. وبدأت شحنات طائرات “بي أيه إي سيستمز” إلى السعودية عام 1989.

    وعلى مدى سنوات طويلة، أُحيطت الصفقة بسرية تامة بطلب من الرياض، قبل أن يتمكن الإعلام البريطاني من رفع السرية عنها، من خلال التقارير التي أوردتها تباعا، وكُشف فيها حجم الفساد الذي شاب الصفقة، والمتعلقة بعمولات لأفراد بالأسرة الحاكمة السعودية.

    في 7 يوليو/تموز 2007، كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الأمير بندر بن سلطان -الذي لعب دور المفاوض عن الرياض في صفقة اليمامة- كان قد تلقى أكثر من ملياري دولار على مدى عقد من الزمن كعمولات مقابل دوره في إبرام الصفقة المذكورة.

    وحظيت الصفقة بغطاء وحماية من الحكومة السعودية، حيث استخدمت نفوذها المادي والاستثماري للضغط على بريطانيا من أجل وقف التحقيق في قضية الرشاوى التي تخللت صفقة اليمامة، وهو ما حدث بالفعل.

    دعم الإرهاب

    لم تقتصر فضائح بندر بن سلطان على الفساد المالي، بل شملت أيضا دعم الإرهاب. فالأمير الذي قضى 22 عاما، (بين عامي 1983 و2005)، في منصبه سفيرا لبلاده في واشنطن، متهم هو وزوجته بالقيام بتحويلات مالية إلى “أسامة باسنان” المواطن السعودي المقيم بالولايات المتحدة الذي يشتبه في أنه جزء من جهاز دعم خاطفي الطائرات في أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

    وتتهم جهات أمريكية بندر بن سلطان وزوجته بالقيام بتحويلات مالية إلى “إلى أسامة باسنان” المواطن السعودي المقيم بالولايات المتحدة الذي يشتبه في أنه جزء من جهاز دعم خاطفي الطائرات في أحداث 11 سبتمبر. كما كشفت تقارير أمريكية أن “باسنان كان مقربا من سعودي آخر هو عمر البيومي الذي كان صديقا لخالد المحضار ونواف الحازمي المتورطين بتلك الاحداث الدامية.

    وفي 13 سبتمبر/أيلول 2019، كشف موقع منظمة “فلوريدا بول دوغ” أن المحققين الأمريكيين عثروا في مكان إقامة “باسنان” على 31 شيكا ملغيا، تصل قيمتها إلى 70 ألف دولار، وكتبت لزوجته من حساب زوجة الأمير بندر الأميرة هيفاء الفيصل، إضافة إلى شيكات جاءت من حساب الأمير بندر نفسه، فيما وصلت بعض تلك الشيكات إلى زوجة بيومي.

    وفي 12 سبتمبر/2020، أصدرت القاضية الفدرالية في نيويورك “سارة نيتبورن” حكما يطالب الرياض بتقديم 24 مسؤولا حاليا وسابقا للاستجواب بشأن معرفتهم المحتملة بالأحداث التي أدت إلى هجمات 11 سبتمبر/أيلول أمام المحاكم الأمريكية. ومن بين هؤلاء المسؤولين الأمير بندر بن سلطان، إضافة إلى أحمد القطان أحد أهم مساعديه.

    وقالت القاضية إن أوراق المدعين أشارت إلى أنه “يرجح أن الأمير بندر لديه معرفة مباشرة” بالدور الذي كان أحد المسؤولين “مكلفا به من قبل المملكة والغطاء الدبلوماسي الذي تم توفيره للدعاة” الذين يعملون في الولايات المتحدة.

    ووصف جيمس كريندلر وهو من المحامين المدافعين عن ضحايا تلك الهجمات؛ القرار بأنه “تطور كبير” لأن السعودية لم تقدم وثائق تذكر فيما يتعلق بمسؤوليها الحكوميين الذين كانوا يعملون في الولايات المتحدة قبل الهجمات.

