المشهد اليمني الأول/
لكل ثورة أهداف ورمز قائد وثائرين ونهج مُعلنْ ومُستمر فكانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والأنتقال من النظام الملكي الي النظام الجمهوري وبخطاب ثوري تحرري وباهداف ستة
أهداف الثورة لم تتحقق بعد 58 عام
الهدف الأول
“التحرر من الأستبداد والأستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وازالة الفوارق والأمتيازات بين الطبقات”
اليوم في الذكرىٰ 58 للثورة الأستبداد أكثر توحشاً من ذي قبل فمن ثار عليهم الشعب اليمني في 11 فبراير 2011م و21 سبتمبر 2014م وقبل ذالك من طردهم الشعب اليمني من جنوب اليمن بثورة 14 اكتوبر 1963م.
وبعد احداث 13 يناير 1986م، يريد الخارج إعادة فرضهم بالقوة القاهرة على الشعب اليمني وبشرعية شخص ديكتاتور اختزل الشعب والجمهورية المعتدله بمسمى”هادي” بالإستقوا بدولة اسمها السعودية، التي حشدت تحالف عالمي وبشرعية امريكا المهيمنة على القرار الدولي كسابقة لم تحدث في تاريخ الشعوب ان يحكم شخص دولة من المنفىٰ طوال خمس سنوات واكثر.
وباستبداد رسمي عالمي مخالف للنظام الجمهوري القابع اليوم في القصر الملكي السعودي للحفاظ على امتيازات عائلات معدودة تابعه للخارج، وعلى حساب 26 ستة وعشرين مليون يمني، واقع تحت عدوان ودمار وحصار، وانعدام الخدمات حتى للمحافظات الغنيه بالنفط مثل محافظة حضرموت القابعة تحت احتلال العدوان وازلامه، ولهدف الافقار والتركيع والتمزيق والتقسيم والانبطاح للاستبداد الصهيوني في تل ابيب.
الهدف الثاني
“بناء جيش وطني قوي لحماية الثورة ومكاسبها”
بعد 58 عاما من الثورة اصبح الجيش اليمني مُنقسم ومعظمه موالي لخارج العدوان وبمخالفة لليمين العسكري والولاء الوطني وبنود الدستور والنظام الجمهوري، فأمسىٰ البعض من الجيش بالولاء لاشخاص واحزاب.
فجزء من الجيش يتبع الجنرال علي محسن الاحمر سفاح الحروب الأهلية اليمنية، وحاضن التوحش التكفيري الوهابي، وجزء تابع لعائلة عفاش بالوراثة، وجزء تابع للخائن هادي وجزء تم اقصائهم وتهميشهم وخليك بالبيت بعد حرب صيف 1994م.
ومع العدوان اصبح الجميع تحت أمر الضابط السعودي والأماراتي وقبلذالك كان السفير الامريكي بالتعيين والاقالة لكبار القادة وهيكلة الجيش وتدمير الأسلحة الاستراتيجية الدفاعية بأستثناء من رحم ربي بالجيش واللجان الشعبية.
الهدف الثالث
“رفع مستوى الشعب أقتصاديا وأجتماعيا وسياسيا و ثقافياً”، على المستوى الأقتصادي عشرات المليارات من اموال الشعب اليمني المنهوبة من العائلات الحاكمة تم نقلها للخارج من قبل ومن بعد العدوان على صورة ارصدة مالية في بنوك الغرب التي يتحكم بها اسهم الراسمال الصهيوني بالاستثمار او بالتجميد نظريا بالعقوبات الدولية.
وهناك اموال تحولت الى استثمارات وعقارات في الامارات والسعودية والاردن ومصر وبريطانيا وجيبوتي واثيوبيا وتركيا كنوع من انواع تجويع وافقار الشعب اليمني للتركيع والتقسيم والتطبيع، بنفس العائلات الحاكمة والناهبة والمسيطرة على الاعلام والوظيفة العامة والجيش.
فانخفض مستوى الوعي السياسي فالاحتلال العثماني هو خلافة والعائلة العفاشية هى الجمهورية، والتكفيرالوهابي واصنافه وانواعة هو الاسلام، فقالوا ان العدوان لاعادة اليمن للحضن العربي فامسوا هم في احضان الصهاينة، ومستوئ التعليم انتشر افقياً بالمباني والعمارات ولكنه تقزم عمودياً بالإنسان.
