المشهد اليمني الأول/
تمارس دول الاستكبار والطغيان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الترهيب والتخويف ضد خصومها والمناهضين لها ومن يتعارض مع مشاريعها وأهدافها الاستعمارية التي تسعى من خلالها إلى الهيمنة على الشعوب وفرض وصايتها على الأنظمة والقرارات في مختلف الدول حتى تلك الدول التي تدين لها بالولاء والطاعة لا تخرج من دائرة الاستغلال والابتزاز والترهيب الأمريكي كما هو الحال عليه بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي، ومن يتابع السياسة الأمريكية في تعاطيها مع ما يجري في العالم من أحداث ومتغيرات سيجد أنها تستغل كل الطرق والوسائل والأساليب الخبيثة في الصراع المتعدد بطرق يهودية تجعلها في موقع الهيمنة الدائمة على الجميع.
والإرهاب السياسي هو نوع من أنواع الحرب النفسية والإعلامية وأهم عوامل الحرب السياسية الاستعمارية التي تنتهجها إدارة البيت الأبيض بهدف إحكام قبضة أمريكا على خصومها وضمان بقاء حلفائها والدول الصديقة لها والدول المستعمرة من جانبها تحت تصرفها وطوع أمرها ، فهي تملك إمكانيات إعلامية هائلة وعناصر استخباراتية ذكية وكبيرة تشغلها في الزمان والمكان الذي تراه مناسباً بعد دراسات شاملة عسكرية واجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية ثم تنفث سمها في الثغرات التي عثرت عليها مستغلة كل العوامل والمؤثرات والسلبيات التي تحيط بأعدائها فيمكّنها ذلك من اختراق خصومها والوصول بهم إلى حالة الارتباك والقلق والتشتت فيضمن لها ذلك إضعافهم وحرف مسارهم والالتفاف عليهم بطريقة أو بأخرى قائمة على المكر والخداع حتى تجبرهم على الوقوع في شراكها الشيطانية.
وتستخدم أمريكا في صراعها مع الجميع ما عدى إسرائيل سياسية الإرهاب السياسي مستغلة نفوذها وهيمنتها على القرار الدولي وعلى مجلس الأمن وعلى الأمم المتحدة وعلى المنظمات فتعمل على توظيف الجميع كأدوات واستخدامهم كأسلحة في الحرب الشاملة التي تخوضها باستمرار ضد العرب والمسلمين بشكل خاص وضد الدول التي ترفض هيمنتها وتأبى أن ترضخ لسياستها الاستعمارية في كل أنحاء العالم بشكل عام ، وتستغل الولايات المتحدة في سبيل تحقيق أهدافها ومشاريعها الفرعونية تواجدها العسكري في المياه الدولية من خلال البوارج والسفن الحربية وعبر قواعدها العسكرية التي أنشأتها في مختلف أنحاء العالم.
قائمة الإرهاب الأمريكية والعقوبات الاقتصادية والقرارات الدولية التي تصدر من مجلس الأمن الذي يخضع لسيطرة الإدارة الأمريكية وتحريك الجماعات الإجرامية التي صنعتها وكالة المخابرات المركزية المعروفة بـ ” سي آي أي ” التابعة للجيش الأمريكي مثل تنظيم القاعدة وداعش أضف إلى ذلك الحرب الاقتصادية واللاإنسانية عبر الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية والعقوبات العسكرية والسياسية كل هذا وأكثر تستخدمه أمريكا كأسلحة في حربها الطاغوتية التي تخوضها لكي تهيمن على العالم باستمرار بمساعدة حلفائها الرئيسيين مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسرائيل وغيرها من الدول التي تتحرك وفق مشروع استعماري واحد بقيادة أمريكا.
وأي دولة أو حزب أو حركة ترفض الانصياع لأمريكا وتناهض سياستها تعمل إدارة البيت الأبيض على إدراجها في قائمة ما يسمى بالإرهاب كوسيلة ضغط ووسيلة من وسائل الحرب النفسية والإرهاب السياسي ، والأسلوب الآخر هو زراعة المشاكل والفتن والصراعات الداخلية في جغرافيا ومجتمع الدول المعادية لها عبر عملائها وعناصرها الاستخباراتية وجماعتها الإرهابية ثم بعد أن تصل بهذا البلد أو ذاك إلى حافة الفقر والجوع والصراع العسكري الداخلي
تشغل مجلس الأمن ليتخذ قرارات تضمن إدخال تلك الدول تحت ما يسمى بـ البند السابع أو تفرض عليها عقوبات سياسية أو اقتصادية معينة مستغلة انحياز العدد الأكبر من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى جانبها أو بمعنى أصح ضمن حلفها وتحت تصرفها لتمرير تلك القرارات الظالمة التي لا مبرر لها وتتنافى مع العدالة والحرية والاستقلال والإنسانية والمواثيق الدولية والشريعة السماوية.
والجميع يعرف أن أمريكا متغلغلة كالبكتيريا في كل المؤسسات والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتستطيع أن تحرك أي ملف دولي في الاتجاه الذي يخدم مصالحها وأهدافها إلى درجة أن تصرفاتها وأطماعها تبرز في مواقف الأمم المتحدة في أي قضية في العالم ، وسواء استجابت بعض الدول لرغبة أمريكا واستسلمت لنفوذها أم لا فهي تستمر في ممارسة الإرهاب السياسي بتصريحات عبر وزارة الخارجية أو عبر رئيس الدولة أو عبر مجلس الشيوخ والبنتاغون ضد هذه الدولة أو تلك أو هذا الطرف أو ذاك وتروج لتلك التصريحات والتهديدات والضغوطات التعسفية الشيطانية في وسائلها الإعلامية ذات الحضور الدولي الواسع
وتثير ضجيجاً إعلامياً وسياسياً كبير حتى تصنع هالة من الهلع والخوف في نفوس خصومها حتى تصل بالبعض منهم إلى حالة القلق والضن أنهم صاروا في عزلة وفي منعطف خطير فيهرولون لكسب ود أمريكا وإعلان الولاء لها مقابل تخليصهم مما توعدتهم به وحتى وإن فعلوا ذلك فهم قد حكموا على أنفسهم وشعوبهم بالعبودية لأمريكا والهلاك على أيديها.
ولكيلا تتمكن أمريكا من بسط نفوذها وإحكام قبضتها عبر أساليبها الشيطانية على الشعوب والأنظمة والتيارات والأحزاب والمكونات والحركات المناهضة لها وخصوصاً في المنطقة العربية والإسلامية من خلال الإرهاب السياسي والممارسات الإجرامية لا بد من معرفة أساليب أمريكا وأهدافها ومخططاتها
ولا بد من العودة إلى الله والاعتصام بحبله والاستعانة به والتوكل عليه ولا بد من القوة النفسية والمعنوية والصمود في مواجهتها في كل أنواع الصراع وتحصين الداخل من مخططاتها وعناصرها والتعاطي مع ما يصدر من جانبها من تهديدات وتصريحات بحكمة ومسؤولية وثقة كبرى بالله ولا بد من إعداد القوة العسكرية والاقتصادية والثقافية وسوف يتمكن الطرف الذي يتصدى لها على هذا النحو بعون الله من هزيمتها وإحباط مؤامراتها وإفشال مشاريعها ويتحقق له الأمن والسلام والحرية والاستقلال.
_________
زيد البعوه