    خادم واشنطن عدو الشعوب

    خلال عمله كسفير في واشنطن، حظي الأمير بندر بمدخل استثنائي إلى البيت الأبيض، بعد أن نسج علاقات صداقة قوية مع كبار المسؤولين فيه، ومنهم رؤساء الولايات المتحدة، لدرجة أن أطلق عليه جورج بوش اسم “بندر بوش”.

    لعب الأمير بندر دورا كبيرا، وعبر سنوات طويلة، في ترتيب تخفيضات في سعر النفط العالمي خدمة لجيمي كارتر، ورونالد ريغان، وبوش الأب، وبوش الإبن، كما رتب بأمر من مدير السي آي إيه “بيل كيسي”، تمويل حروب أمريكا ضد الشيوعية في نيكاراغوا وأنغولا وأفغانستان وغيرها.

    ونظرا للخدمات الكبيرة التي قدمتها الرياض لواشنطن، عن طريق بندر بن سلطان، قال “ألان هيرز”، مدير عمليات وكالة المخابرات المركزية في شبة الجزيرة العربية آنذاك: “كانت المملكة بالنسبة لنا في الثمانينيات إحدى أهم الدول الحليفة لأمريكا، كانت بمثابة محور الدولاب في نظرنا وعنصرا حاسما في كثير من الأهداف المهمة”.

    وفي 2012، عُيِّن الأمير بندر بن سلطان رئيسا للاستخبارات السعودية، وكُلف بسحق ثورات الربيع العربي، التي اجتاحت العديد من البلدان العربية، لإزاحة الطغاة والفاسدين الذين جثموا على صدور شعوبهم لعقود طويلة.

    ونشرت صحيفة “ذا ديلي بيست” الأمريكية في عام 2013، مقالا وصفت فيه الأمير بندر بأنه “كبير الجواسيس في منطقة الشرق الأوسط”.

    وأوضحت الصحيفة أن بندر “عمل على الإطاحة بجميع الحكومات المنتخبة التي تنبثق من رحم ربيع الشعوب، من بينها الحكومة الشرعية في مصر”. واليوم بات الأمير بندر من أبرز أدوات محمد بن سلمان للترويج للتطبيع مع إسرائيل، والتشكيل بنضال الشعب الفلسطيني، والطعن بقضيته العادلة.

    الأمير المنبوذ

    والأمير بندر هو نجل الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد ووزير الدفاع الأسبق، أما والدته فهي إثيوبية تُدعى “خيزرانة”، كانت جارية لدى الأمير سلطان وقد تزوجها بعدما أنجبت بندر، ولم يستمر زواجهما فترة طويلة، حيث قام سلطان بتطليقها، وهو ما تسبب له في شيء من الاختلاف عن باقي الأمراء الذين كانوا ينظرون إليه بازدراء كونه ابن جارية إثيوبية.

    وتقول بعض المصادر إن بندر عندما كان طفلا لم يكن يتلقى معاملة حسنة من والده، وهذا الأمر كان له أثر بالغ في تكوين شخصيته.

    ويمتلك بندر طائرة خاصة إيرباص A- 340، كما يمتلك حديقة جليمبتون بارك، في مقاطعة أوكسفوردشاير الإنجليزية، إضافة إلى عقار مع منزل بـ32 غرفة في آسبن، في ولاية كولورادو الأمريكية. وفي يوليو 2006، كشفت تقارير أن الأمير بندر سعى إلى بيع قصره الذي يتسع لـ 56,000 قدم مربع في آسبن، بمبلغ 135 مليون دولار.

    إعجاب الأمير محمد بن سلمان بالأمير بندر وأدواره القذرة، دفعه لتعيين اثنين من أبنائه سفراء في أهم دولتين غربيتين، وهما الأميرة ريما بنت بندر سفير الرياض في واشنطن وشقيقها الأمير خالد بن بندر سفير المملكة في لندن.

    ولعب الاثنان دورا كبيرا في تلميع صورة ابن سلمان، لاسيما بعد جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018، كما اتهمت منظمات حقوقية وصحف عالمية، الأميرة ريما بممارسة التبييض الرياضي خدمة لولي العهد.

    spot_imgspot_img