المشهد اليمني الأول/
في رسائل باليستية عميقة، ومن مأرب الحضارة التأريخية، الى عاصمة الصمود اليمنية صنعاء، طفولة توقد شعلة الثورة السبتمبرية، في عملية ثورية غير مسبقة للذكرى السادسة لثورة 21 سبتمبر، أوقد الناجي الوحيد من مجزرة آل سبيعيان “عبد الله السبيعيان” شعلة الثورة في ميدان التحرير.
فشعلة الثورة السبتمبرية في الذكرى السادسة لها توقدها مأرب الحضارة بيد الناجي الوحيد ، مصطفة الى جانب المناطق المستقلة من الوصاية.
كما أن طفولة الناجي الوحيد تمثل الجيل القادم بأنه سيكون جيلاً ثورياً شامخاً، مستقلا بحريته، رافضاً لهيمنة الدول المستكبرة، ورافضا للوصاية الخارجية.
بعد أن كان الجيل الأول جيل قبل الثورة، جيلا ملعوناً بالإرتهان لوصاية الخارج، ومدمناً على الفساد الباغي على أبناء الشعب اليمني بنهب خيراته، واستغلالها قربات لتقريبه من دول الإستكبار.
لقد انبثقت ثورةُ 21 سبتمبر الشعبية من عمقِ المعاناةِ والحاجةِ الملحةِ لتصويبِ مسارِ الثورةِ اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، وإعادةِ الاعتبارِ لهُما وتجاوزِ مرحلةِ العبثِ والوَهنِ والخروجِ من دائرةِ التبعيةِ والعمالةِ والارتهان للخارج.
وأسقطت هذه الثورةُ كلَّ الأقنعةِ الزائفة وردعت التدخلاتِ الأجنبية وأفشلت المؤامراتِ الراميةِ تمزيقِ اليمنِ وتقسيمِه واحتلاله ونشرِ الفوضى والإرهاب والعبثِ بمقدراتِ الشعبِ ونهبِ ثرواتِه”.
وتبعث رسالة أخيرة للعالم، بأن تحرير مأرب الحضارة التأريخية أحد أهداف الثورة السبتمبرية التي كسرت لعنة هيمنة الوصاية الخارجية، للدول المتربصة بخيراتها.
فقد أكد رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع اللواء عبدالله يحيى الحاكم، يوم الأحد، أن القرار اليمني السيادي خط أحمر، مضيفًا “لن نسمح لأي كان بأن يتدخل في قراراتنا السيادية تحت أي مبرر كاذب أو ادعاء باهت وعلى الجميع أن يعوا جيدا هذه الرسالة وأن لا تجرفهم أوهامهم ابعد من ذلك”.
وحذر اللواء الحاكم، داعمي ومساندي ما يسمى الإرهاب والتطرف في محافظة مارب أن هيئة الاستخبارات والاستطلاع لديها وثائق دامغة تكشف حقائق داعمي ومساندي الإرهاب في مأرب.
وأكد أن الدول التي سارعت في الإعراب عن قلقها من الأعمال المشروعة التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل من مأرب وغيرها لمواجهة العناصر التكفيرية والمتطرفة مما يسمى القاعدة وداعش في مارب هي ذات الدول التي تثبت الوثائق أنها متورطة في دعم ومساندة تلك العناصر.
أهمية إيقاد الشعلة والإحتفال
ولعل أهمية الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة 21 سبتمبر، تكمن في أنها أتت في تاريخ مفصلي من حياة الشعب اليمني الذي قال كلمته بعد عقود من التبعية والارتهان والفساد، أهدرت فيه فرص بناء الدولة وتحقيق الأمن وبناء الاقتصاد.
ومثلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نقطة انطلاق لإيقاف المؤامرات الخطيرة التي كان يتعرض لها اليمن بعد أن وصلت البلاد إلى حالة استلاب القرار السياسي.
وشكلت الثورة محطة تحول مهمة في تاريخ اليمن المعاصر، طوى فيها اليمنيون مرحلة من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية، فضلاً عن تصحيح الأوضاع جراء الفساد والظلم والإقصاء والتهميش والاستئثار بالثروة.
