المشهد اليمني الأول/
في حوار مع خالد المداني مثلت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر حالة استثنائية وثورة فريده من نوعها ليس على مستوى اليمن وحسب بل وعلى مستوى العالم..
وما يميزها هو طبيعة الاهداف التي قامت من اجلها وحجم المشاركة الشعبية التي واكبت هذه الثورة التي جاءت من رحم المعاناة نتيجة تكريس الانظمة السابقة لمفهوم الحكم على انه مغنم وليس مغرم.
وبهذه المناسبة كان لنا وقفه مع احد القيادات الوطنية التي شاركت في الثورة من خلال عملة كمشرف ائتلاف شباب الصمود، ذلك هو الاستاذ خالد المداني عضو مجلس الشورى الذي التقى بها موقع انصار الله وتحدث الينا عن ابرز ما تخلل هذه الثورة وأهم الاحداث التي جرت خلالها حتى تحقيق الانتصار واعلان نجاح الثورة، فالى مجريات الحوار:
حوار مع خالد المداني حاوره / عبدالله الحنبصي
• المشروع القرآني افشل مشروع الشرق الأوسط
• ما تحقق كان الشيء الكثير لكنه لم يكن الطموح خاصة في ظل هذا العدوان
• انجازات كبيرة تحققت مابين 21 سبتمبر و 26 مارس 2015م بشهادة الاعداء
• لم يكن السيد القائد من طبقة رأسمالية او برجوازية لديها مصالح واهداف وانما جاء من خضم الشعب
• الرئيس الشهيد صالح الصماد نموذج من نماذج المسيرة القرانية
• هناك توجه على سحب المواشي من اليمن وتصديرها الى الخارج، بينما تقوم بعض المنظمات الاخرى بتوريد مواشي مريضه من أجل نشر العدوى في بقية المواشي اليمنية.
– ثورة 21 سبتمبر، كيف بدأت؟
حياكم الله، من المعروف بأن ثورة 21 سبتمبر قد غيرت مجرى التاريخ، خاصة وأنها جاءت بعد ثورة 11 فبراير التي مهدت لثورة سبتمبر، حيث خرج الشارع حينها للمطالبة بالتغيير حاملة شعار اسقاط النظام.
الا انه تم تغيير مسار ثورة فبراير وتقزيم اهدافها بعد ان تم جعلها على انها ثورة ناتجة عن خلاف بين طرفي الحكم المتمثل باللقاء المشترك وحزب المؤتمر، لينتهي المطاف بهده الثورة بالاتفاق الذي رعته الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية واخرجوها بصورة لا تصلح ان تليق باسم ثورة أو نتائج ثورة.
والمبادرة الخليجية اعادت توزيع ما كان موجودا وقضت على كل امال الثوار واحلامهم في احداث التغيير المنشود، وبعد خروج الاطراف والمكونات الحزبية، ظلت المكونات الجماهيرية التي واصلت مشوارها واوصلتنا الى ثورة 21 سبتمبر، حيث قام الثوار بالتصعيد الثوري بعد تطهير الساحات من الولاءات والتدخلات الخارجية، واستمر التصعيد لعدة أشهر.
– من الملاحظ بأنه عقب خروج الاحزاب من الساحات وعقب اعلان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي عن بدء التصعيد الثوري، شرعت السلطات في استخدام العنف ضد شباب الثورة كما حصل في شارع المطار وبجوار الامن القومي، ما هو السبب؟
بعد خروج القوى التي كانت تدار من الخارج وبقاء القاعدة الشعبية الحقيقية التي فوضت السيد عبدالملك الحوثي بقيادة الثورة، حاولت تلك القوى أن تضيق الخناق على شباب الثورة وقامت مليشيات الاصلاح لأكثر من مره بالاعتداء على المستقلين واصحاب الثورة الحقيقية، ولا ننسى بأنه من شروط المبادرة الخليجية كان اخلاء الساحات واخراج كل شباب الثورة.
ونظراً لوجود قيادة حقيقية وصادقة ومخلصة للثوار، فقد فشلت جميع المحاولات التي كانت تسعى الى استهداف الثورة سواء من خلال الضغوط السياسية التي كانت تمارس على القيادة او عبر الهجمات التي تعرضت لها ساحات الاعتصامات في صنعاء وعمران وغيرها من المحافظات.
