المشهد اليمني الأول/
تحت شعار “جمعة الغضب”، خرج مصريون يوم أمس في مظاهرات لليوم السادس على التوالي احتجاجا على تردي الأحوال المعيشية وهدم المنازل، لكن قوات الأمن واجهت المحتجين بالقوة، حيث أفادت مصادر بسقوط قتيلين وجرحى، كما جرى اعتقال العشرات في مناطق عدة.
وخرجت المظاهرات عقب صلاة الجمعة أمس في مناطق بالقاهرة والجيزة وفي قرى وبلدات عدة من دمياط شمالا وحتى المنيا وسوهاج والأقصر جنوبا، حيث ردد المتظاهرون هتافات تؤكد على مشروعية مطالبهم وتدعو لرحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتواصلت الاحتجاجات خلال ساعات الليل.
وأزال متظاهرون في مدينة “بني مزار” بمحافظة المينا (صعيد مصر) لافتة لـ”السيسي” كانت مُعلقة على واجهة أحد المباني، ثم قاموا بتقطيعها ودهسها بالأقدام، وذلك على غرار المشهد الشهير بتمزيق صور الرئيس المخلوع حسني مبارك في مظاهرات المحلة الكبرى بمحافظة الغربية عام 2008، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه كان بداية النهاية لمبارك.
وتصدت قوات الأمن للمتظاهرين في مناطق عدة بإطلاق الخرطوش وقنابل الغاز المدمع، وقالت مصادر للجزيرة إن الأمن اعتقل عشرات المتظاهرين في محافظتي الجيزة ودمياط.
كما ذكرت صحيفة محلية مقربة من السلطة أن السلطات اعتقلت أشخاصا بدعوى تحريضهم على قطع طريق الأوتوستراد بالقاهرة.
وقد أظهرت مقاطع فيديو متظاهرين يقطعون طريق الأوتوستراد في القاهرة قرب منطقة سجون طرة، مرددين هتافات ضد السيسي، كما خرجت مظاهرة في ضاحية حلوان جنوبي القاهرة.
وفي محافظة الجيزة، خرجت مظاهرات في قرى أم دينار والمنصورية والكداية ومنشية فاضل وكذلك في منطقتي كفر الجبل ونزلة السمان قرب أهرامات الجيزة.
وتصدت قوات الأمن لمظاهرة بمنطقة ميت رهينة في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة بإطلاق قنابل الغاز، وأضرم المتظاهرون النار في إطارات سيارات لمواجهة محاولات الفض.
وتظاهر محتجون أمام مجلس مدينة بني مزار في محافظة المنيا، مطالبين برحيل السيسي، كما تداول ناشطون مقطع فيديو يظهر إسقاط صورة للسيسي في المدينة نفسها.
وخرجت مظاهرة في قرية البواريك بمركز المنشأة في محافظة سوهاج، ردد المتظاهرون خلالها هتاف “ارحل يا سيسي”.
وأحرق متظاهرون لافتة عليها صورة السيسي في قرية منشأة العماري بمحافظة الأقصر، وهم يهتفون “ارحل يا سيسي”.
وفي شمال البلاد، تظاهر محتجون في مناطق بمحافظة دمياط، منها قرية ميت أبو غالب وقرية شطا، ورددوا هتافات عدة من بينها “لا إله إلا الله والسيسي عدو الله” و”ارحل يا سيسي” و”يسقط يسقط حكم السيسي”.
وقتل شخص خلال اشتباكات مع الشرطة ليل الجمعة السبت في قرية البليدة بالقرب من مدينة العياط جنوب القاهرة اثناء تظاهرة معارضة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب مصادر طبية.
وأكد مصدر أمني أن الشرطة “لم تستخدم رصاصات خرطوش خلال الاشتباكات في البليدة” مؤكدا أنها “استخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين”.
وبحسب مواقع ووسائل اعلام مصرية وعربية قريبة من جماعة الاخوان المسلمين، شارك عشرات في تظاهرات معارضة للسيسي في عدد محدود من القرى المصرية.
ونفت وسائل الاعلام الموالية للحكومة المصرية وقوع تظاهرات ونقلت بثا مباشرا يظهر استمرار الحياة بصورة طبيعية في معظم المدن المصرية الكبري.
وكان المقاول المصري محمد علي المقيم في الخارج والمناهض للسيسي دعا للاسبوع الثاني على التوالي الى التظاهر للمطالبة برحيل الرئيس المصري.
وجاءت دعوته على خلفية غضب في المناطق الريفية الفقيرة في مصر من غلاء المعيشة ومن حملة حكومية ضد المباني التي شيدت بدون ترخيض خصوصا على الاراضي الزراعية والتي تشمل غالبية المنازل في المناطق الريفبة وفي المناطق الحضرية العشوائية المحيطة بالمدن الكبرى..
وشهدت بضع قرى تظاهرات محدودة الاسبوع الماضي استجابة لهذه الدعوة وألقي القبض على أكثر من 150 شخصا شاركوا في هذه التظاهرات، وفق المصادر الأمنية ومحامين.
وانتشرت الاسبوع الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لتظاهرات قيل إنها تطالب برحيل السيسي وجرت يوم الجمعة 20 ايلول/سبتمبر، الا ان فريق التحقق من مصداقية ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي في وكالة فرانس برس أكد أن بعض هذه المقاطع مفبركة.
ويفرض قانون أقر في نهاية العام 2013 قيودا على حق التظاهر اعتبرت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان انها تحظر التظاهر عمليا.
وكان السيسي اطاح عندما كان وزيرا للدفاع بالرئيس الاسلامي الراحل محمد مرسي في تموز/يوليو 2013 وانتخب رئيسا للبلاد في العام التالي ثم اعيد انتخابه لفترة ثانية في العام 2018.
ومنذ أن سيطر على مقاليد الأمور في البلاد، شن السيسي حملة قمع ضد جماعة الاخوان المسلمين امتدت في ما بعد لكل أطياف المعارضة، وفق منظمات حقوق الانسان.
وطالب المحتجون بفتح الميادين العامة أمام المتظاهرين، كما طالب بالإفراج عن المعتقلين ووقف هدم المنازل وإيقاف العمل فورا بقانون المصالحات المتعلق بالعقارات غير النظامية.
وجاءت المظاهرات في أعقاب قرارات بإزالة وهدم مبان قالت الحكومة إنها بنيت بالمخالفة لقوانين البناء، وأقرت الحكومة غرامات باهظة للتصالح لتجنب هدم المنازل، في حين شهدت قرى عدة مواجهات بين الأهالي الغاضبين وقوات الشرطة المكلفة بتنفيذ الهدم خلال الشهر الحالي.
وتحدثت تقارير صحفية عن وجود حالة من الاحتقان والغضب المكتوم لدى المصريين بسبب قرارات لرفع أسعار المواصلات والمحروقات والكهرباء بشكل متوال، مع ثبات الدخول.
وتجاهل الإعلام المحلي تغطية المظاهرات، في حين قال مذيعو الفضائيات الرسمية والمملوكة لشركات تتبع أجهزة أمنية ورجال أعمال مقربين من النظام إن المظاهرات محدودة، وإن الفضائيات المصرية بالخارج تتعمد تضخيمها.
صور