المشهد اليمني الأول/
دعت مجلة ناشيونال اينترست الأمريكية مرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة الاجابة عن عدد من الاسئلة الملحة بخصوص تواجد القوات الأمريكية في سوريا .
وقالت المجلة انه مع اقتراب المناظرات الرئاسية الأمريكية يجب على الوسطاء أن يطلبوا من السناتور منذ فترة طويلة ونائب الرئيس السابق شرحاً مفصلاً حول السبب في إبقاء الجيش الأمريكي في بيئة خطرة.
حيث دخلت القوات الأمريكية بالفعل في اشتباكات مع القوات الروسية والجنود الأتراك والقوات الموالية للجيش السوري وبنفس الأهمية عليهم توضيح ما الذي يمكن أن يحققه الوجود الأمريكي المتبقي على المدى الطويل.
وقالت المجلة ان الرئيس دونالد ترامب وصف سوريا ذات مرة بأنها “رمال وموت”، وأثار التعليق الكثير من الجدل في ذلك الوقت من الخبراء والمعلقين، لكن لا يمكنك لوم ترامب على اعتبار سوريا قضية خاسرة.
واستنتجت المجلة الامريكية بعد ما يقرب من عقد من القتال تعتبر سوريا دولة فقيرة تضم أكثر من 11 مليون شخص بحاجة لكل أشكال المساعدة الإنسانية وتقول المجلة ان ما يفكر فيه ترامب بشأن سوريا نحن نعلم به جيدا لكن ماذا عن خصمه نائب الرئيس السابق جو بايدن؟
في حين أنه من المغري دفع بايدن إلى معسكر التدخل الذي لا يزال يهيمن على السياسة الخارجية لواشنطن، إلا أن النائب السابق كان في الواقع أحد المشككين الرئيسيين في إدارة أوباما بشأن ما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة في سوريا.
وتقول المجلة ان جو بايدن كان متناقضاً بشدة مع زملائه في ذلك الوقت بمن فيهم مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد باتريوس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع ليون بانيتا الذين كانوا يدفعون الى الاطاحة بالقيادة السورية.
وذكرت الصحيفة حول مناقشة جو بايدن للموضوع: “إن آخر شيء تحتاجه أمريكا هو الدخول في حرب برية أخرى في الشرق الأوسط تتطلب عشرات الآلاف إن لم يكن أكثر من مائة ألف جندي أمريكي”.
بعد أربع سنوات وخلال الأشهر الأخيرة من رئاسة أوباما أعرب بايدن عن نفس المخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة الأكثر تدخلاً في سوريا.
وتذهب المجلة الى القول: مع ذلك لا يشير أي من هذا إلى أن بايدن سيدعم الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا، في الواقع يدعم بايدن بشكل رسمي وجود وحدة صغيرة من القوات الأمريكية في شرق سوريا في المستقبل المنظور واستشهدت المجلة بتصريح له لصحيفة “وول ستريت جورنال” في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قال فيها : إن الاحتفاظ ببضع مئات من القوات لحماية الأكراد “أمر منطقي للغاية”.
قبل ذلك بشهر انتقد بايدن أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ووصفه بأنه قرار “شائن” من شأنه أن يوفر لتنظيم داعش “فرصة جديدة للحياة”.
وتقول المجلة : إن حل جو بايدن هو الحفاظ على بصمة عسكرية أمريكية صغيرة لضمان قدرة قوات العمليات الخاصة الأمريكية على منع ظهور تنظيم داعش.
وتضيف المجلة ان جو بايدن سيستغل التواجد العسكري الضعيف في سوريا في سبيل الضغط على الحكومة السورية من اجل القبول بالتفاوض على الانتقال السياسي.
إن جو بايدن ليس هيلاري كلينتون ولا يبدو أن لديه أي مصلحة على الإطلاق في الإطاحة بالرئيس السوري بالقوة، كما أنه لا يدعم صب أطنان من الأسلحة الأمريكية في أيدي ما أصبح الآن معارضة يهيمن عليها المتشددون في الشمال، ورغم كل ذلك فإن بايدن ليس على استعداد لسحب القوات الأمريكية من سوريا.