وسبب الفشل في اخماد الثورة يعود الى قوة الارتباط بين قيادة الثورة وبين الساحات حيث تمكنا من افشال المؤامرات وحافظنا على تواجدنا رغم شحة الامكانيات والظروف الصعبة التي استطعنا تجاوزها بفضل الدعم الشعبي الذي وجدناه.
والجميع يتذكر تلك القوافل الشعبية التي قدمت لشباب الثورة في جميع الساحات، إذاً فهي ثورة شعبية لها قيادة حكيمة ولها جمهور وشعب عظيم يقف خلفها.
أبرز أهداف الثورة!!
من ابرزها كان إحداث التغيير المناسب والشامل لكل الواقع، فقد سبقت عملية التصعيد قيام الحكومة بانزال الجرع وزيادة الاعباء على المواطنين فكانت الحاجة لقيام ثورة حقيقة تطالب بمعالجة الوضع الاقتصادي بدلاً من استئثار اموال الشعب..
والجميع يدرك بأن ثروات البلاد كانت تقسم لشركاء الخارج ولعملائهم المرتبطين بهم في الداخل والذين هيأوا لهم الاستحواذ على ممتلكات الشعب مقابل بقائهم في السلطة والحصول على نسبة من تلك الثروات.
فقد كانوا يسلبون الموازنات وينهبون النفط ويحتكرون الشركات التجارية والمستشفيات والجامعات الأهلية، ومن المعروف بأن هناك فئة كانت هي من تتحكم بكل هذه الامور.
وهذا جزء مما يتعلق بالجانب الاقتصادي، اما لو تحدثنا عن الجانب السياسي فكانت التبعية هي السمة الغالبة على النظام في السابق بدليل المبادرة الخليجية التي جاءت الينا من الخارج لتنفيذها بما يمكنهم من التحكم في قرار البلاد وسيادته، ومعروف لدى الجميع تاريخ اللجنة السعودية الخاصة وما كانت تقوم به من ادوار مقابل دفعها لرواتب شخصية لعدد كبير من المشائخ والشخصيات، ولا ننسى السفير الامريكي وتحكمه في كل شيء حتى اصبح يسمى بشيخ المشائخ فقد كان القائد والحاكم الفعلي للبلاد.
وكانت بلادنا ممنوعه من عقد اي اتفاقيات او تحالفات الا بعد موافقة السفارة الأمريكية، خلافا لسلطتها وتدخلها في تعيين السفراء والوزراء والقادة العسكريين، ناهيك على أنهم فرضوا على الشعب وضع عبدربه منصور هادي كرئيس للبلاد مع انه لا يصلح أن ينفع كما قال السيد القائد في احدى كلماته انه لا يصلح لإدارة محل تجاري “دكان”.
وعلى المستوى العسكري شاهدنا جميعنا ما قامت به الادارة الأمريكية من إتلاف لكميات كبيرة من الاسلحة والدفاعات الجوية الاستراتيجية التابعة للجيش اليمني، اضافة الى اشرافها على سير التدريبات ووضع الاستراتيجيات العسكرية، هذا بخلاف قيامها بالنزول الى الاسواق لشراء الاسلحة من المواطنين ومن اسواق السلاح.
واليوم ها نحن نشاهد كيف تمكنوا من اخراج الدفاعات الجوية عن الخدمة بعد أن دمروا منظوماتها وصفوا العديد من قيادات الدفاع الجوي والطيارين وتدمير الطائرات كمقدمة لإعلان العدوان على بلادنا .
اما الجانب الأمني فقد شهد مئات الاغتيالات للكوادر الوطنية ناهيك عن التفجيرات والاعمال الارهابية، حتى ان من تقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع اصبحوا هم بحاجة الى من يحميهم من التكفيريين، كذلك العسكريين لم ينجوا من الاستهداف، ولدينا كذلك عمليات التقطعات التي كانت تحصل للمسافرين بين المحافظات.