وتكمن أهمية الثورة الشعبية في أنها نقلت الشعب اليمني من وضع كان فيه مستباحاً من قبل الأعداء، إلى وضع جعل اليمن مؤثراً في مجريات الأحداث وقوة فاعلة بالمنطقة والعالم.
قائد الثورة
وفي هذا الصدد يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في أحد خطاباته “إن من أول وأهم وأكبر إنجازات الثورة تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية”.
وأشار إلى أن مشكلة قوى الاستعمار والاستكبار وعملائها بالمنطقة مع اليمن لا لشيء وإنما لرفضه الخضوع والتبعية، واستكثار هذه القوى على الشعب اليمني أن يكون مستقلًا في قراره السياسي وحقه المشروع في إدارة شؤونه بعيدًا عن التدخل الخارجي.
وأكد قائد الثورة، أن التحرك والزخم الشعبي الكبير، جعل ثورة 21 سبتمبر، ثورة نقيّة وخالصة تحققت بمشاركة شعبية وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني.
ولفت إلى أن تضحيات الشعب اليمني وصبره وصموده أثمر نصراً وقوة وتماسكاً في مواجهة التحديات وأبرزها التصدي لقوى العدوان ومرتزقته.
في حين يقول رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط في أحد خطاباته إن “ثورة 21 سبتمبر مثلت الخيار الذي يليق باليمن الكبير وإن كان الثمن باهظاً، لكنها خيار الضرورة، والتصحيح الشجاع ضمن إرادة شعب قرر أن يتحرر من كل صيغ الضعف والارتهان، ويخلع عن كاهله وطأة الهيمنة الخارجية”.
وأشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر غلَبت من أول يوم قيم التسامح العفو، و انحازت للغة السلام، لتصبح بحق أول ثورة في التاريخ تحاور خصومها، ولم تنصب المشانق.
وأوضح الرئيس المشاط أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جاءت لتهيئة مناخ جديد يملأه التسامح والتعايش وإرساء قيم العمل المشترك لبناء يمن جديد خالٍ من الفساد والاستبداد والظلم والإرهاب ومن الهيمنة الخارجية، ويشترك في بنائه وينعم بخيراته كل أبنائه.
وقال ” لكل مرحلة معاييرها ومقاييسها ولذلك يخطئ كثيراً من يقيم مرحلة الحرب الضروس التي نعيشها وفق معايير ومتطلبات الرفاهية والرخاء وغيرها من مقاييس المراحل الطبيعية أو الاعتيادية، وإنما يقاس النجاح فيها بمعايير الصبر والصمود والتضحية والعطاء والفداء والثبات في منازلة الغازي الأجنبي والذود عن الحِمى والحفاظ على المؤسسات “.
ومع المنغصات والتحديات التي تواجه الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة في ظل استمرار العدوان والحصار واستمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل دول تحالف العدوان، إلا أن ذلك لم يمنع اليمنيون من الاحتفاء بالذكرى السادسة لثورة الـ21 من سبتمبر بالتزامن مع الانتصارات في مختلف الجبهات وآخرها دحر تنظيمي القاعدة وداعش من محافظة البيضاء.
ويمثل الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية بمثابة إحياء لانتصار قيمي وأخلاقي وسياسي وعسكري وأمني ودافعا لمواجهة العدوان والتحرك الفاعل لإفشال مخططاته لمحاولة إعادة اليمن إلى التبعية والوصاية والتحكم في قراره واستعباده.
واعتبر رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ما يمر به الوطن حالياً لحظات استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في ظل ما يتعرض له من عدوان وحصار.
وأكد أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لتطور مسارات ثورة الـ٢٦ من سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر، وتحملت مسؤولية كبيرة تجاه الوطن وأبنائه.. لافتا إلى التسامح الذي اتسمت به ثورة 21 سبتمبر منذ بدايتها لأنه من المهم لأي ثورة أن تستوعب الجميع حتى تصمد وتستمر.
ومن هنا ستظل ثورة الـ21 من سبتمبر نقطة مضيئة انطلقت من صوابية الرؤية ووحدة الهدف وحكمة القيادة والتفاف الشعب لتحقيق أهدافها.