المشهد اليمني الأول/
ليس من السهل دراسة واقع ثورة 21 سبتمبر الشعبية في اليمن وأثرها على الجزيرة العربية بصفة أخص وعلى ما حولها من الدول، وقد تخطت بجغرافيتها محيط الجزيرة العربية إلى أن خرجت إلى سائر الدول العربية في مشرقها ومغربها، بل إنها تخطت بأكثر من ذلك إلى جميع أصقاع الدول الاستعمارية القديمة والحديثة
وأصبحت هذه ثورة 21 سبتمبر هي الخط الرئيسي لتحرير شعوب العالم بصرختها التي صارت تردد بجميع اللغات حركة شعبية في كل الشعوب المضطهدة في العالم العربي والعالم الثالث حتى صارت تردد بدررها الخمس ( الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
وقد سمعناها بآذاننا في مواقع التواصل الاجتماعي حتى دخلت إلى الكونجرس نفسه، وأثارت في أعظم دولة استعمارية (أمريكا) أثراً يسبق ثورة شعبية تعم جميع الولايات في الولايات المتحدة حتى أصبح ترامب يقول عن المتظاهرين انهم جزء مما صنعه من الإرهاب في جميع أنحاء العالم بمنظماته التخريبية.
21 سبتمبر إنها ثورة المستضعفين
لم يكن أحد يعرف شيئاً عن اليمن أو عن شعبها أو عن تاريخها القديم والحديث في جميع أنحاء العالم حتى أنها (اليمن) مجهولة على الخارطة، ولا يعرف أحد موقعها إلا القليل حتى في الشعوب العربية ولقد فتحت هذه ثورة 21 سبتمبر الباب على مصراعيه لهذا الشعب الذي تتجاهله – تقريباً – الأمم المتحدة والدول تجاهلاً تاماً،
وقد ظهرت اليمن ظهور البدر أو الشمس بعد غياب طويل، وأصبحت القبلة للحركات الثورية القائمة على طريق مستقيم لأخذ ما سُلب من أموال وتراب وحرية لجميع الشعوب المستضعفة، وبدأت هذه الثورة تتغلغل بكل معنى هذا التغلغل في داخل الدول الاستعمارية سواء القديمة أو الحديثة بين شعوبها.
الضربة القاضية
إنها الضربة القاضية في صراع الأمم، إذ أنها حدثت في قلب الجزيرة العربية التي لا يُنكر تاريخها، خاصة بعد ظهور الإسلام في كل بقاع العالم، لأن هذه الجزيرة تضم مالا يحصى من الثروات التي لا تستطيع الكمبيوترات تعدادها أو إحصاءها في جميع المناحي ، بحيث أنها ستوقف – بلاشك –
الحركة الديناميكية لكل الفعاليات التي تتصارع عليها الدول الاستعمارية لرفاهية أعضائها والتقدم النخبوي بالنسبة لهم بحيث أن هذه الثروات إذا صُبت لشهر واحد على أبناء الجزيرة العربية في جميع المجالات على أيدي رجال الرجال لقفزت هذه الجزيرة إلى الصدارة العالمية، حيث أنها ستبتدئ بالطريق العلمي والاقتصادي من حيث انتهى إليه الآخرون من التقدم التقني وغيره على جميع الأصعدة.
التاريخ الثلاثي لليمن
بدأت اليمن التي هي في جنوب الجزيرة العربية بكتابة التاريخ الثلاثي لشعبنا العظيم الذي تجسد حقيقة بالثورة الشعبية المباركة الآن التي نحتفل بها في 21 سبتمبر لأنها بحق هي التي ستكتب تاريخ الأمة العربية والإسلامية من جديد لأنها ستبني قواعدها على التراكمات الماضية من الإحباطات والتآمرات على الأمة العربية والإسلامية وذلك سيكون بمحاربة الصهيونية والماسونية العالمية، وكذا محاربة اليهود وأعوانهم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في كل بقعة من العالم.
وكما قال صاحب التجارب العظيمة في الحرب ضد الماسونية: إننا لا نطلب من اليهود تغيير عقيدتهم لأن ذلك لن يكون ثابتاً في عقول اليهود مهما كان جنسهم ولونهم وثقافتهم لأن المسألة الآن في القرن (21) هي مسألة جنس وهي محاربة الفصيل نفسه من الهيكل الإنساني في العالم هي محاربة الوجود لهذا الجنس لا محاربة العقيدة لأن جميع الأديان تؤمن بالنبوات القديمة سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلام،
وقد بدأ النظر إلى تاريخ الرسالات السماوية في ختام أنبيائها (محمد بن عبدالله) عليه أفضل الصلاة والسلام على أنه الدين الجامع لكل الرسالات ولكل الآراء الصحيحة المبنية على صالح الإنسان في كل سلوكه الذاتي والاجتماعي والاقتصادي، مع الأخذ بكل ما يُصلح الإنسان في حياته مع الارتباط في الجزاء والعقاب والعمل الصالح والعمل الفاسد..
إذ أن هذا الدين جمع كل ما تفرق في كل الرسالات القديمة إلى أن ظهر خاتم الأنبياء بقرآن عظيم الذي يكتب المسيرة للإنسانية في العمل والسلوك هذا إذا نظرنا ذلك بعين الشفافية والعقلانية المتجرة من الأهواء.
_____
مفتي محافظة تعز – العلامة/ سهل إبراهيم بن عقيل