لذلك وصل الحال الى وضع لم يعد بمقدور احد أن يتحمله خاصة بعد أن عملوا على اثار النعرات والخلافات بين القبائل، وتأجيج الصراع الداخلي ليضمنوا بذلك بقاء مصالحهم فينهبوا ثروات البلد وخيراته ويتحكموا بقراراته.
هناك ايضاً الوضع التعليمي هو الاخر لم يكن بعيدا عن التدخلات الخارجية، وقد وصل التدخل في هذا الجانب المهم الى حد أن من يتحكم بصياغة المناهج التعليمية هم الامريكيين الذين لم يكتفوا بذلك فقد كان لهم دور علني في تنظيم وترتيب الدورات والتأهيل لخطباء المساجد والمرشدين.
اذاً امريكا اصبحت هي من تفرض كل شيء واصبح السفير الامريكي بمثابة الوصي على هذا الشعب بمساعدة دول الخليج وعلى رأسها السعودية لذلك جاءت الثورة وانهت هذه الوصاية والتدخلات الخارجية.
انهاء الوصاية وتحرير القرار والسيادة
– حرصت قيادة الثورة ممثلة بالسيد العلم عبدالملك الحوثي حفظه الله على تحرير القرار السياسي من سلطة السفارات واشراك المجتمع بمختلف شرائحه على المشاركة في الثورة وفي صنع القرار، كيف تقيمون المشاركة المجتمعية في الثورة؟ والى أي مدى نجحت الثورة في تحرير القرار من سلطة الخارج؟
السيد حفظه الله ركز بالفعل على أمرين مهمين هما الحرية والاستقلال والسيادة كجانب وعلى أن يحصل الشعب وينعم بخيرات هذا البلد لأنه مليء بالثروات ويكفي موقعة الجغرافي، ولا ننسى بأن الشركات الاجنبية هي من كانت تنعم بخيرات الوطن ويكفي ان نذكر هنا تمكين احد الشركات الخارجية من استئجار ميناء عدن لمئة عام.
ومن هنا نستنتج بأنه في الماضي كانوا يجعلون الشعب في فقر مدقع حتى لا يفكر سوى بكيفية حصوله على قوت يومه ولقمة العيش.
أما قضية السيادة فكانت تمثل الهدف الرئيسي لثورة 21 سبتمبر، لأننا اذا امتلكنا قرارنا وسيادتنا فسننعم بخيراتنا وسيكون هناك تصحيح للوضع بالكامل، وبالنسبة للمشاركة المجتمعية في صنع القرار فقد بدت واضحة من خلال مشاركته الواسعة في صناعة ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر خاصة بعد ان اصبح الوضع في تلك الفترة غير محتمل.
حيث سبق وان اعلن نظام هادي بأن البلاد على وشك الانهيار وقالت حكومته انها اصبحت غير قادرة على دفع الرواتب رغم حصولهم على الهبات والمنح وتحكمهم بخيرات وثورات البلاد، ونتذكر حديث عبدالرحمن بافضل وزير المالية في حكومة باسندوة عندما قال ان البنك في حينها كان فارغاً وما قاله هادي انه لم يسلم له سوى العلم فقط وبأن البنك كان فارغاً.
حينها رأى الناس ان الحل هو الثورة لإحداث تغيير فجأت مسيرة الانذار الاخير وامتلأت الساحات على مداخل المدن الرئيسية وبدأ التصعيد حتى جاءت الثورة المباركة التي انتصرت حتى على الضغوط الخارجية التي اعلنت وقوفها ومساندتها لحكومة باسندوة.
الا أن وقوف الشعب مع قائد الثورة وصمودهم امام الضغوط الخارجية وامام العنف الذي استخدمته حكومة باسندوة ضد الثوار كما حصل في مسيرة الامن القومي ومسيرة المطار التي استخدم فيها النظام مسيلات الدموع والرصاص الحي وحتى مياه المجاري، مع هذا كله انتصرت الثورة.