فبعض من خريجي الجامعات لا يستطيع التمييز بين حرفي “السين وحرف “الصاد” وحرفي “العين والهمزة”، وحرفي ” الضاد والدال”، وامسىٰ الشعب اليمني يأخذ ويتشرب ويرضع التاريخ والثقافة والوطنية والثورة والدين من قنوات اعلام صهاينة العرب التابعين للغرب والمنبطحين للعدو بالتطبيع.
الهدف الرابع
“إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد انظمتة من روح الاسلام الحنيف”، وبدلا من ذالك تسلل الخارج وغزا واستوطن الداخل بإسم الاسلام الوهابي والاسلام العثماني الاخواني فهم الاسلام والديمقراطية والخلافة والربيع والثورة.
فانتشر التكفير وخطاب النعرات وثقافة الكراهية بالعنصرية والمناطقية والتشطير ولثقافة السفارات وخريجي دورات ثقافة الحياة لمعاهد التنمية الامريكية واللغات الانجليزية والتركية اسهام في ثقافة تغريب المجتمع وتكريس مفهوم الشعب الاستهلاكي الذي يتأثر ويتلقىٰ فقط لاغير دون إن ينتج ويؤثر ويحمي.
الهدف الخامس
“العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة”، والوحدة الوطنية اهتزت بعد انشقاق المشائخ عن ثورة 26 سبتمبر في اغسطس 1965م، وترنحت باحداث اغسطس 1968م وتلقت ضربات مؤلمة بحروب المناطق الوسطي 1980م وحروب صعدة الستة 2004م.
وتمزقت بااحداث عدن يناير 1986م و تشتت بحرب صيف 1994م وانقسمت بعدوان مارس 2015م والخارج كان وراء كل الاحداث السابقة وخلال ذالك ظهرت مفردات ومصطلحات تمزيق الوطنية اليمنية الكاملة مثل جمهوري و ملكي ثم جمهوري متطرف و جمهوري معتدل.
وبرغلي وزيدي وشافعي ولغلغي وجبلي ودحباشي وكهنوتي وسُني وهابي وشيعي وزيدي وبعد تمزيق االوطنية اليمنية يراد اليوم بعدوان 2015 تقسيم جغرافيا اليمن بنفس الادوات الداخلية وبالوراثة التي تتأبط اليوم مفردات المجوس والروافض والكهنوت بعد مفردات القرن العشرين.
الهدف السادس
“احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الأيجابي وعدم الأنحياز والعمل على اقرار السلام العالمي”
الامم المتحدة اليوم مُخترقة بالسياسة والثقافة ومنظمات الأغاثة وانعكس ذالك سلبا على اليمن، فبذور الزارعة تلوث التربة والنبات بالامراض والحيوانات مصابة وتنشرالامراض القاتله للثروة الحيوانية والاغذية والادوية فاسدة منتهية.
فاحترمنا الامم المتحدة والامم المتحدة لم تحترم اليمن وحتى اليوم لم يصدر مجلس الامن قرار يقضي بوقف اطلاق النار والاستبداد العالمي والاقليمي مستمر لفرض الامستبداد الداخلي المُتدثربالجمهورية والدين وحقوق الانسان ونوبل اللاسلام.
ثورة 26 سبتمبر بدون قائد ورمز فتعدد القادة والتوثيق معدوم
سجل التاريخ إن ثورة 26 سبتمبر لم توثق البديات والتاريخ فقائد ورمز الثورة مجهول في الذكرئ ال 58 للثورة، وكل ماو صلنا عن الثورة كتابان ومذكرات “سامي شرف” مدير مكتب الزعيم جمال عبد الناصر القائل في مذكراتة بأنه كان يتواصل مع الطلاب اليمنيين الدارسين في الجامعات والكليات العسكرية والمدنية للتنسيق لغرض قيام الثورة في اليمن والقائم باعمال السفير المصري في اليمن محمد عبد الواحد كان على تواصل مع الضباط الاحرار اليمنيين لتحديد ساعة الصفر لقيام الثورة ثم دعم مصر عسكريا وسياسيا لثورة اليمن.
