المشهد اليمني الأول/
لنتحدث بانصاف عن ثورة26 سبتمبر 1962!! بعيدا عن شطحات المحبين وحقد المبغضين !!
ثورة 26 سبتمبر كانت في ايامها الاولى ثورة شعبية ضد حكم امامي ظالم له الكثير من المساوئ والعيوب ” ثورة تتوق الى مستقبل افضل وحياة اجمل!!
لكن للاسف حدث انحراف خطير في نهج الثورة بعد ايام قليلة من انطلاقتها, وتربع على عرشها مجموعة من الانتهازيين كما حدث في ثورة فبرارير 2011 التي تسلق على ظهرهاالاصلاح وال الاحمر وعلي محسن!!
معظم الثوار كانوا يريدونها ثورة يمنية صافية نقية خالصة بعيدة عن التدخلات الخارجية الا انه وللاسف كان ضمن قيادات الصف الاول للثورة جناح من المرتزقة الخانعين للنظام المصري!!
هذا الجناح هو الذي طلب من الجيش المصري التدخل في اليمن رغم نجاح الثورة وسيطرة الثوار على معظم المحافظات!!
وعندما وصلت طلائع الجيش المصري الى اليمن بعد 9 ايام للثورة ادرك الكثير من الثوار ان الثورة خرجت عن مسارها الصحيح فاحجموا عن مناصرتها , وعاد البعض الى صف الامامة عندما شعروا بالخديعة من رفاق الثورة!!
حاول الجناح المصري من الثوار حشد اليمنيين خلفهم فاستخدم اسلحة قذرة للوصول الى هذا الهدف ومن هذه الاسلحة
اثارة النعرات السلالية
فقد عمل هذا الفصيل بكل امكاناته على حرف ثورة كل اليمنيين وتوجيهها ضد الهاشميين لدغدغة مشاعر بعض القبائل لتكون خلفهم وقد قتل هذا الفصيل من الهاشميين العزل الكثير لمجرد انهم هاشميين فقط.
وكان في مقدمة هذا الاتجاه العنصري علي عبدالمغني وعبدالرحمن البيضاني!!
وقد قتل علي عبدالمغني بسلاحه الشخصي الكثير من الهاشميين العزل الذين لم يقاتلوا ولم يحملوا السلاح !!
للاسف فقد ارتكب هذا الفصيل المريض مجزرة عرقية لم يسبق لها مثيل في اليمن بحق الهاشميين رغم ان معظم من قادوا الثورة ضد الامام كانوا من الهاشميين !!
هذا الجناح تعرض لنكسة كبيرة بمقتل علي عبدالمغني بعد 12 يوم فقط من انطلاق الثورة في 8 اكتوبر 1962!!
اما السلاح الاخر الذي استخدمه الجناح المصري فقد كان اثارة النعرات المناطقية والمذهبية ضد الزيود واصحاب مطلع وتزعم هذا الجناح احمد النعمان والعديد من ثوار تعز وصولا الى عبدالرقيب عبدالوهاب الذي اتى في مراحل متاخرة ,والذي كان بعض المناطقيين التعزيين يفاخرون بانه كان يقول للرجل قول بغري (باللهجة التعزية) فاذا قال بقري (باللهجة الصنعانية) قتله !!وانضم لهذا التيار قيادات من البيضاء من ال العواضي!!
هذه القيادات المنحرفة تسببت في حرف الثورة عن مسارها الصحيح وزجت بها تحت اقدام الوصاية المصرية!! فاصبح قائد القوات المصرية في اليمن هو صاحب الكلمةالاولى والاخيرة!!
هذا الامر لم يرق لليمنيين فتصاعدت المقاومة اليمنية للوجود المصري بشكل كبير واستغل النظام السعودي هذا الحنق الشعبي ضد الوجود المصري وقام بدعمه بالمال والعتاد خوفا من وصول الجيش المصري الى اراضيه لا حبا في عودة الامامة!!
تلقى الجيش المصري خسائر فادحة في الارواح وتعرض لانتكاسات كبيرة من قبل القبائل والقوات الامامية وانحسرت المناطق التي سيطر عليها الجمهوريين كثيرا!!
وعندما شعر النعمان ان الكفة الرابحة تذهب في الاتجاه الذي تدعمه السعودية تواصل مع السعودية ونسق معها لكي توقف دعمها للاماميين وقال للنظام السعودي انه واعضاء حكومته مستعدون لتلبية كل شروط المملكة !!
وعندما علم عبد الناصر بالامر جلب معظم اعضاء الحكومة اليمنية الى مصر وحبسهم في السجن الحربي لمدة وكان يمنعهم حتى من الذهاب الى حمامات السجن للتبول ولان النعمان كان مصابا بمرض السكر فقد تبول على نفسه في السجن وقال عبارته المشهورة كنا نبحث عن حرية القول فاصبحنا نبحث عن حرية البول !!
استمر الجيش المصري في تكبد الخسائر البشرية واستمر تراجع الجمهوريين وضاق الخناق عليهم اكثر واكثر!! وعندما حدثت نكسة 67 وهزم الجيش المصري امام اسرائيل اضطر جمال عبدالناصر الى سحب جيشه من اليمن ونظرا لموقف النظام السعودي الايجابي مع مصر بعد نكستها نسق النظام المصري مع النظام السعودي للخروج من اليمن وترك ورقة اليمن للسعوديين!!
عرضت السعودية على الجمهوريين انقاذهم من ورطتهم وفك حصار الملكيين عن صنعاء اخر معاقلهم مقابل القبول بالوصاية السعوديةعلى اليمن عبر اللجنة الخاصة فوافقوا بدون تحفظ !!
فعمدت الى تفكيك الصف الملكي واثارة النزاع بين الموالين للبدر والموالين لابناء الامير الحسين والحسن على كرسي الامامة مما جعل بعض القبائل تسحب مقاتليها من حصار صنعاء ليحدث ماخططت له السعودية ولتصبح الجمهورية تحت الوصاية السعودية!! هذه هي الحقيقة المؤلمة بدون رتوش !!