– شهدت مرحلة التصعيد الثوري عمليات اغتيالات طالت على سبيل المثال البرلماني الدكتور عبدالكريم جدبان والدكتور احمد شرف الدين، كيف تفسرون ما جرى؟
كل حوادث الاغتيالات التي تمت بين الفترة 2011 – 2015 كانت ضمن مخطط وعملية ممنهجه الهدف منها تصفيه الكوادر الصادقة والمخلصة فالدكتور جدبان كان صوت برلماني قوي في وجه الفساد ودائماً ما كان يفضح بالأدلة فسادهم وممارساتهم الخاطئة، كذلك الدكتور شرف الدين كان عقلية مفكره ولديه رؤية واضحة.
وهذا ما يخشاه الاعداء لذلك سعوا الى تصفيتهم ليس لمصلحتهم وانما لمصالح القوى الخارجية واسيادهم الامريكيين والاسرائيليين الذين يرون في هذه الكوادر خطر عليهم في الحاضر والمستقبل.. ولكن ولأن هناك ارادة شعبية وقيادة واعية فلم تتأثر الثورة رغم ان رحيل اولئك الشجعان كان خسارة على بلادنا.
– بعد مرور ست سنوات على قيام الثورة، برأيكم ما هي الانجازات التي تحققت وماهي الاخفاقات واسبابها سيما في ظل قيام العدوان على اليمن؟
من اهم ما تحقق وكان سببه اعلان العدوان على اليمن هو الخروج من التبعية وتحقيق حالة السيادة والاستقلال، فهذا كان الهدف الابرز والذي على ضوؤه ستتحقق بقية الاهداف.
فلا يمكن تحقيق النهوض الا بالاستقلال، ولن ننعم بالأمن والاستقرار الا بامتلاكنا للقرار ولا يمكن ان نبني جيش قوي ومتماسك الا عند سيادة القرار، ولن يكون هناك وضع اجتماعي متماسك الا بتحقيق هذا الهدف، وهو ما حصل الان ويمكن ان نجده على ارض الواقع خاصة اذا قارنا بين المناطق اليمنية الغير محتلة وبين المناطق القابعة تحت الاحتلال السعودي والاماراتي.
ولأننا نملك القرار والسيادة نجد أن العدو فشل في كل محاولاته على اثارة الفوضى وزعزعة الامن في صنعاء وبقية المحافظات، والوضع الاقتصادي افضل بكثير مما كان يتوقعه الكثير سيما في ظل العدوان والحصار، مع ان ايرادات الدولة انخفضت الى 5% تقريباً الا أننا استطعنا بهذه النسبة ان نواجه اكبر تحالف دولي يشن الحرب على بلادنا، ولا ننسى المساهمة المجتمعية في تعزيز صمود الجيش واللجان الشعبية.
وكنتيجة طبيعية لعودة الاستقلال وانهاء التبعية نجد أن نسبة الجرائم في صنعاء وغيرها قد انخفضت عما كان في السابق مع انه من الطبيعي ان ترتفع نسبة الجرائم في ظل الحروب، لكن في اليمن حصل العكس.. فقوى الخارج هي من كانت تؤجج الصراعات بين القبائل وتعمل على زعزعة الامن والاستقرار ودعم الجماعات التكفيرية.
ومن الطرائف التي كانت تحصل أن مشائخ وقادة الصراع المحليين في السابق كانوا يتجهون الى مخزن واحد لاستلام السلاح بتوجيهات من علي محسن وعلي عبدالله صالح ويعودون به ليتقاتلوا فيما بينهم، اليوم يحصل العكس فهناك جهود رسمية وشعبية لإنهاء الصراعات بين القبائل واحلال السلام المجتمعي وحل مشاكل الثارات وهذا ما ساعدنا فعلا في التركيز على عدونا المشترك.
ومن ضمن ما تحقق في ظل هذه الثورة المباركة أننا اصبحنا قادرين على تصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية والذخائر بكل اشكالها وانواعها دون الحاجة الى الخارج، بعد ان كانت حكوماتنا عاجزة عن تصنيع ابسط الاشياء، وكما ذكر السيد القائد فهناك توجه الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من عملية التسليح.
واليوم هناك توجه نحو الزراعة بما يكفل تحقيق الاكتفاء الذاتي وكسر الحصار المفروض على بلادنا، بينما في السابق كان هناك اتفاقيات وتوجه عام لمنع الزراعة في اليمن وقد سبق وان كشف احد الوزراء عن اتفاقيات خطيرة تفرض على بلادنا الامتناع عن زراعة القمح.