كتابان لثورة 26 سبتمبر
والكتابان هما مذكرات شخصية اكثر من توثيق للثورة حسب وصف البردوني لها، الكتاب الاول للواء الجائفي القائل بإنه هو قائد الثورة وكيف يكون القائد وهو في ليلة الثورة كان في الحديدة يزاول عمله كمدير لميناء الحديدة، والكتاب الثاني للواء جزيلان والقائل بانه هو قائد الثورة وكيف له إن يكون القائد وهو ليس في مركز القرار الاول بعد الثورة.
والمشير عبد الله السلال اول رئيس للجمهورية كان لايعلم بالثورة وفي ليلة الثورة تعاون السلال مع الثوار بفتح قصر السلاح لهم فاصبح اول رئيس للجمهورية وهو كان في اليوم السابق من اركان النظام الملكي الأمامي
والناصريون بالقول إن الملازم علي عبد المغني هو القائد الفعلي للثورة وهذا يناقض التراتبية العسكرية بوجود رتب عسكرية اعلى من رتبة ملازم التي تنقاد لرتبه نقيب ولاتقود رتبة مقدم وعقيد واستدل الناصريين بمبررات اخرىٰ غير مُقنعه بقولهم ان علي عبد المغني قام بزيارة مصر قبل الثورة بعام والتقى بالزعيم ناصر للترتيب لقيام الثورة.
وبعد ذالك اصبح المغني ضابط تواصل بين الضباط الاحرار والقائم باعمال السفير المصري باليمن وبعد الثورة ترك القائد مقر القيادة والعاصمة السياسية وتوجه للجبهة للقتال وهذا لايكون مع قائد الثورة.
الجمهورية حقنا
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان يقول الجمهورية حقنا وكيف له إن تكون الجمهورية حقه والثورة قامت وهو قابع في سجن حجة بل هو اول من انشق عن الجمهورية وانقلب عليها في اغسطس 1965م.ولاحقاًرفض دستور وحدة 22 مايو 1990م التي انتهت في يوليو1994
ثوار 26سبتمبر من الخنادق الى السجون والمعتقلات والتغييب
بعد قيام الثورة وبفعل الخطاب الثوري العالمي لليسار الروسي والصيني والقومي العربي الناصري والبعثي السوري تقاطر الى صنعاء الثوار من الجنوب والحجرية وتعز واب وتهامة للدفاع عن الثورة فانضموا للوظيفة المدنية والعسكرية خاصة وبنفس ثوري ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية السعودية.
فكان منهم الموظفين والضباط والقادة وطلاب الكليات العسكرية فكان “عثمان ابو ماهر” اول رئيس للجيش الوطني و”سعيد الجناحي” اول رئيس لصحيفة الثورة الرسمية والجيش المصري بالتدريب وتخريج الدفعات.
فشغلوا مساحة كبيرة بالسلك العسكري والمدني ومع انشقاق المشايخ وظهور مصطلح الطرف الثالث ثم اتفاق مصر والسعودية على تصفية النظام الملكي الوطني والنظام الجمهوري الثوري في الملحق السري لاتفاقية اغسطس 1965م، ثم احداث اغسطس 1968م تمت تصفية ثوار 26سبتمبر والثقفين الثوريين، وبمفردات التفرقة وخطاب الكراهية وبمسمىٰ الاعتدال والوسطية …الخ.
ولتعترف امريكا والسعودية بالنظام الجمهوري الذي اعتدل حسب مواصفات الخارج بالشيخ وحلفائه من الضباط بالمنطقة والمصلحة حسب وصف الفقيد عبد الله البردوني وليصبح السفير السعودي والسفير الامريكي هو الحاكم الفعلي ومن يقاوم يتم اغتياله وسجنه والاقصاء والتهميش والتغييب مصيره حتى وصلنا الى زمن نقل جمهورية 26 سبتمبر المعتدلة الى القصر السعودي تمهيدا لنقلها الى الكنيست الصهيوني بالتطبيع الى احضان اعداء ثورة 26سبتمبر 1962م.
عاشت الثورات اليمنية الخالدة
عاشت ثورة 26 سبتمبر في ذكراها ال 58
عاشت ثورة 26 سبتمبر ضد الرجعية السعودية والصهيونية والاستعمار الجديد القديم
الرحمة والخلود للشهداء
والشفاء للجرحى
والحرية للأسرىٰ
والمجد للشعب اليمني المقاوم لخارج العدوان في كل مكان وزمان.
المحرر السياسي
26 سبتمبر 2020م