اضافة الى قيام منظمات دولية بتوريد البذور الفاسدة التي تهلك الحرث والنسل وتقضي على التربة وكما يقول الله عز وجل” وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ” صدق الله العظيم .
ولا يفوتنا التأكيد على ان هناك توجه خاصة من قبل الامارات على سحب المواشي من اليمن وتصديرها الى الخارج، لأنها فصائل جيدة، بينما تقوم بعض المنظمات الاخرى بتوريد مواشي مريضه من أجل نشر العدوى في بقية المواشي اليمنية وهذه حرب واضحة كشفتها مؤخرا العديد من وسائل الاعلام.
واجمالاً عن تامر كبير على اليمن في مختلف المجالات ولكن في ظل وجود قيادة الثورة الحكيمة فسنفشل كل تلك المؤامرات، ومثلما نجحنا في الجانب العسكري سننجح بإذن الله وننتصر في بقية المجالات.
وعموماً فما تحقق كان الشيء الكثير لكنه لم يكن الطموح خاصة في ظل هذا العدوان الذي اعلن على بلادنا والذي اعاق الكثير من الاشياء التي كنا نأمل تحقيقها، ويكفينا شاهدة اعدائنا الذين قالوا في اجتماعاتهم ان ما تحقق خلال الفترة من اعلان نجاح الثورة في 21 سبتمبر 2014م واعلان الحرب على اليمن في 26 مارس 2015م كبير جدا سواء في مجال محاربة الفساد والقضاء على الارهاب وتعزيز الامن، فاذا حصل كل هذه الانجازات في غضون أشهر فماذا سيحصل لو استمروا خمس سنوات، لذلك تم اعلان العدوان على اليمن.
ومالم يتحقق من اهداف بسبب العدوان فسيتحقق مع مرور الوقت وستنعم اليمن بالرخاء والاستقرار والاستقلال،، وندرك جيداً ان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي رضوان الله عليه عنده العزيمة والاصرار على الوصول بالبلاد الى اعلى درجات النجاح لتكون نموذجاً لبقية البلدان الاخرى.
وهو ما نستنتجه ايضاً من كل خطاباته التي يتحدث فيها ويصف اليمنيين بالشعب العظيم وعن المكانية التي ينبغي ان يكون فيها هذا الشعب وان يحصل عليه وينعم بخيراته وثرواته التي هي ملك لكل الشعب وليس لطرف او فئة بعينها.
لهذا سقط الاخوان في مصر.. !!
– ما الذي يميز ثورة 21 سبتمبر عن بقية الثورات في الوطن العربي؟
المنهج والمشروع هو ما ميز ثورتنا وخاصة عند مقارنتها مع بقية الثورات التي وقعت ضمن ما يسمى ثورة الربيع العربي، فالمنهج والمشروع القرآني هما عوامل مهمة، فالثقافة القرآنية هي ثقافة استباقية تعلم من خلالها ما يخطط له الاعداء وتتحرك ضمن خطوات ناجحة لأنها مبنية على رؤية الاهية.
والاهم هو القيادة التي لا تهتز ولا تتراجع ولا تخشى الا الله، ويجب ان تتحلى في القيادة حبها للشعب وخلوها من اي اطماع دنيوية كما هو حال بلادنا مع القائد السيد العلم عبدالملك الحوثي حفظة الله والذي كان خروجه من الوسط الاجتماعي المضطهد والذي عانى كثيراً بفعل الحروب والمؤامرات الاجنبية.
كما لم يكن السيد القائد من طبقة رأسمالية او برجوازية لديها مصالح واهداف وانما جاء من خضم الشعب وها هو اليوم يعلن ان رأسه سيقدمه فداءاً في سبيل الله وفداءاً لهذا الشعب، وهنا تتجلى عظمة القائد الذي خرج من عباءته الرئيس الشهيد صالح الصماد كنموذج من النماذج التي برهنت على انه ليس لديها اي اهداف سياسية او مصالح تتعلق بالسلطة بل انها ستضحي من أجل الشعب.
ومثل هذه القيادات لم نجدها في بقية الثورات، ومنها على سبيل المثال في مصر التي اعلن فيها المرشد الاخواني بعد توليهم السلطة بأنه تواصل مع الاوربيين واخبروه بأنهم لا يعارضون توليهم للسلطة، ويحمل هذا التصريح دلالة واضحة على ان الاخوان لم يكن يخشون الا أن تعارض امريكا او الاوربيين لحكمهم لمصر.
ونتيجة لهذا الخوف وتماهيهم مع المشاريع الاستعمارية سقط الاخوان بسهولة في مصر مع انهم انفردوا بالحكم بمفردهم كما ان لهم 100 سنة من تأسيس حركة الاخوان، لكنهم فشلوا.. بينما في بلادنا وصلنا الى السلم والشراكة وهذا ما جعل احد المحللين يؤكد أن ثورة 21 سبتمبر تعد اغرب ثورة في العالم لان ما قامت عليهم الثورة تحولوا الى مشاركين في الثورة وفي صنع القرار.
بمعنى ان ثورتنا ارتكزت على اشياء مهمه ابرزها الثقافة القرآنية الغير قابلة للهزيمة كما قال الشهيد القائد حسين الحوثي بأن الثقافة القرآنية غير قابلة للهزيمة، بينما انهزم الاخوان في مصر بمسيرة واحدة خرجت في احدى الشوارع المصرية.
– عقب قيام الثورة ونجاحها في 21 سبتمبر، اعلنت العديد من الدول عدوانها على اليمن، لماذا من وجهة نظركم؟
بعد ان سقطت ادواتهم في الداخل كان من المتوقع فعلا بأن تشن الحرب على بلادنا، ولا ننسى بأن هذه الدول هي نفسها من تشن الحرب على اليمن منذ الحرب الاولى على صعدة في العام 2004م لكنها في السابق كانت تتم عبر ادواتها التي تدار عبر السعودية، ولكن اليوم اصبحت امريكا هي من تدير ادواتها السعودية والامارات في شن الحرب على اليمن.
– هل نستطيع القول بأن المشروع القرآني اصبح هو الحل لما وجه المخطط الامريكي الصهيوني وخاصة فيما يتعلق بمشروع الشرق الاوسط الجديد؟
نعم فقد اصبح المشروع القرآني هو الامثل والناجع على مستوى المنطقة، خاصة مع فشل المشروع الاخواني وغيرها من المشاريع القومية وما اتى به الوقت من مسميات، لكن يبقى المشروع القرآني هو الوعد الذي اشار اليه المولى عز وجل بقوله تعالى: ” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” صدق الله العظيم وقد اثبت هذا المشروع نجاحة وفعاليته مع حجم التآمر الكبير على بلادنا وعلى الائمة الاسلامية،.
والشعار الذي اطلقه السيد حسين الحوثي سلام الله عليه (الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل .. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام ) ها هو اليوم يتحقق عندما تم تحديد العدو الرئيسي للأئمة، والان تتكشف الحقائق بمن يقود الحرب على الائمة ويسعى الى التطبيع عبر تطويع الشعوب العربية والاسلامية.
وبالتالي اصبح شعار الموت لأمريكا مشروع يؤمن به الكثيرين داخل اليمن وخارجها.
– كيف اسهمت الثورة في افشال مشروع تقسيم اليمن ؟
هدف العدوان والتدخل من اساسه هو التمزيق، فهم لا يريدون ان يكون اليمن بلد واحد، بل يريد تجزئة المجزأ كما حصل في السودان وكما يريد لليمن وهناك اكبر دليل تلك المكالمة المسربة بين الفار هادي ومدير مكتبه السابق احمد بن مبارك عندما قال ان امريكا تريد تقسم اليمن.
اختتام حوار خالد المداني بكلمة اخيرة
نهنئ ونبارك السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي بهذه الثورة المباركة التي قادها بكل اقتدار وبكل جدارة ونهنئ شعبنا اليمني العظيم وابطال الجيش واللجان المرابطين في ميادين الشرف والعزة